-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الخبير والمحلل العسكري الفلسطيني اللواء واصف عريقات لـ"الشروق":

المعركة ستطول وهذه سيناريوهاتها

المعركة ستطول وهذه سيناريوهاتها
أرشيف
الخبير والمحلل العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات

يقدّم الخبير والمحلل العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، قراءة موسّعة لتطورات المعركة التي تدور رحاها بين الجيش الصهيوني والمقاومة الفلسطينية بعد عملية “طوفان الأقصى” ويؤكد أنها معركة طويلة.

ويقول اللواء عرقيات، الذي شارك في حرب 1967 ثم في معركة “الكرامة” عام 1968م مع الجيش الأردني ضد الصهاينة، قبل أن يتولى مناصب عدة ومنها قائد مدفعية القوات المشتركة في جنوب لبنان 1976 – 1982، وقائد مدفعية حصار بيروت عام 1982، في هذا الحوار مع “الشروق”، إن هناك خمسة سيناريوهات في حال تنفيذ الصهاينة لاجتياح بري على غزة. أما عن موقف “حزب الله”، فيقول صاحب كاتب “هكذا صمدت بيروت عام 1982″، إنه بحاجة إلى أن يعرف ما هي ردة الفعل الصهيوني في غزة.

هل تتوقع حصول اجتياح بري لقطاع غزة أم لا؟
الكيان الصهيوني على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أعلن الحرب وأعلن أكثر من مرة أنها ستنفذ عملية برية في قطاع غزة، ولكن هناك خلافات على ثلاثة مستويات.
الخلاف الأول مع الإدارة الأمريكية التي لا تريد في هذه المرحلة للكيان الصهيوني أن يخوض حربا، خوفا من الخسائر، هذا من جانب ومن جانب آخر، ملف الموقوفين الأمريكان والأجانب لدى المقاومة، حيث لم يتبن مصيرهم وكيفية تحريرهم.
والمستوى الثاني للخلاف، واقع بين نتنياهو والقيادة السياسية، حيت أن هناك من لا يرغب للجيش الصهيوني أن ينفذ هذه العملية البرية خوفا من الهزيمة الأكبر، أما المستوى الثالث للخلاف، فهم جنرالات جيش العدو الذين يعرفون حجم الخسائر لو تم تنفيذ عملية برية بغزة.
وفي كل الأحوال، نتنياهو ملزم بتنفيذ عملية برية وبأي شكل من الأشكال لأنه المجال الوحيد لاسترداد البعض من هيبته واستمرار حكمه، رغم أن الحرب البرية ليست نزهة وهناك تكلفة عالية جدا.
نتنياهو يستغل الدعم الأمريكي والغربي للحصول على مزيد من تحصيل الأموال والعتاد الحربي، وهو في هذه الحالة يفلت من قبضة القضاء ويحاول استرداد ما فقده في الفترة الماضية من هيبته، عقب الهزيمة المدوية التي تعرض لها من طرف المقاومة في عملية “طوفان الأقصى”.
لذلك، في تقديري، سيعمل على إطالة أمد القتال، بحيث أنه يستفيد منه شخصيا ومن ثمّ، استرجاع معنويات الجنود الصهاينة، مادامت حاملات الطائرات الأمريكية موجودة في البحر والدعم الأمريكي والكل يتوافد على الكيان الصهيوني، نعم، هم يتحدثون عن معركة طويلة للقتال.
الفلسطينيون اليوم أمام سيناريو واحد وهو المقاومة والقتال والصمود، المسألة مسألة حياة أو موت، الصهيوني يريد أن يقتل الفلسطيني لأنه فلسطيني وفقط، وقد قالها الرئيس الصهيوني إنهم يقتلون الفلسطينيين لأنهم فلسطينيون يعيشون في غزة، وقبلوا بتلك القيادة التي تحكم القطاع، ونتنياهو ردّد “لا تحدثوني عن الإنسانية” بمعنى أنهم يريدون قتل الفلسطينيين بقصفهم من الطائرات والمدفعيات والبوارج، واستعمال أسلحة محرمة دوليا كالقنابل الفسفورية والعنقودية، وهدفهم الآن قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وإركاع قطاع غزة كمرحلة أولى، لكن المقاومة والفلسطينيين عامة لا خيار أمامهم سوى الصمود والصبر والقتال، ولذلك، ستطول هذه المعركة.

عملية “طوفان الأقصى” أثبتت هشاشة جيش العدو وقوة المقاومة، هل ستستمر هذه المعادلة وكيف؟
تخوض دولة الاحتلال الآن حرب انتقام وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني وتستخدم سياسة الأراضي المحروقة، وتطلب من الأهالي النزوح، وتقوم بإلقاء منشورات بهذا الخصوص.
يترافق ذلك مع نشر صور الحشودات العسكرية في غلاف قطاع غزة، فهل هذا يأتي في سياق الحرب النفسية وحرب الإشاعات؟ أم في سياق تضليل المقاومة وتشتيت جهودها وخداعها واستنزاف قواتها؟ أو تمهيدا للحرب البرية علما بأنها ما زالت في مرحلة التحضير لها.

في حال حصول الاجتياح البري، ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
سيناريوهات الحرب البرية المحتملة، إن وقعت، أقدّم لها خمسة سيناريوهات مختلفة، السيناريو الأول: حرب بلا أهداف بنقل الحصار الخارجي من غلاف قطاع غزة إلى الداخل وتنفيذ عمليات استطلاع وجمع معلومات وجس نبض بالقوة عبر اختراقات محدودة ومناورات واسعة لتجنّب الخسائر، مع تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات ما أمكن، كمرحلة أولى، ثم أي هدف يلوح في الأفق لاحقا.
السيناريو الثاني: التقدّم المحدود على محورين رئيسيين في شمال غرب جباليا وشمال شرق بيت حانون وبناء حزام أمني ومناطق عازلة تحول دون إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وهذا يتلاءم مع ما حشدوه من إمكانيات عسكرية، وعلى اعتبار أن هذا السيناريو يقلل من إمكانية المواجهة والالتحام مع المقاومة ويعطيهم هامش مناورة للتراجع في حال الوصول لاتفاق وقف إطلاق نار، وهو الأكثر احتمالا.
أما السيناريو الثالث: التقدّم نحو محور صلاح الدين وبمحاذاة الحدود مع تقدّم آخر على محور في الجنوب شمال رفح ومحاور فرعية أخرى للتضليل، وفي هذا السيناريو، كثير من المحاذير من شأنها فتح الكثير من الأبواب المغلقة والتي لا ترغبها إسرائيل في وضعها المتأزم الحالي.
والسيناريو الرابع: تقطيع الأوصال والتقدّم من محاور رئيسية متعدّدة من الشمال بيت حانون بيت لاهيا، ومن الشرق وإنزالات بحرية في منطقتي الشاطئ شمال غرب، والنصيرات ودير البلح جنوب غرب مدينة غزة بهدف استنزاف عدد كبير من طاقة المقاومة الفلسطينية وعزل القوات ومنع التواصل، وهذا الاحتمال يعني تصميم الجيش الصهيوني على التوغل والبقاء طويلا ويحتاج إلى عدد كبير من القوات، وفي هذا احتمال وقوع خسائر أكبر في صفوف الجيش الإسرائيلي وصعوبة في الانسحاب.
السيناريو الخامس: الأخطر والمتمثل باستهداف الرأس حيث تتواجد القيادات الفلسطينية والاحتياط الإستراتيجي من الأسلحة الحديثة والمتطورة، وهو السيناريو الأخطر على الكيان الصهيوني لاحتمال وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم وعدم ضمان الانتصار وتحقيق الأهداف، بل والتورط في مستنقع الحرب الطويلة، وينفذ هذا الاحتمال من خلال تقدّم بري وخرق سريع باتجاه عمق غزة من الشرق يرافقه بناء رأس جسر وتقدّم من البحر، حيث تقوم البوارج البحرية بإنزال الدبابات والجنود للإطباق وتطويق غزة مع تثبيت للمحاور الأخرى في الشمال وشمال شرق والجنوب وجنوب شرق بنيران الطيران والمدفعية والتحركات الوهمية، لكن هذا السيناريو محكوم بقدرتهم على جمع معلومات تفصيلية وثيقة عن المقاومة.
وعلى العموم، الحرب البرية ليست نزهة وهي فرصة للالتحام المباشر بين المقاتل الفلسطيني المسلّح بإرادته وشجاعته وبين الجندي الصهيوني المسلّح من معنوياته وإسناد طائراته ودباباته، والمؤكد أن المقاومين الفلسطينيين ينتظرون فرصة الاشتباك المباشر والقريب.

في اعتقادك لماذا لم يباشر “حزب الله” عملية واسعة ضد الكيان الصهيوني، وماذا ينتظر؟
من المبكّر الحديث عن “حزب الله” بأن يدخل مباشرة في حرب واسعة مع الكيان الصهيوني كما حصل في حرب تموز سنة 2006.
الآن هناك اشتباكات وهي في مرحلة تصاعدية، كل يوم تتصاعد حدة هذه الاشتباكات بين الحزب والعدو الصهيوني، ومن المبكّر الجزم بأن تتحول إلى جبهة مفتوحة كما هو الوضع في غزة.
أعتقد أن “حزب الله” يحتاج إلى أن يعرف ما هي ردة الفعل الصهيوني في غزة، هل تكون على شكل اجتياح بري، ما يمكن تأكيده أن هناك غرفة عمليات مشتركة الكل منخرط فيها والكل ينسّق مع بعضه البعض، وهنا نتحدث، استنادا لتصريحات أمين عام الحزب ومحور المقاومة، أنه إذا تمادت إسرائيل واجتاحت القطاع، وشعر محور المقاومة أن هناك خطر على المقاومة في غزة، أعتقد أنه في هذه الحالة، ستكون هناك جبهة جديدة للحرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!