-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفنان التشكيلي الجزائري عامر هاشمي يطوف مدن أوروبا

“الهجرة” تراجيديا الكفن المنسوج من رمال رطبة

“الهجرة” تراجيديا الكفن المنسوج من رمال رطبة
ح.م
الفنان التشكيلي عامر هاشمي

حقق الفنان التشكيلي الجزائري عامر هاشمي منجزا فنيا كبيرا، استقطبته أوروبا دون تردد، لما يحمله من بعد إنساني، يتخطى كل الحدود في خارطة العالم الواسعة، تناول موضوع الهجرة غير الشرعية عبر حوض البحر الأبيض المتوسط، بقوارب الموت.

 وتوج المنجز الفني في معرض فني شخصي متنقل في إسبانيا تحت عنوان “غرق مأساوي في البحر الأبيض المتوسط” يقام الآن في مدينة أليكانت الإسبانية  Alicante قبل أن ينتقل إلى مدينة إيبيزا Ibiza ثم مدينة مايوركا Mallorca ثم يعود إلى الجزائر، بتنظيم من الشركة الإسبانية البحرية للمسافرين “بالياريا” Balearea بالتعاون مع الديوان الوطني للمؤلف ONDA.

يضم معرض الفنان هاشمي 40 لوحة، “اكريلك على قماش” بمقاسات مختلفة، وهي لوحات تعالج مأساة الهجرة وعواقبها على مستقبل الحياة البشرية، بأسلوب تعبيري، هو الأقرب إلى تجسيد المشهد بكل تفاصيله المرسومة على أرض الواقع.

وقدم عدد من النقاد التشكيليين قراءة فنية في كتاب المعرض المصور اتفقوا فيه على عمق الرؤية البصرية التي جسدها الفنان هاشمي، وكان من بين هؤلاء النقاد الإسباني السيد بيراز ريكارد  Pérez Ricardوالجزائري علي سيلام والعراقي عبد الرحمن جعفر الكناني.

يقف الفنان الجزائري بــ “أناه” مبحرا مع مهاجر في “قارب موت”، مدونا فصول رحلة، أبعد من مديات حلم، يستدرج المنتشي به إلى الغوص في أعماق هوائها المذاب لا يمنح الروح حياة أخرى تقتفي آثار رؤيا تتجلى في الواقع “كفنا منسوجا من رمال رطبة على شاطئ بحر جنوبي”.

التراجيديا والجمال تآلف لم يضعه “عامر هاشمي” في سياق “ميثولوجيا” من سحر الغيب أو الخيال، فهو الراصد لـ “وقائع” عصر راهن، هزت ضميرا بشريا، لم ير لهزته شكلا، فدعاه إلى رؤية ما لم يره بحاسة البصر، في بناء جمالي روحي مؤثر.

لقد تخطى عامر هاشمي مبادئ الفن التي تغازل ذوق المترفين، فاشتغاله على الموضوع الإنساني، يعد منهجا فنيا، انطلق بخطواته الأولى حين عاش عشرية الإرهاب، فوظف فن “المنمنمات” بأسلوب حديث، يحاكي ويدين مأساة عاشتها الجزائر، قبل أن تتخطاها في مصالحة الإنسان مع ذاته.

عامر هاشمي، أكاديمي تشكيلي، يعطي للتجربة عمقها، مستخرجا نظرية، اختصت في تجريدية، لها قدرة إثراء الواقع، وتشخيص انكساراته، التي تتعثر بها قيم إنسانية عالية، لم تصل مبتغاها المرتجى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!