-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المقدّس والمرجّس!

سلطان بركاني
  • 2712
  • 0
المقدّس والمرجّس!

لدى نزوله ضيفا على قناة الشّروق، صرّح أحد الروائيين الجزائريين، المعروفين بنزعتهم العدائية لكلّ ما هو “إسلاميّ”، بأنّه لا يسلّم بوجود شيء مقدّس، وذهب بعيدا ليقول بأنّه لا مقدّس إلا الجهل!.. وهي الدّعوى التي يكذّبها الاستقراء، وينسفها كون أكثر رواد الاكتشافات العلمية قديما وحديثا هم من المؤمنين والمسلّمين بالمقدّس، بغضّ النّظر عن كون هذا المقدّس حقا أم باطلا، ونحن لا تهمّنا كثيرا تصنيفات هذا الكاتب، لأنّه كما قال الإمام الشّافعيّ رحمه الله: “العلم جهل عند أهل الجهل، كما أنّ الجهل جهل عند أهل العلم”.

هذا الروائي لا يُخفي انزعاجه من إقبال الجزائريين على الكتاب الدينيّ الذي يدافع عن المقدّسات، ويتحدّث عن الواجبات والمحظورات، والعقائد والغيبيات، وقد سبق له أن كتب مقالا في جريدة الشّروق أظهر فيه تبرّمه من زيادة الإقبال على هذا النّوع من الكتب في المعارض الدولية، وحاول أن يسلّي نفسه بالترويج لنبوءة جديدة تبشّر بهزيمة قريبةٍ لهذا النّوع من الكتب أمام الرواية الأدبيّة، لكنّه، وعلى عادة قرنائه من الروائيين، لم ينس أن يخفّف من حدّة هجومه على الكتب الدينيّة، عندما استثنى لونا معيّنا منها قال بأنّهالكتاب الدينيّ التّنويريّ الجديد المحافظ على العلاقة مع كتب التّراث الأساسية الجريئة، وهو بهذا يريد فكرا دينيا يقبل الإلحاد ويقبل الإباحية ولا يحارب الشذوذ، بحجّة أنّها أجزاء من ثقافة المجتمعات، كما لم ينسَ هذا الرّوائي الإشادة بنوع خاصّ من القرّاء قال إنّهم الذين يقرؤون  بمتعة، بعيدا عن الإيمان والطّهرانية، ما يعني أنّهم ليسوا من الصّنف الذي يهمّه أن يبحث عن فضيلة أو قيمة إنسانية أو حضارية، وإنّما هم من الصّنف الذي يبحث عن المتعة بعيدا عن أيّ وازع أو رادع، ولا شكّ أنّ هؤلاء سيجدون مبتغاهم في الرّوايات التي تحوم حول الأسِرّة والأجساد والشّهوات الليلية، والروايات التي تختزل المجتمع في فتاة تناضل لأجل قيادة الدراجة وتتحدّى الأعراف والتقاليد وحتى المقدّسات!. كما وصف هذا الرّوائيّ القرّاء الذين يبحث عنهم بأنّهم يقرؤون بشجاعة ونقد، ما يعني أنّهم يقرؤون ما يستحثّ الأسئلة في دواخلهم، ويدعوهم إلى التّساؤل عن كلّ شيء، بما في ذلك ما يتعلّق بالغيب غير المنظور، ولكنّ الكاتب لم يحدّثنا إن كان هؤلاء القرّاء يجدون في الروايات التي يريدها أن تهزم الكتاب الدينيّ الدّعويّ، أجوبة لتلك التّساؤلات؟ نحن نعلم أنّ تلك المسودّات لا تستطيع أن تحمل بضاعة فوق حجمها، لأنّ الهدف منها هو إيصال القارئ إلى مرحلة الشكّ التي يتصوّر في خضمّها أنْ لا مخرج من الحيرة إلا في التخلّص من سلطان الدّين ونبذ الاعتقادات الغيبيّة، والإيمان فقط بما هو مشاهد أو محسوس، وهذا هو العقار السحريّ الذي يجعل قرّاءهم يقبلون على أعمالهم الأدبيّة التي تحوم حول الأسرّة من دون إيمان ولا طهرانية!.

هذا الرّوائيّ وقرناؤه يريدون للشّباب أن يتنازلوا عن مقدّساتهم، ويزهدوا في كتب الدّين، بما فيها الكتب الفكريّة التي تزاوج بين العقل والنّقل وتجيب عن كثير من الأسئلة التي لا يجيب عنها إلا العقل المتّصالح مع الدّين، فإذا ما زهد الشّباب في هذه الكتب، رغّبوه في الروايات التي توصل العقل إلى بوتقة الشكّ والحيرة، ليعلن العقل استسلامه وتنازله عن دوره لصالح العاطفة، ومع غياب العقل والدّين وطغيان العاطفة فقط يمكن أن تروّج تلك الرّوايات التي تراوح بقرّائها بين عالم الخيال والأحلام، وعالم الأسرّة والأجساد.

هؤلاء الرّوائيون أعجز من أن يجيبوا عن الأسئلة العقلية التي شغلت الإنسان منذ وجد، ففاقد الشّيء لا يعطيه؛ وهم أعجز من أن يقدّموا للبشريّة ما قدّمه أمثال ابن تيمية والرّازي، وغيرهما من العلماء والمفكّرين، من نتاج علميّ وفكريّ يجيب عن التّساؤلات التي تحاول عقد خصومات مصطنعة بين العقل والنّقل، بين الإيمان والحياة؛ هم أعجز ما يكونون عن هذا، ولكنّه تطاول الصّغار وتشبّع الأغيار ممّن أمنوا العقوبة فأساؤوا الأدب، وروّجوا لثقافة يراد لها أن تقفز على المقدّسات، وتهزم الكتاب الدينيّ الدعويّ؛ ثقافة تراوح بين بلوغ الغاية في العزف على العواطف والإغراق في وصف الأجساد، وبين السّلاطة والصّفاقة في همز الدّين ولمز أتباعه؛ ثقافة لا تحمل أيّ قيمة إنسانية أو حضارية، وليس لها من هدف سوى السّعي الحثيث للانحطاط بهذا المجتمع إلى دركات تترفّع عنها الأنعام.

هذه هي الحقيقة التي يريد هؤلاء الروائيون التستّر عليها، خلف مسمّيات الثّقافة والإبداع، وتحت ذريعة حرية التّعبير، روائيون يريدون أن يُحجر على الدّين في المساجد، ولا يعجبهم حشر نصوصه في كل صغيرة وكبيرة، ولا يقبلون أن توزن كتاباتهم بميزان الشرع، بدعوى أنها إبداعات لا يتذوقها ولا يفهمها علماء الدين والمتديّنون!. يصفون من يطريهم بصاحب الذّوق الرّفيع والحسّ الأدبيّ العالي، ويرمون من يعترض عليهم بالانغلاق والرجعية وفقدان الذّوق والحسّ والوجدان، وربّما يتّهمونه بالتكفير ولو لم تجْرِ كلمة الكفر على لسانه ولا على قلمه، ويستعينون في ذلك بالنّصوص الشّرعية التي تحذّر من التّكفير، وهي دون غيرهاالنّصوص التي يحفظونها ويلجؤون إليها ولا يقبلون ردّها أبدا!. وربّما يخاطبون من يكشف جرأتهم على المقدّسات باستعلاء ويوردون له أسماء بعض الفلاسفة من الشّرق والغرب، ويظنّون أنّهم بذلك يثبتون أنّهم أصحاب ثقافة عابرة للقارّات، وأنّ خصمهم سيقف مشدوها أمامهم، وهذه الحيلة إنّما تدلّ في حقيقة الأمر عن مدى الضّعف الدّاخليّ الذي يعانيه هؤلاء، ما يحملهم على اصطناع نوع من الطّاووسية والنّرجسيّة لتغطية ذلك الضّعف.

نحن لا يهمّنا أن يؤمن هؤلاء الروائيون بالمقدّس أو يكفروا به، لكنّنا لا نقبل أبدا أن يتطاولوا على مقدّساتنا، في الوقت الذي يدعون فيه إلى تقديس المرجّس من الأفكار والثّقافات والنّزوات، فلهم مقدّساتهم ولنا مقدّساتنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • samir mila

    اتقرؤون لروائي شيخه ابن عربي مالكم مدا تفعلون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اتقو الله انشر بارك الله فيك انشر تؤجر .

  • محمد

    نعم يجب الغائه و انتم بطبيعة الحال من تمتلكون حق تقيم هذا الاخر هل هو اخر يجب الغائه ام انه اخر يجب القبول به انتم ايضا من تمتلكون صلاحيات ربانية لتقيم الناس هذا منافق هذا فاسق يريد بنا الضلال هذا يريد بنا الانحراف ...في الحقيقة ان ما ما يحدث هو ان القوم " اي انتم" نصبوا انفسهم حرسا ربانيا يريد حماية العقيدة و الدين لذالك ترى ان الانبياء واجهوا بالكلمة غلاة الطغيان و الفساد و الفسق لكن هؤلاء الحرس الالهي الرباني يحرمون كل من يخالف رايهم و طرحهم من ان يسمع رايه اصلا. "ان الله لا يغفر ان يشرك به"

  • محمد

    و لعلك اشرت الى كتاب الذي كتبه ابن تيمية لنقد التعارض بين العقل و النقل و يا سيدي الكريم هلا تركمتم و تواضعتم و اطلعتم الى ما بلغته الفلسفة او على الاقل الفلسفة الاسلامية ممثلة في "علم الكلام" التي تجاوز منذ قرون طويلة طرح ابن تيمية الذي اضح اليوم طرحا فقيرا ضحلا تجاوزه الزمن تماما

  • محمد

    ثانيا تتحدث عما قدمه ابن تيمية للبشرية و في الحقيقة عليك ان تطالع اولا كتب ابن تيمية لان الرجل لم يقدم لبشرية غير القتل و الرمي بلمزابل "وهي فتوى موجودة لمن جهر بنية في الصلاة كما يفعل الحنفية" و فتاوي من قبيل اتهام الناس بلفلسفة و الكمياء فكيف لمن اضحت الكمياء عنده تهمت ان يعتبر مساهما في رقي البشرية اما الرازي فسيدي الكريم الرازي و ابن سينا هم علماء كفرهم و زندقهم علمائك من امثال ابن تيمية فلست ادري كيف جمعت بين الرجلين و هل انت مدرك للفرق الجوهري العقائدي بينهما

  • محمد

    ساعلق متمنيا ان ينشر الشروق ما نقوله لانه يعبر عن وجهة نظر يجب ان تحترم اولا لن نخوض في هذه النقاشات العقيمة بينكم و بين هذا الروائي المجهول لكن المعلوم ان القوم يهتمون بكتب عذاب القبر و قيام الساعة و البعث و الحشر و السحر و الشعوذة و الرقية و غيرها اكثر بكثير من اهتمامهم بكتب العلوم بشتى الوانها و هذه عندي مصيبة ذاك ان الكتب السابقة لا تمثل طرحت دينيا اسلاميا بقدر ما تمثل نوع من التشويق للمطالع فهي بذالك لا تختلف في جوهرها " الا من حيث القدسية " عن الكتب الروائية التي يكتبها صاحبنا

  • ساعد

    احتكرتم فهم الدين بالسلاح والدجل والكذب من اجل اعتقادكم ملك الحقيقة وستحاسبون من طرف الله بنفس الحدة التي مارستموه في دنياكم. الويل لكم يامن قدستم اراءكم و جعلتموه اقدس مم نزل على محمد ص

  • طارق وهران.

    السلام عليكم ورحمة الله، تحية لك وللقراء وبعد، بركت أخي الكاتب ووفقك الله الى ما يحبه ويرضاه و أضم صوتي الى صاحب التعليق الأول حول الجملتين الأخرتين من مقالك التي ينبغي على هؤولاء الروائيون أن يجعلوها حلقة في في أذانهم.

  • عصام

    يا أستاذي هؤلاء يعانون من هزيمة نفسية و صدمة فكرية أصابتهم بسبب ما بلغته الحضارة المادية الغربية ففتنوا في دينهم و راحوا يلحقون الناس بهم و لكننا نقول لهم:
    ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ( 32 )) التوبة

  • الياس

    المثقف اذا بمنطق صاحب المقال هو الذي اجرى مقابلة تلفزيونية على قناة الجزيرة المدعو ابو محمد الجولاني الذي نورة بلاد الشام بفتاوى شيخه الجليل محمد العريفي و بزعيمه العلامة الضواهري

  • عبد الهادي

    الآخر الذي ينبغي ويجب أن يحترم هو الذي يعترض بعلم، ويجعل اعتراضه وسيلة للبناء لا غاية في حدّ ذاته، أمّا الآخر الذي لا همّ له سوى إشغال الأمّة بإثارة الشبهات وترويج الشهوات، فإلغاؤه واجب شرعي، لأنّ الأمّة تعيش مخاضا عسيرا وهي في أمسّ الحاجة إلى إسكات أهل الخبال والمثبّطين والبلاعمة.
    عندما تتحدث عن الظلامية والإرهاب لماذا لا تقلب طرفك قريبا منك وتحدثنا عن مليشيات الحشد وفرق الموت الطائفية التي تنطلق من دين اللعن والطعن والتكفير والحرق والثارات والمتعة واللطم والتطبير.. أليست هذه ظلامية؟.

  • مسلم أمازيغي جزائري

    لو أكملتَ مقالك يا سلطان بقول: "فلهم مرجساتهم ولنا مقدساتنا" لكان أنسب وأوفق مع عنوان المقال وأنجع في إظهار التناقض التام بيننا وبينهم.
    وبارك الله فيك على كتابتك هذه.

  • سمير

    وأنا أقرأ ... أرى طيف الأستاد Z :)
    أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
    وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا
    الغريب أن هناك إجماع عليه من القراء باللغتين ... مهبوب الجماهير

  • أبو سهيل

    بارك الله فيك أيها البطل الضرغام والله لقد ألقمت طحالب الثقافة حجرا وبينت لهم المعنى الحقيقي لمفهوم الثقافة الأصيلة للإنسان المتكون من جسم وروح من مادة وعقل يدور في فلك الغريزة الحيوانية والنور الملائكية. لقد وضحت وبينت وكشفت لهم المعنى الحقيقي للثقافة البناءة ولكنهم غريزيون لا يفقهون وإن فهموا فإنهم لا يتذوقون وقد وصف الله تعالى هذا الصنف فقال:
    (( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلوووووووون)) الأعراف 179.

  • عياش - سطيف

    ما أكثرهم يا أستاذ هؤلاء المتنقنقون والمتشدقون الذين يزعمون أنهم مفكرون وفلاسفة ، بتلك الكتابات السخيفة التي لا تراعي الجانب الروحي للإنسان فهي تصبغ العاطفة وتعطي لهذا الأخير صبغة حيوانية أكثر ماهي إنسانية وبالتالي تستطيع أن تسيطر على العقل ، وبدل أن ينشأ الطفل بفطرته السوية ، نجد هؤلاء الروائيون الشواذ يغرسون تلك الأفكار التي ما أنزل الله بها من سلطان لطمس الحقيقة والغاية التي وجد من أجلها الإنسان ، وهذا يدخل من جانب محاربة دين الله بطرقهم الدنيئة ... والله متم نوره ولو كره الكافرون .

  • مهدي المولى

    لا شك ان هؤلاء المثقفين لا يختلفون عن الطرف الاخر فربما انه اشد جهلا وتعصبا لانه يلغي يحتقر الاخر ويلغيه رغم انه لا يملك اي قاعدة سوى عبارات مستوردها
    الحقيقة ان هؤلاء هم سبب مأساتنا ومصيبتنا وهم وراء هذا التطرف والارهاب والعنف وظهور الحركات الارهابية الظلامية
    فالمثقف الجاد هو الذي ينطلق من واقع المجتمع ثم يرفعه تدريجيا اي ان هناك نقاط مضيئة في تاريخنا يجب الانطلاق منها وبهذا لا يؤدي الى الاصطدام
    المثقف هو الذي يعلمنا كيف نحترم اراء وافكار بعضنا البعض
    هذه الوسيلة الوحيدة للتجديد والتغيير و

  • بدون اسم

    اصبح اي كاتب مغمور ذو عقل متهرئ عندما يريد ان يعرف يشتم بمقدسات المسلمين هذه سنه سنها سليمان رشدي في ايات شيطانيه و تبعه فيها بعض السفهاء . عندما يكون الاديب بمستوى لا يحتاج لهذه الاساليب الرخيصه للظهور

  • بدون اسم

    موقف بعض الكتاب التغريبيين من الدين وأهله تختصره الآية الكريمة: ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِين))، والآية الأخرى: ((قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)).

  • بدون اسم

    الروائي أمين الزاوي يعلم جيدا أن تصدر المشهد الثقافي في أوطاننا العربية لا يمر على طريق الإبداع، وإنما على طريق الطعن في المقدسات، لذلك فهو لا يفوت فرصة في إبداء معاداته لكل ما هو إسلامي، طلبا للحظوة عند التيار التغريبي المتنفذ في دواليب صنع القرار، وخرجته الأخيرة التي دعا فيها العلماء إلى السكوت عن تطاول أمثاله على الدين، تدخل في هذا الإطار.

  • Fares

    هو بذاته يدعو الى مقدس الكتابة. فيتذمر من قرائه و نقاده و يطلب منهم تركه و شانه. يتذمر من القارئ بالعربية, لم كتبت لهم اذا? ثم تراه يكتب عن الدين و يقول لاهل الدين ان لا يكتبو عن الرواية. اي بمعنى ان المقدس حلال علينا حرام عليكم. و نكتب عليكم و لا تكتبونةعلينا.

  • بدون اسم

    لقد صرنا في زمن الصّفاقة الأدبيّة والثقافية مطالَبين بأن نرضخ لنزوات الفاشلين ونحاكم كتبنا الدينية والتاريخية إلى هذه موازينهم الطّائشة، وربّما يأتي اليوم الذي نسمع في الجزائر من يطالبنا أن نضع الثوابت الدينية والوقائع التاريخية القرآنية أمام هذه الموازين، تأسيا بطه حسين الذي قال: " للتّوراة أن تحدّثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدّثنا عنهما أيضاً، ولكنّ ورود هذين الاسمين في التّوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التّاريخي"!.

  • بدون اسم

    لقد صدق أحد هؤلاء الرّوائيين الذين بليت بهم السّاحة الثقافية الجزائرية، حينما قال في رواية له بلا ملامح: " في المقهى أتناول فطوري المعتاد، قبل أن ألتحق بحجرات الدّراسة، أقتني جريدة اليوم، أطلّ على الصفحة الثّقافية، ثمّ أدوسها تحت أقدامي!". هذه هي الثّقافة التي يروّج لها هؤلاء الكتّاب، ويريدون لها أن تنافس الكتاب الدّينيّ، بله أن تهزمه، ثقافة الرّفس بالأقدام على كلّ ما لا يعجبهم، ولو كان رفسهم بالقدمين لهان الأمر، ولكنّ هذا الرّوائيّ أخبرنا أنّه يدوس بأقدامه وليس بقدميه...

  • بدون اسم

    كفيت و وفيت و الجملتان الأخيرتان درّتان، أحسنت جازاك الله خيرا