-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المنتخب الجزائري الخاسر الأكبر؟

ياسين معلومي
  • 6054
  • 0
المنتخب الجزائري الخاسر الأكبر؟

المتتبعون للشأن الكروي، يجمعون على أن الكرة في الجزائر فقدت منذ سنوات، هيبتها، ومصداقيتها، ونشوتها، وأصبحت بين أيادي مافيا خطيرة، همها الوحيد البقاء في مناصبهم، وملء جيوبهم وبطونهم، على حساب الكرة الجزائرية، ولا أحد من المسؤولين سامحهم الله، تجرأ وفتح ملفاتهم، وأحالهم على العدالة، على الأقل ليكونوا عبرة، لمن يفكر في التلاعب بمشاعر وأحاسيس”محبي المستديرة”.

فأصبحنا أسبوعيا نتابع مشاهد العنف، ونتحدث عن الرشوة على شاشات التلفزيون، وفي مختلف وسائل الإعلام الأخرى، وبمباركة بعض المحللين ذوي التاريخ الأسود، لنصبح أضحوكة عند الجمهور الجزائري، وحتى عند جيراننا الذين لم يفهموا ما يحدث لكرتنا، التي نتباهى بها عالميا بمشاركتين متتاليتين في كأس العالم، لكن الفضائح لا تعد ولا تحصى، لقاءات تباع وتشترى في وضح النهار، عنف في الملاعب، مدربون يقالون ويستقيلون أسبوعيا، جماهير عاجزة عن تفسير ما يحدث، والكل يتفرج في غياب “الأكفاء” الذين يفضلون البقاء بعيدا على المشاركة في المهازل الكروية التي عجز حتى أهل الاختصاص عن إيجاد حلول لها، رغم الملتقيات والندوات التي خصصت لفهمها وشرحها، ولكن لا حياة لمن تنادي، والخاسر الكبير هو الذي يدفع ثمن تذكرة مشاهدة فريقه ليعود في نهاية المطاف خائبا، فيلجأ إلى القنوات الأجنبية لمتابعة فريقه الأوروبي المفضل.

أحد أصحاب “نفوذ الكرة” في بلادنا، قال لي بالحرف الواحد إن الكرة الجزائرية منذ أن قال رئيسها المنتهية عهدته محمد روراوة إنه لم يتخذ القرار النهائي في مسألة ترشحه لرئاسة الاتحاد من عدمها، أصبحت تشبه “سوق عكاظ”، في البيع والشراء وأمام أعين الجميع، أصحاب البذل السوداء وجدوا ضالتهم، وهم يبيعون ويشترون، وحسب العرض والطلب، فرق تفوز خارج الديار، وهي عاجزة منذ بداية الموسم عن تحقيق نتائج إيجابية في ملاعبها، وأخرى لن تنهزم في عقر دارها حتى ولو واجهت البارصا أو الريال، ضربات جزاء خيالية، محللون يدافعون عن الحكام تحت غطاء القانون، وأمور أخرى خطيرة، هدمت وأعادت كرتنا المسكينة إلى نقطة الصفر وجعلتها تتحسر على أيام الزمن الجميل، وأمور أخرى لا أخلاقية كشفها حكم دولي سابق.

تراجع مستوى الكرة الجزائرية، له طبعا أسباب أخرى، ولكن لا أحد دق ناقوس الخطر، إلى درجة أن البعض يريد إعادتنا إلى سنوات كان المنتخب الوطني يخسر فوق ميدانه أمام منتخبات ضعيفة، وأنديتنا تقصى في الأدوار الأولى في المنافسات القارية، ما يؤلمني أنه لا أحد من”أصحاب القرار ” أشهر سيفه في وجه هذه”المافيا”، تاركين المجال واسعا لها، لزرع التعفن الكروي، في وقت نحن في حاجة إلى قفزة أخرى، مثل التي حدثت بعد معركة أم درمان.

هل يعقل أن يبقى منتخبنا الوطني دون مدرب وطاقم تقني منذ نهائيات كأس إفريقيا، وهل يعقل أيضا أن كل المنتخبات الوطنية الأخرى دون أطقم منذ مدة، ما الفائدة من القول إن اتحاديتنا الأغنى إفريقيا وهي عاجزة حتى عن تعيين من يشرفون على منتخباتها، والخاسر الكبير هو المنتخب الوطني والكرة الجزائرية التي تبحث عن مهندس جديد في الأيام القادمة..؟ 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!