الرأي

“المعتوه” و”الكلبة”!

رشيد ولد بوسيافة
  • 1369
  • 7

قبل يومين نشر الرئيس الأمريكي ترامب تغريدة على حسابه في تويتر وصف فيه موظفة سابقة في البيت الأبيض وأحد أهمّ مساعديه في الحملة الانتخابية بـ”المسعورة” و”الكلبة”، ولا يتورع هذا الرئيس “المعتوه” على حد وصف مساعدة الرئيس الأمريكي السابقة “أوماروسا مانيغولت نيومان” التي فضحت للرأي العام الأمريكي الطريقة التي يُدار بها البيت الأبيض في عهد ترامب، واتّهمت رئيس أمريكا بـ”الجنون” عندما قالت “تراجع حالته العقلية أمرٌ لا يمكن إنكارُه”.
وقد كشفت “نيومان” الكثير من الحقائق التي تشير إلى أن الأمريكيين أوصلوا “معتوها” إلى سدة الحكم بقولها في كتاب “المعتوه” التي أصدرته الثلاثاء الماضي إنها رأت بعينيها الرئيس ترامب “يبتلع وثيقة رسمية سرية” وهذا في سياق التشكيك في قدراته العقلية!
وليست المرة الأولى التي تصدر عن الرئيس الأمريكي الذي عُرف بالابتذال والسلوك الاستفزازي قبل وصوله إلى البيت الأبيض، خاصة خلال الثمانينيات من القرن الماضي حين كان نجما تلفزيونيا في برنامج عُرف بـ”you’re fire”.
وقد سبق لترمب أن أطلق العشرات من الأوصاف النابية والقبيحة في حق نساء، وغالبا ما يزدريهن ويسخر منهن في البرامج التلفزيونية، وكادت الإساءات في حق النساء أن تطيح به خلال الانتخابات الماضية، غير أن الرجل تحدى الجميع ووصل إلى البيت الأبيض مفاجئا العالم أجمع.
وحدث ذلك رغم التحذيرات الصادرة عن أطباء النفس الأمريكان وخبراء الصحة العقلية، إذ حذّرت مجموعة من الأطباء النفسيين خلال مؤتمر في جامعة ييل الأمريكية، من أن ترامب يعاني من “مرض عقلي خطير”، اسمه ” البارانويا والأوهام”.
وقال الدكتور جون غارتنر، وهو معالِج نفسي كان يقدّم المشورة للأطباء النفسيين المقيمين في كلية الطب في جامعة “جونز هوبكينز”: “نتحمّل مسؤولية أخلاقية بتحذير الرأي العام بشأن المرض العقلي الخطير الذي يعاني منه دونالد ترامب”.
والمشكلة أن رئيسا بهذه المواصفات لا يدير أمريكا فقط، ولكن يدير العالم أجمع، وهذه الأيام جنّد دولا عربية لتدمير اقتصاد تركيا وإضعاف عملتها بسبب قس أمريكي متورط في محاولة الانقلاب على الرئيس التركي طيب رجب أردوغان.
غير أن حلفاء ترامب من العرب الذين زوَّدوه بمئات ملايير الدّولارات وحولوه إلى “بطل أمريكي قومي” لا يدركون أنهم سيكونون أول ضحاياه في المنطقة بعد أن يستنزف قدراتهم المالية ويحولهم إلى دول فاشلة اقتصاديا، وقد بدأت بالفعل إشارات هذا التحول في دول الخليج.

مقالات ذات صلة