-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سوناطراك تربح أكثر من عوائد الغاز المرتبطة بسعر الخام

النفط يتعافى في هدوء ومداخيل إضافية للحكومة

حسان حويشة
  • 3290
  • 0
النفط يتعافى في هدوء ومداخيل إضافية للحكومة
أرشيف

شهدت أسعار النفط في الأيام الأخيرة قفزة نوعية وتعافيا واضحا بمستويات لامست 90 دولارا للبرميل، اللافت فيها أنها حدثت بهدوء وبعيدا عن الضجيج، ما يعني أيضا مداخيل إضافية للحكومة من النفط وأيضا من الغاز المقترن سعره بالذهب الأسود في عقود سوناطراك.
وصعدت أسعار مزيج برنت، وهو خام بحر الشمال الذي يعتبر تقريبا المرجع بالنسبة للبترول الجزائري “صحارى بلند”، الثلاثاء، إلى مستوى 89.07 دولار للبرميل في حدود منتصف النهار قبل أن يتراجع قليلا إلى 88.29 في حدود الثالثة زوالا بتوقيت الجزائر، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2023.
وعلى نفس المنوال اتجهت أسعار خام غرب تكساس الأمريكي (WTI) التي وصلت مستوى 85.39 دولار للبرميل في حدود منتصف نهار الثلاثاء، وهو أيضا أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2023.
ويرى الخبير والمحلل في شؤون الطاقة، بغداد مندوش، أن فصل الربيع تاريخيا وتقليديا يشهد ارتفاعا في أسعار النفط للعقود الآجلة، لأن هذه الفترة تسبق حلول فصل الصيف وموسم العطل، وكما هو معروف فإن 70 بالمائة من البترول يستعمل في إنتاج الوقود، الذي يرتفع عليه الطلب في هذا الفصل لاستخدامه في النقل البحري والجوي والبري، ما يعني حسبه ان هذا الارتفاع مقرون بقاعدة العرض والطلب.
وأوضح بغداد مندوش في تصريح لـ”الشروق” أنه إذا نظرنا على الارتفاع ظرفيا، فإن هذا الارتفاع المستمر من شهر مارس، يفسر بوجود تخوفات من نقص العرض واحتمال اتخاذ تحالف “أوبك +” لقرار جديد في سنة 2024 بتخفيض الإنتاج.
ولفت مندوش إلى أن هذا الارتفاع له ما يفسره اقتصاديا أيضا، من خلال بروز نمو اقتصادي خاصة في الهند والصين والبرازيل والولايات المتحدة، وبالتالي فإن هناك طلبا أكبر متوقعا على النفط الخام.
وعزا محدثنا هذا الارتفاع أيضا إلى تعرض مصفاتين نفطيتين في روسيا لهجمات بمسيّرات، ما أدى إلى توقف نشاطهما، ودفع بالتالي موسكو إلى تقليص الإنتاج ما يعني أن كمية من الخام مفقودة من السوق.
ووفق مندوش، فإن بنك غولدمان ساكس الأمريكي تطرق لهذا الارتفاع من خلال توقعات تحدث فيها عن احتمال قوي ليبلغ سعر النفط الخام 100 دولار خلال السداسي الثاني من السنة، بينما توقع بنك “جي.بي. مورغان” أن تصل أسعار خام برنت إلى 95 دولارا.
وبالنسبة للبترول الجزائري “صحارى بلند” المصنف على أنه من الخامات الخفيفة ذات الجودة العالية، أشار الخبير بغداد مندوش إلى أنه بلغ الثلاثاء 90 دولارا للبرميل، موضحا أن العقود الموقعة بين سوناطراك وشركائها في مجال الغاز تتضمن بندا يقرن أسعار النفط الخام بالغاز، حيث كلما ارتفع ثمن البرميل زاد معه الغاز الطبيعي أيضا، وهذا من مصلحة الجزائر، على حد تأكيده.
وحسب هذه المعطيات والتوقعات، يشرح محدثنا، فإن سعر البرميل سوف يكون على الأقل ما بين 95 إلى 100 دولار للبرميل، بينما ثمن النفط الجزائري سوف يتراوح ما بين 100 إلى 105 دولار.
وعلق بالقول “هذا سيجلب مداخيل إضافية بالعملة الصعبة للجزائر سواء بالنسبة للغاز أو النفط على حد سواء بالنظر لاقتران سعر الغاز بثمن البرميل الخام من البترول”.
وختم مندوش بالتأكيد على أن هذه الاحتمالات لحد الآن لم تأخذ بعين الاعتبار إمكانية أن يتخذ تحالف “أوبك+” قرارا بتقليص إضافي للإنتاج في الاجتماع المقبل، مشيرا إلى أنه في حال حدوث ذلك وتم التخفيض مرة أخرى، فإن سعر البرميل سوف يرتفع إلى أكثر من 100 دولار خلال هذه السنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!