-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الوحيد”.. خاليلوزيتش

ياسين معلومي
  • 3630
  • 0
“الوحيد”.. خاليلوزيتش

ماذا يدور في ذهن رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة هذه الأيام بعد الخلاف الشديد والحاد الذي نشب بينه وبين “الوحيد”، وبعد ان اختلطت عليه الأمور واصبح يعيش في دوامة من المشاكل قد لا يخرج منها سالما، وتفكيره منصب في مسألتين حاسمتين، هل لا بد من إقالة البوسني من العارضة الفنية للخضر دون أن يشارك مع “الخضر” في مونديال البرازيل المبرمج الصيف المقبل؟ أو دفعه إلى الاستقالة.. من دون أن يتحصل على الشرط الجزائي المبرم بين الرجلين في العقد الذي يبقى مبهما إلى اجل غير مسمى.

العارفون بخبايا الكرة المستديرة يجزمون أن ذهاب البوسني من العارضة الفنية للخضر في هذا الوقت بالذات امر مستبعد جدا، لأنه عاش نفس السيناريو في المونديال السابق لما كان مدربا لفيلة كوت ديفوار وطرد بعد تأهيلهم للمونديال.. حنكة البوسني في التعامل مع مثل هذا النوع من القضايا تجعله لن يتنازل عن مستحقاته المقدرة بنصف مليون دولار، والبقاء إلى غاية نهاية عقده، أو إقالته من منصبه والحصول على هذا المبلغ الضخم من الاتحاد الجزائري.

وحيد خاليلوزيتش الذي فضل منذ أشهر التفاوض مع فريق قطري بثلاثة أضعاف مما يتحصل عليه من الجزائر، ولم نكن يومها ضمنّا تأهلنا إلى المونديال، كان بإيعاز من أحد الجزائريين، الذي لا يحب الخير لبلده ولمنتخبه الوطني وراح ينصحه بالتخلي عن الخضر حتى يملأ جيوبه على حساب الجزائر، جزائرنا تملك المال والجاه للإبقاء على المدرب أو طرده، وحتى البحث عن خليفة له في سوق التحويلات الشتوية أو الصيفية، لأن خزينتنا تمكننا من جلب إطارات ومدربين عالميين تعجز حتى المنتخبات الكبرى الاستفادة من خدماتهم على شاكلة تراباتوني، ليبي، تروسييه، وحتى مورينيو، هؤلاء وآخرون يفوقون المدرب البوسني علما وفلسفة.

قال أسلافنا، عندما “تشبع الكرش تقول للراس غني”، هذا هو حال مدربنا الفرانكو بوسني، كيف لا، وهو الذي تحصل على أموال طائلة، من الاتحاد الجزائري والسلطات نظير التأهل، وراح يرقص أمام أعين الجزائريين والوزير الأول عبد المالك سلال، وصنع لنفسه اسما في سوق المدربين، لأنه ببساطة درب منتخبا موندياليا وفّر له كل شيء، وترك له حرية التعامل بإمكانات كبيرة، ودافع عنه المسؤولون في أحلك الظروف، ألا يحق لنا كجزائريين أن نطالبه بمشاركة مشرفة في البرازيل بالتأهل إلى الدور الثاني.

البوسني الذي لم يفهم أن الجزائر ليست أي بلد آخر، وان الوطن الذي أخرج الاستعمار الفرنسي بعد مائة وثلاثين سنة من الاحتلال وعاش عشرية سوداء، لا يمكنه بأي حال من الأحوال هضم تصريحاته الداعي اغلبها إلى التشاؤم، أيعقل أن مدربا مقبلا على المشاركة في كأس العالم، يقول أننا نملك منتخبا متواضعا ولاعبين بمستوى محدود، ماذا سيكون رد فعلهم فوق الميدان أمام بلجيكا وكوريا وروسيا؟

لازلت أتذكر تصريحات اللاعبين الجزائريين قبل لقاء أم درمان، رغم أنهم كانوا يعرفون أن المنافس أحسن منهم فرديا وجماعيا.. سنموت.. سنضحي، سنذهب إلى جنوب إفريقيا من اجل تشريف الكرة الجزائرية وووو… ورغم قوة المصريين يومها، إلا أن الإرادة الفولاذية لزملاء شاوشي وحنكة الشيخ صنعتا الفارق، ألم يحن الوقت بعد ليتعلم الطاقم الفني الحالي للخضر من درس المونديال السابق وتصحيح أخطائه للظهور بوجه مشرف في البرازيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!