-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بلغ 81.45 دولار للبرميل في جلسة التداول نهاية الأسبوع

النفط الجزائري الأغلى عالميا جراء توترات البحر الأحمر

حسان حويشة
  • 6163
  • 0
النفط الجزائري الأغلى عالميا جراء توترات البحر الأحمر
أرشيف

سجل النفط الخام الجزائري “صحارى بلند” صعودا لافتا في قيمته التسويقية منذ بداية العام الجاري، جعلت منه الأغلى في العالم للأسبوع المنقضي بين جميع الخامات، وجاء ذلك في ظل توترات البحر الأحمر وهجمات الحوثيين على سفن الكيان الصهيوني، والضربات المضادة من التحالف الأمريكي – البريطاني.
وكما هو معلوم، فإن النفط الجزائري الخام المعروف بتسمية “صحارى بلند” عادة ما يكون سعره قريبا من خام مزيح “برنت” لبحر الشمال، ويكون إما أقل منه سعرا أو أعلى بقليل، ومن مزاياه، حسب أحد الكوادر السابقة بـ”سوناطراك”، أنه خفيف وذو نوعية ممتازة ونسب الكبريت به منخفضة جدا، ولا توجد أنواع مشابهة له كثيرا في السوق، لذلك فهو غير متوفر بكثرة.
ويعتبر النفط الجزائري مطلبا لمصافي تكرير النفط بالنظر لسهولة معالجته للحصول على المشتقات البترولية المختلفة، على غرار البنزين والديزل ووقود الطائرات “الكيروسين”، حسب الإطار السامي السابق بـ”سوناطراك”، فضلا عن الطاقة التي يحررها أثناء احتراق مشتقاته، في ظل الظروف العادية لدرجة الحرارة والضغط.
وتشير بيانات موقع “أويل برايس” المتخصص في أسعار النفط الخام عالميا، إلى أن “صحاري بلند” الجزائري بلغ سعر 81.45 دولار للبرميل في إغلاق جلسة التداولات مساء الخميس، وهو الأعلى عالميا، بارتفاع قدره 1.81 بالمائة.
وبالنسبة لسلة خامات “أوبك”، فإن النفط الجزائري تربع عليها أيضا بالنظر إلى أنها كانت منحصرة ما بين 78.47 كأقل سعر وهو خام “موربان” الإماراتي، و79.78 بالنسبة لخام “جيراسول” الأنغولي، رغم أن هذا البلد الإفريقي أعلن قبل أيام خروجه من تكتل دول “أوبك”.
أما خام “برنت”، الذي يعتبر البترول المرجعي للنفط الجزائري، فقد سجل مستوى 79 دولارا للبرميل في تداولات منتصف نهار أمس الجمعة، وهو مستوى أقل بدولارين مقارنة بقيمة “صحارى بلند”.
ورغم أن الارتفاع جاء في سياق انتعاش نسبي لأسعار النفط عالميا بالنظر للأوضاع في الشرق الأوسط، وخصوصا التوترات في البحر الأحمر واستمرار هجمات الحوثيين على سفن الكيان الصهيوني والتي طالت أيضا ناقلات أمريكية، إلا أن الارتفاع في أسعار الخام الجزائري فاق كل المنافسين الآخرين، يشرح الإطار السامي الأسبق بـ”سوناطراك” في حديثه لـ”الشروق”، وهذا مرده الأحداث الدائرة بالبحر الأحمر.
ولفت مصدرنا إلى أن المعروف عن الخام الجزائري أن له زبائن خصوصا في أوروبا، أي أن النسبة الأكبر من عمليات التسويق للشركة الوطنية لا تعبر قناة السويس والبحر الأحمر، وبذلك، فهي بعيدة عما يجري في هذه المنطقة، وهو ما يجعل الخام الجزائري الذي هو مطلوب أساسا بالنظر لمزاياه، محل طلب أكبر مضاعف من طرف المشترين بالنظر للقرب الجغرافي وسهولة الحصول عليه في الظروف الحالية.
ويشرح محدثنا، أن زبونا في أوروبا اعتاد على الشراء من الخليج العربي، مثلا، سيلجأ في ظل الظروف الحالية مباشرة إلى “سوناطراك” للحصول على كميات نفط في ظرف زمني قياسي ومخاطر منعدمة، عوض انتظار شحنة من الخليج العربي ربما لن تصل، أو ستضطر لتحويل مسارها عبر رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا، ما يعني كلفة إضافية ووقتا أطول لوصول الشحنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!