الرأي
مقال‭ ‬المقام

الواقع‭ ‬العربي‭ ‬الجديد‭ ‬والحركات‭ ‬الإسلامية

عبد الرزاق مقري
  • 3615
  • 2

لم تكن الأنظمة التي حكمت الوطن العربي بعد فترة الاستعمار وانهيار التيارات القومية مؤهلة للحكم فقد انكفأت على نفسها وانغلقت وسط وطنية غير صادقة فرطت باسمها في مشاريع الوحدة بين الأقطار العربية بكل أنواعها وأدارت الظهر لقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين وبعضها غدر القضية وتآمر عليها، ثم أَغلقت الوطن على أهله فمنعت الناس من التعبير عن آرائهم أو التنظيم للدفاع عن حقوقهم أو المشاركة في خدمة أوطانهم ثم استأثرت بخيرات الوطن من خلال منظومة فساد ممتدة ومعقدة ومتشابكة جندت بها شبكة واسعة من الانتهازيين والنفعيين والمجرمين ضمن زمر متمركزة في دوائر أسرة الحاكم وفي أوساط المؤسسات الأمنية ويلحق بها أتباع وشركاء وأعوان في الإدارة، والأحزاب، والمنظمات ورجال الأعمال والإعلام يُسخرون كلهم بسياسة الردع والإغراء فابتعدت هذه الأنظمة عن منطق وثقافة الدولة وأخذت بدل ذلك أشكالا مافيوية تجاوزت في نفوذها وتأثيرها منظمات المافيا التقليدية. وأضافت إلى هذا الفساد فشلا ذريعا في مشاريع التنمية فأنتجت مستويات من الفقر والحرمان أفقد معنى الكرامة الإنسانية لعدد كبير من المواطنين خصوصا لدى الشباب، وحينما وصلت هذه الأنظمة إلى هذا المستوى من الانحراف والفشل أصبح من الطبيعي أن ينادي الناسُ على المستوى المحلي والدولي بتغييرها. عوّل المواطنون كثيرا على الإسلاميين للتغيير واعتقدوا بأنهم الأمل، غير أن هؤلاء لم يفلحوا في الانتقال من دال الدعوة إلى دال الدولة لفرط الصد الذي واجهتهم به الأنظمة.

مقالات ذات صلة