الجزائر
في أول لقاء من نوعه منذ بداية الأزمة

المعارضة السورية تطلب وساطة الجزائر مع الأسد

عبد السلام سكية
  • 5440
  • 11
أرشيف
عبد الرحمن مصطفي

طلبت المعارضة السورية، وساطة الجزائر في “خصومتها” مع الرئيس بشار الأسد، وأكدت أن الجزائر “وسيط نزيه”، بالمقابل أبلغت الجزائر الوفد المعارض إدانتها “التدخلات الخارجية في الأزمة السورية”.
استقبل وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، الأسبوع الماضي، وفدا من المعارضة السورية يقوده رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية نصر الحريري، وهو أول لقاء يجمع جهة رسمية جزائرية بالمعارضة السورية، منذ تفجر الأزمة قبل 7 سنوات، ونقلت مصادر مطلعة للشروق أن اللقاء بدعوة من الجزائر.
واستعرض الجانبان جوانب من الأزمة السورية التي خلفت مئات آلاف القتلى وملايين النازحين، وذكر مصدر الشروق “أن وفد المعارضة أكد للطرف الجزائري، أن الحل لن يكون إلا سوريا سوريا، وأن الحل لن يكون عسكريا أبدا”.
الوفد السوري كذلك قال إن الثورة السورية كانت سلمية في بدايتها، و”انحرفت للعنف بسبب النظام الذي أتاح الفرصة أمام المتطرفين من كل أنحاء العالم”، ونبه “ما حصل من جانب المعارضة التي لجأت للسلاح أنها ردة فعل عن العنف الذي طالها وطال الشعب السوري”.
وفي هذه المسألة يقول المصدر، إن الوفد الذي ترأسه رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية نصر الحريري، استعرض ما اسماه “وثائق تثبت الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد، والتطهير الطائفي الممارس من المليشيات الشيعية”.
عن مستقبل بشار الأسد وفق منظور المعارضة، أورد محدثنا “أكد الوفد أن المعارضة مع الحل السياسي السلمي، وأن النظام قد ارتكب جرائم في حق الشعب السوري، ويجب أن لا يكون شريكا في المستقبل، على الأقل رموز النظام”.
وفي هذا الجانب، اقترح ضيوف الجزائر، أن تتولى وساطة مع النظام، وردت الجزائر بحسب ما تسرب في الاجتماع أنها ستبذل كل مجهودها في إطار الجامعة العربية لاتخاذ مواقف لفائدة الشعب السوري، مع إدانة العنف الممارس ضد الشعب السوري، والتدخلات الخارجية التي عقَدت للوصول إلى تسوية سياسية سلمية، مع الحرص على لقاءات أخرى.
ويُعد اللقاء الذي جمع جهة سياسية سيادية في الجزائر، مع طرف في المعارضة السياسية “تحولا كبيرا” من الجزائر تجاه المعارضة، فهو أول لقاء يجمعها، خاصة وأن الجزائر تعد من الدول القليلة التي لم تقطع علاقتها مع النظام السوري، حيث أبقت سفيرها في دمشق، كما احتفظت بالسفير السوري لديها، بل عارضت إقصاء سوريا من عضوية الجامعة العربية، الذي حصل خلال القمة العربية التي عقدت بالدوحة، وحينها مثل سوريا رئيس الائتلاف الأسبق معاذ الخطيب.
وإن أدرج بعض المتابعين الموقف الذي تبنته الجزائر من الأزمة السورية، بإبقاء العلاقات الدبلوماسية على ما كانت عليه قبل تاريخ مارس 2011، والأكثر من ذلك إجراء زيارات مهمة لمسؤولي البلدين في صورة الوزير مساهل الذي زار دمشق، وزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم للجزائر، دعما لنظام بشار الأسد، إلا أن أطرافا أخرى تؤكد أن الجزائر قد بقيت على الحياد الإيجابي، انطلاقا من عقيدتها الدبلوماسية التي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والدعوة إلى حل الأزمات عبر الحوار، ورفض التدخلات الأجنبية، كما أنها “لم تقمع” رموز المعارضة المتواجدين في الجزائر، الذين كانت لهم الحرية في التعبير عن مواقفهم من النظام السوري ورموزه خاصة الرئيس الأسد.

مقالات ذات صلة