-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أئمة يدعون إلى تذكر سيرة الرّسول ويؤكدون:

المولد ليس أكلا وشربا ومفرقعات

كريمة خلاص
  • 1122
  • 0
المولد ليس أكلا وشربا ومفرقعات
أرشيف

عادة ما ينحصر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مظاهر المفرقعات وتحضير العشاء الخاص الذي تجتمع حوله العائلة مع بعض الاحتفالات في المدارس أو المساجد، غير أنّ في كل هذا غالبا ما يتناسى المحتفلون تذاكر سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام واستحضار أخلاقه وصفاته الإنسانية لاسيما في العائلات التي تنساق وراء رغبات ابنائها فتحتفل به في أجواء من الرعب والخوف بسبب المفرقعات التي تقتنيها لأبنائها والتي تحوّل الفرح إلى قرح نتيجة الحوادث الأليمة المنجرة عن ذلك.

سليم محمدي : على الأولياء تنظيم مسابقات وحلقات في السيرة

وتوارثت مختلف العائلات الجزائرية عبر ربوع الوطن عادات قديمة للاحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام، تعبر في مجملها عن حب الرسول والتعلق بهديه وسيرته، ومنها الأناشيد والمدائح الدينية التي بدأت تشق طريقها نحو الزوال مع جيل الانترنيت، لنجد العادة الأكثر تمسّكا هي الحفاظ على تشارك طبق عائلي حسب المنطقة إما كسكسي أو رشتة أو شخشوخة أو غيرها بالإضافة إلى الطمينة أو الرفيس التي تعد ضرورية وأساسية في السهرة.
وبرزت في المدة الأخيرة مظاهر احتفال تحرص من خلالها بعض العائلات على منح بعد ديني عميق للمناسبة من خلال تكليف أبنائها بتحضير بحوث مصغرة عن سيرة الرسول والعبرة منها بالإضافة إلى مسابقات عائلية لغرس التربية الإسلامية في أبنائها.
وفي هذا السياق، أفاد الإمام سليم محمدي، في تصريح للشروق، أنّ كل برامج الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لا بد أن تتماشى مع سيرته ومع حسن استقباله، فالرسول عليه الصلاة والسلام هو الأصل وجاء بالسلام ويجب الاحتفال به بمظاهر السلام بعيدا عن التهويل والرعب.
وأضاف الإمام محمّدي بأن المولد النبوي هو مناسبة فرح لا بأس أن يوسّع فيها الأهل على العيال وأن يذكروا أنفسهم وأبناءهم وذويهم بأبعاد الاحتفال بهذه المناسبة الدينية التي ولد فيها خاتم الأنبياء، وضرورة أن يشارك الأبناء في ذلك من خلال تحضير بحث قصير عن الرسول أو تنظيم مسابقة تشمل معلومات عن سيرته وكذا ترديد أناشيد ومدائح من الموروث الثقافي الوطني، ويتوج الفائزون فيها بجوائز رمزية تعكس أهمية المناسبة.

الأمين بلغيث: الاحتفالات لا يجب أن تكون تقليدا بل موعظة واقتداء

ونصح المتحدث بأن يتم استعادة مواقف عاطفية وروحية ومعجزات الرسول من اجل السير على نهجها طوال العام لضبط أقوالنا وأفعالنا، فالاحتفال بالمولد يجب أن يغلب عليه حديث الروح والعواطف والأشواق مثل ما يفرح الأهل بقدوم مولود جديد على عائلتهم، فما بالك والمحتفل به رسول الخلق وسيد الأنام.
ودعا الدكتور محمدي العائلات إلى ترسيخ قيم السلام والطمأنينة في ذكرى المولد لتعم في سائر الأيام بعيدا عن الفزع والهلع لاسيما بالنسبة للمرضى والمسنين في البيوت والمستشفيات، معتبرا اقتناء المفرقعات من باب الإسراف والتبذير، ناهيك عن المخاطر المالية والصحية والنفسية.

الأمين ناصري: يجب أن تختلط الأطباق التقليدية بجلسات دينية

وقال محمدي بأن ثالوث المدرسة والأسرة والمسجد تقع عليه مسؤولية كبيرة ومتكاملة في مصب واحد لإنشاء جيل سوي ومستقيم.
بدوره، أفاد الدكتور محمد بلغيث، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الجزائر بأن طريقة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمكن أن تتنوّع وتختلف باختلاف المناطق، حيث يمكن أن تجتمع العائلات على تلاوات قرآنية أو قراءة بعض السور أو تنظيم درس أو مشاهدة شريط ديني عن الرسول ومناقشته بين الأفراد.. باختصار يمكن أن نبدع بطرق كثيرة.
ودعا الدكتور بلغيث إلى اتخاذ المناسبة فرصة لمراجعة أنفسنا وطريقة تربية أبنائنا وعلاقتنا بالرسول عليه الصلاة والسلام.
وأضاف المتحدث بأن الاحتفال له بعد الديمومة والاستمرار لا أن يكون موسميا مناسباتيا أو عاطفيا، كما أن الاحتفال بالمولد لا يجب أن يندرج ضمن التقاليد، لأن الدين ليس تقاليد، والتدين يكون عن وعي وبصيرة وهو أعمق وله خصائص لا بد أن تظهر في انتمائنا للدين.
من جانبه، أفاد محمّد أمين ناصري، إمام مسجد الفتح بالشراقة بأن العائلات الجزائرية في الفترة الأخيرة بدأت تظهر وعيا كبيرا ومظاهر احتفال رائعة بالرسول عليه الصلاة والسلام ومعها مختلف المدارس القرآنية في المساجد التي استطاعت أن تغرس ثقافة دينية وتعزز معلومات الأبناء عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، خاصة لأطفال في سن الرابعة.
وأردف ناصري بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال “من أسدى إليكم معروفا فكافئوه” فما بالنا ونحن نتحدث عن معروف رسول الله الذي جاءنا بشيرا ونذيرا ومعلّما وناصحا وهاديا، فأقل ما نفعله تجاهه أن نستذكر في يوم مولده وفي سائر الأيام سيرته العطرة والمشقة التي واجهها في تبليغ الرسالة.
ويرى الإمام ناصري بأن الأكل والشرب وإقامة الولائم شيء جميل في يوم الاحتفال بالمولد، لكن لا ينبغي أن يخلو الأمر من اجتماع عائلي يذكر فيه الوالدان بأهمية الذكرى وقصّ بعض القصص النبوي أو الديني للأبناء وعرض هؤلاء لمعلوماتهم في هذا السياق.
وتطرق المتحدث إلى الجدل الذي يتكرر كل عام بخصوص جواز الاحتفال بالمولد من عدمه، حيث قال أن هذا حديث استهلاكي تجاوزه الزمن، فمن احتفل فهو يعبر عن حبه للرسول ومن لم يحتفل فلا يأثم عليه ولا ينكر على الآخرين احتفالهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!