الناجي الوحيد يروي لـ”الشروق” تفاصيل مأساة “الحراقة” بالشلف
اهتز الرأي العام بولاية الشلف، على خبر غرق قارب كان على متنه مجموعة من الحراقة، يرجح أن عددهم تسعة، أبحروا ليلة الخميس إلى الجمعة، باتجاه السواحل الإسبانية، قبل أن يغرق القارب، مخلفا 4 متوفين، جرى انتشال جثثهم، وأربعة مفقودين لا يزال البحث عنهم متواصلا، فيما نجا تاسعهم من موت محقق بعد نجدته من قبل صيادين بالمنطقة.
الناجي الوحيد من انقلاب قارب الموت “خلافي رضوان” من بلدية أولاد فارس بولاية الشلف، روى للشروق تفاصيل قضائه 13 ساعة بين أمواج البحر، وكيف عايش اللحظات الأخيرة لزملائه الذين قضوا في عرض ساحل عين حمادي ببلدية سيدي عبد الرحمان، ولحظات مولده من جديد بعد مشاهدته اقتراب قارب الصيادين لإنقاذه.
رضوان كشف للشروق أنه ورفاقه كانوا ضمن مجموعات من الشباب تعدادهم من 50 إلى 60 شخصا ينتظرون إشارة الانطلاق بالقرب من شاطئ عين حمادي بالمخرج الغربي لبلدية سيدي عبد الرحمان، وفي حدود الثالثة صباحا، انطلق برفقة ابن عمه وشاب آخر من نفس الدوار وكانوا آخر من يركب القارب.
وبعد نحو ساعتين من الإبحار على بعد 32 كلم بعرض البحر، يقول رضوان: وجدنا أنفسنا أمام باخرة فتريثنا قليلا وخفف قائد القارب السرعة إلى أدنى مستوى، فارتطمت موجة منبعثة من الباخرة بالمحرك وتوقف عن العمل، وعقب عدة محاولات اشتغل مجددا، لكن موجة ثانية كانت أكبر من الأولى، ضربت القارب فتجمعت المياه داخله، ولم تفلح جميع المحاولات في تفريغه، وانقلب القارب، ورغم ذلك أضاف بأنهم لم يستسلموا وجددوا محاولتهم مرارا لإعادة الزورق إلى وضعه الطبيعي، لكن ثقل المحرك وعدم تمكنهم من فصله عن القارب، حال دون نجاح العملية، فلم يجدوا من حلّ سوى إفراغ صفائح البنزين والتشبث بها، للبقاء طافين فوق الماء.
ويضيف أنه افتقد رفاقه، ووجد نفسه وحيدا وسط الماء، فأسلم نفسه للأمواج، من غرقهم، وواصل مساره، وفي حدود الخامسة أو السادسة مساء يقول: سخر لي الله مجموعة صيادين، رصدوه ثم انتشلوه، ثم تم تحويلي على متن زورق خفر السواحل، حيث تمّ إسعافي، وتحويلي بعدها إلى مصالح الأمن للتحقيق، قبل أن يتم الإفراج عني. ويضيف الناجي الوحيد قائلا: أطلب من الله أن يظهر بقية زملائي أحياء أو أمواتا ليرتاح أهاليهم، الذين يعيشون ظروفا اجتماعية كارثية. وبدوره قال لنا عم الناجي الوحيد الذي صادفناه في بيته، بأنه فقد ابنه الوحيد والذي خرج برفقة ابن أخيه ولم يعد، وأضاف وعيناه تذرفان الدموع، ولا يقدر على ذكر اسم ابنه، “أملي كبير في السلطات، لتكثيف البحث عن أبنائنا وإعادتهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا”.