العالم
بعد إبعادها من مؤتمر برلين واحتضان الجزائر لدول الجوار

المغرب تتلمس طريق العودة للأزمة الليبية

محمد مسلم
  • 4800
  • 7
ح.م

تحاول المملكة المغربية اللحاق بالملف الليبي، بعد ما فلت منها في الأسابيع الأخيرة، وهي التي احتضنت اتفاق الصخيرات، الذي لا يزال يعتبر مرجعا على صعيد تحديد شرعية الأطراف المتصارعة في الجارة الشرقية.

المغرب وبعد أن استبعد من مؤتمر برلين الذي شاركت فيه الجزائر وخلص إلى دعوة الأطراف المتصارعة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وبعد ما تعذر عليه المشاركة في اجتماع الجزائر الذي ضم دول جوار ليبيا باعتباره ليس دولة جارة، عاد المغرب إلى التواصل مع طرفي النزاع الليبي، على أمل إيجاد موطئ قدم له بين المساعي الدولية في هذا الإطار.

حكومة الوفاق الوطني الليبية والتي يقودها فايز السراج، قالت في بيان لخارجيتها إن الوزير محمد الطاهر سيالة تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

الحكومة المغربية وحتى لا تبدو تغرد خارج السرب، قالت إن المملكة لا تعترف إلا بالحكومة الشرعية لليبيا وفق اتفاق الصخيرات وقرارات مجلس الأمن، وأن المملكة تتطلع للتعاون المثمر بين البلدين، معلنا رفض بلاده الكامل للتدخل الخارجي الذي وصفه بـ”الوقح”.

من جانبها، أعلنت وزارة خارجية شرق ليبيا، التابعة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، أنها تلقت من وزير الشؤون الخارجية المغربي، دعوة لزيارة المملكة، لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين، كما “التقى وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية عبد الهادي الحويج، مع وزير خارجية المملكة المغربية ناصر بوريطة، وتناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية وإيضاح حقيقة من نحارب”.

وفي لحظة ما وجدت الدبلوماسية المغربية وكأنها بعيدة عن لعب أي دور في الأزمة الليبية، وتبين ذلك من خلال الانتقاد الشديد الذي وجهته الخارجية المغربية لألمانيا على خلفية عدم دعوتها لمؤتمر برلين، وجاء في ردها أن “المملكة المغربية لا تفهم المعايير ولا الدوافع التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا الاجتماع”، كما أشارت إلى أنه “لا يمكن للبلد المضيف لهذا المؤتمر، البعيد عن المنطقة وعن تشعبات الأزمة الليبية، تحويله إلى أداة للدفع بمصالحه الوطنية”.

وعلى الرغم من انزعاجها من جمع الجزائر لدول الجوار الليبي والذي أعقب مؤتمر برلين، إلا أنها لم تتمكن من بلورة انتقاد علني، لأن المشاركة مقتصرة فقط على دول الجوار، في حين أن المغرب لا تملك حدودا مع الجارة الشرقية، وهو التطور الذي يكون قد أزعج الرباط بحكم تنافسها المحموم مع الجزائر في المنطقة المغاربية.

وتسعى المغرب من خلال تواصلها مع طرفي النزاع الليبي، إلى إيجاد منفذ للعودة إلى القضية الليبية، غير أن الأمور باتت أصعب مما كانت عليه، عندما احتضنت اتفاق الصخيرات في عام 2015، بسبب دخول أطراف أكثر ثقلا منها، مثل تركيا وروسيا، وانتقال الصراع إلى النزع المسلح المدعوم من عدة دول إقليمية وغير إقليمية.

مقالات ذات صلة