“النار الباردة” أم “العشق الممنوع”!

لا نعرف حتى الآن على أي أساس تم كتابة سيناريو مسلسل “النار الباردة” الذي يعرضه التلفزيون الجزائري، فهو مسلسل يأخذ أو يستلهم الأجواء التركية ولكن يروج لأخلاق بعيدة تماما عن الأسرة الجزائرية وإن كانت تمثل نسبة ضئيلة جدا من الواقع المعاش!!
ما معنى مثلا أن يهدد أخ أخته بفضحها ونشر صورها وهي تدخل مطعما مع صديق، وذلك من أجل الحصول على المال؟؟ قد يقول البعض إن مثل هذه الحالات موجودة فعلا وهي واقعية، ولكن كم عدد الجزائريين الذين يمارسون مثل هذه الأفعال الشنيعة؟؟
ثم ما معنى أن تدخل فتاة مع صديق والدتها شقته وتعجب بالديكور، في إيحاء لممارسات غير شرعية، وهل نشر مثل هذه المشاهد وترويجها في صالح المتلقي؟ وهل تعبر فعلا عن الواقع الذي نعيشه؟
من الجميل أن مسلسل “النار الباردة” لمخرجه فريد بن موسى حاول كسر بعض الطابوهات ولكن المشكلة أنه كسرها بطريقة خاطئة واستنسخ مسلسل “العشق الممنوع”، فمثلا عندما تتعرض عارضة أزياء إلى اعتداء، يقدم لنا المخرج أو كاتب السيناريو الطريقة بشكل تقليدي قديم، شاهدناه في أفلام مصرية بالأبيض والأسود وهي طريقة وضع المخدر في الماء وغيرها من الدراما المصرية التي لم يعد يصدقها أحد!!
العمل جاء محملا بالكثير من الأفكار الغريبة ويا ليت المخرج عالجها بطريقة فنية جميلة، بل ظهر ضعف بعض الممثلين وحداثة عهدهم بمواجهة الكاميرا، ولولا خالد بن عيسى ونسرين سرغيني وأكرم جغيم والقديرة عايدة كشود لقلنا بأن المسلسل وقع في فخ استسهال البحث عن ممثلين جيدين وتعّمد الفشل!