-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اغتال رعايا موريتانيين في وجود الوزير عطاف بنواكشوط

النظام المغربي يشوش على تحركات الجزائر الدبلوماسية

محمد مسلم
  • 7659
  • 1
النظام المغربي يشوش على تحركات الجزائر الدبلوماسية
ح.م

حراك لافت للدبلوماسية الجزائرية هذه الأيام، طبعته زيارة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف إلى موريتانيا، والاستعداد لاستقبال وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس في الجزائر، وفق ما أعلنته الخارجية الإسبانية.
واستقبل عطاف من قبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، وسلّمه رسالة خطية من الرئيس عبد المجيد تبون، كما استقبل أيضا من قبل نظيره الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، وكانت الأوضاع الجهوية والدولية، والقضية الفلسطينية والتطورات في منطقة الساحل، على رأس أجندة المباحثات الثنائية، فضلا عن المشاريع الاندماجية وتفعيل دور المعابر الحدودية.
وفي أعقاب اللقاء، قال الوزير أحمد عطاف إن زيارته إلى موريتانيا “تندرج في إطار الطموح المشترك الذي يحدو قائدي البلدين في تعزيز العلاقات الجزائرية-الموريتانية، والارتقاء بها إلى أسمى المصاف، وكذا حرصهما الدائم على المساهمة في كل ما يدعم استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة وفي الجوار الإقليمي”، واصفا العلاقات الثنائية بأنها “تعيش راهناً أبهى مراحلها التاريخية تطوراً وحركية”، وفق بيان للوزارة الجزائرية.
كما يحل وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، الإثنين 12 فبراير 2024 بالجزائر، في زيارة رسمية، وهي الزيارة التي تعد الأولى لمسؤول إسباني إلى الجزائر، بعد نحو عشرين شهرا من الأزمة التي اندلعت بين البلدين، بسبب الغضب الجزائري من التغير “المفاجئ” الذي حصل في الموقف الإسباني من القضية الصحراوية، بترك مدريد مبدأ الحياد في هذه القضية ودعمها لأطروحة النظام المغربي، الأمر الذي دفع الجزائر إلى تعليق العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين في سنة 2002، وفرض عقوبات اقتصادية على إسبانيا.
وبالتزامن مع هذين الحادثين، استهدفت طائرة من دون طيار تابعة للجيش المغربي، مرة أخرى، منقبين موريتانيين عن الذهب، الجمعة، قتلت منهم أربعة وأصابت خامسا فيما نجا سادس، وفق وسائل إعلام مغربية، أفادت بأن الجريح نقل إلى مدينة أزويرات الموريتانية ليخضع للعلاج.
ووقع القصف، وفق المصادر ذاتها، بالقرب من “أكليبات الفولة”، على الحدود الجنوبية الشرقية للأراضي الصحراوية المحتلة مع موريتانيا، ما يؤكد أن الضحايا من الموريتانيين الذين اعتادوا التنقيب عن الذهب.
وانطلاقا من عامل الزمن في قراءة مقتل المنقبين الموريتانيين عن الذهب على يد الجيش المغربي، يرجح المراقبون فرضية تشويش النظام العلوي في الرباط على مساعي ترميم العلاقات الجزائرية الإسبانية، ومحاولة إعاقة تقدم العلاقات الجزائرية الموريتانية التي قال عنها عطاف في زيارته إلى نواكشوط، إنها “تعيش راهناً أبهى مراحلها التاريخية”.
فكيف يمكن تلمس مظاهر التشويش المغربي على علاقات الجزائر مع كل من مدريد ونواكشوط؟
لا تزال الأجواء الصحراوية تابعة للسيادة الإسبانية بالرغم من خروج الجيش الإسباني من الصحراء الغربية في عام 1976، وبذلك فأي تحرك من الطائرات المدنية والعسكرية المغربية فوق الأجواء الصحراوية يتطلب الحصول على موافقة من السلطات الإسبانية، وهو ما من شأنه أن يوغر صدر الجانب الجزائري، الذي قد يعتبر الأمر تواطؤا بين الرباط ومدريد، ومن ثم استنساخ ما حدث في ربيع عام 2022، عندما استسلم رئيس الحكومة بيدرو سانشيز أمام ابتزاز النظام المغربي بجحافل المهاجرين غير الشرعيين، وخبايا التجسس عبر البرمجية الصهيونية “بيغاسوس”، على هواتف كبار مسؤولي الحكومة الإسبانية يتقدمهم رئيسها سانشيز.
أما الجانب الآخر من جريمة الجيش المغربي، فيستهدف التشويش على زيارة الوزير أحمد عطاف إلى نواكشوط، لأن الضحايا موريتانيون، ولأن الجريمة وقعت أثناء فعاليات الزيارة، وهذا وحده كاف لإرباك السلطات الموريتانية ومن ثم محاولة التأثير على مخرجات الزيارة، غير أن النتائج قد تكون عكسية، لأن الاستفزازات المغربية المتكررة، ستدفع الموريتانيين إلى التقارب والتنسيق مع الجزائريين أكثر من أي وقت مضى، ومعاقبة النظام المغربي على جرائمه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • تابلاطي

    لا بد من إعادة النظر في العلاقات الجزائرية الإسبانية خاصة بعد الموقف المشرف بلجيكا و إسبانيا فيما يخص القضية الفلسطينية، يجب علينا أن نستثمر في هذا الموقف و ننزع من اسبانيا اعترافا بالدولة الفلسطينية و نعيد التبادل الاقتصادي كما كان او احسن خاصة الغاز، و هذا الموقف سيخترق الاتحاد الاوروبي