الجزائر
يفترشون الأرصفة والطرقات ويطلبون الصدقات

المهاجرون الأفارقة يغزون المدن الكبرى عشية العيد

كريمة خلاص
  • 3089
  • 15
ح.م

عاود المهاجرون الأفارقة غير الشرعيين احتلال الأرصفة والطرقات في الجزائر حيث شوهدت خلال الأيام القليلة الأخيرة مجموعات من النساء والرجال وحتى الأطفال يتنقلون بين الأحياء ويفترشون الطرقات ويطلبون الصدقات.. مشاهد تبعث على القلق في أوساط الجزائريين الذين عبروا عن خوفهم من ارتفاع عدوى كورونا في ظل عدم التزام هؤلاء بتدابير الوقاية والحماية المطلوبة.

ورغم الوضع الصحي العالمي الخطير وغلق الحدود البرية، إلا أنّ قوافل المهاجرين الأفارقة وخاصة الوافدة من النيجر لم تتوقف ووجدت ممراتها للتسلل نحو الجزائر نظرا للظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها النيجريون هناك.

كما أن المجموعات التي كانت مختبئة في عديد المناطق وجدت في العشر الأواخر من رمضان فرصة مناسبة للحصول على مساعدات وصدقات الجزائريين التي تزيد في هذه الفترة، رغم الظروف الصعبة التي يعرفها المواطنون البسطاء إلا أنهم يتقاسمون اللقمة معهم من جانب ديني وإنساني.

وعرفت بلديات درارية والعاشور وباب الزوار واولاد فايت وغيرها من البلديات الأخرى بمناطق الوطن حركية غير مسبوقة للأفارقة يسيرون مجموعات وفرادى ومعهم أطفال ورضع يتوسلون المارة صدقة يسدون بها رمقهم.

وأكدت في هذا السياق سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري الجزائر شعبا ودولة متضامنة مع النيجيريين الذين يواجهون ظروفا اقتصادية وصحية صعبة بسبب الجفاف والانهيار الاقتصادي، مؤكدة أن تضامن الجزائريين مع هذه الدولة الجارة ليس ظرفيا بل هو قائم ودائم رغم الظروف التي نواجهها حاليا وتهديدات أزمة كورونا.

وقدّم الهلال الأحمر مساعدات مادية وغذائية ومستلزمات صحية تكفل الجيش الوطني الشعبي بتوصيلها قدرت بنحو 150.5 طن وذلك من خلال 5 رحلات جوية، لاقت استحسان النيجيريين حكومة ومجتمعا مدنيا حيث عبروا عن امتنانهم وشكرهم من خلال مراسلات واتصالات مع الهلال.

وكشفت بن حبيلس عن جلسة عمل جمعتها مع ممثل الطلبة الأفارقة في الجزائر في إطار برنامج وطني للتكفل بالمهاجرين الشرعيين بالإضافة إلى مبادرات مماثلة بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين الذين يستفيدون حسب بن حبيلس من نفس التدابير المخصصة للأشخاص من دون مأوى في بلادنا، وتم في هذا السياق توزيع وجبات غذائية ومساعدات مادية.

وأوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن مساعدات الهلال الأحمر للجزائريين لا تتمثل في المواد الغذائية فقط بل يسعى إلى تدعيم قدرات السلطات العمومية في العلاج والتكفل بالمواطنين والمرضى في المناطق النائية خاصة في القرى والمداشر على غرار تيزي وزو والجلفة وعين الدفلى من خلال توفير معدات طبية وأجهزة دقيقة للفحص والتحاليل.

بدوره أكد البروفيسور خياطي مصطفى رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أن السعي للحصول على الصدقات والمساعدات في هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان هو ما شجعهم على الخروج والظهور، مؤكدا أنهم موجودون على الدوام في الجزائر ولم يغادروها بل اختفوا فقط عن الأنظار بسبب الحجر الصحي والظروف الصحية التي كانت في بداية الأزمة.

واعتبر المتحدث الهجرة غير الشرعية للأفارقة مشكلا اجتماعيا عويصا يصعب حله بالنظر إلى الجانب الإنساني في الظاهرة خاصة بالنسبة للأفراد الذين تعاني بلدانهم من ظروف اقتصادية صعبة قد تصل إلى المجاعة أو الجفاف، كما أن الدولة الآن في مواجهة جبهات عديدة مما يعقد مهمتها في احتوائهم والتفرغ لهم.

وبالنسبة لحالات الخوف من انتقال العدوى كورونا بين هؤلاء الأفارقة فأقر المختص الأمر وقال إنه بحكم تعامل هؤلاء مع أفراد كثيرين في اليوم وعدم التزام وسائل الحماية مثل الكمامات والمطهرات قد نواجه وضعا صحيا معقدا معهم غير أن ما يبعث على الاطمئنان نوعا ما هو تواجدهم في نفس البيئة معنا منذ بداية الأزمة وإمكانية احتوائهم في حال سجلت إصابات في أوساطهم.

مقالات ذات صلة