الموت يغيب فريد قسايسية المعروف ب” فريد الروركو”

بعيدا عن الأضواء التي أصبحت تسلط على كل من هب ودب، يرحل في صمت “فريد قسايسية” المعروف فنيا ب “فريد الروكور”، موت مفاجئ وخسارة كبيرة للفن في الجزائر، ورحيل يحكي قساوة محيط الفنان في الجزائر، عاش في السنوات الأخيرة تحت ضغط كبير، والسبب، لم يكن حقدا ولا كراهية لأحد كما يدعي الكثير، بل هو مرافعته للفن الأصيل الهادف ومعارضته للفن الضعيف الهزيل، الذي أصبح يحاصر كل الأعمال التلفزيونية، بل في كل المجالات دون استثناء، لذا ظهر في الكثير من بلاطوهات الفن التي دعي إليها، يدعو إلى ضرورة العودة إلى الفن الراقي الأصيل الذي يحمل رسالات هادفة، وضرورة الابتعاد عن الأعمال الرديئة التي قضت على كل ما هو جميل في الفن الجزائري.

موت فريد “الروكور” هو قضاء ولا مفر من القدر وحكمة الخالق، لكنه في المقابل يعكس حال المجتهد في الجزائر في كل مجال، حين يخير له الجلوس في الكرسي الأخير في القاعة، ويقف في نهاية الطابور، بعد كل ما قدمه وتعب من أجله، في سنوات عجز الكثير للوقوف أمام الكاميرات. يرحل فريد الروكور اليوم، بعد سنوات عديدة من الحضور في الكثير من الأعمال، اجتهادات سوف تبقى شاهدة له على قوة الحضور وكاريزما فريدة من نوعها، ومهما قيل وما سوف يقال في حقه، لن تكفي بعض الأسطر في التعبير عن وجع هذا الرحيل الذي يضاف إلى أوجاع كثيرة ألمت بعالم الفن والإعلام في جزائر اليوم، فوداعا فريد، وليبقى اسمك ذكرى جميلة، خالدة في حاضرنا ومستقبلنا.