-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اتهم سلطات بلاده بالإنفاق بسخاء على المتقاعدين الجزائريين

اليمين الفرنسي يستهدف زيارة بورن إلى الجزائر

محمد مسلم
  • 3326
  • 0
اليمين الفرنسي يستهدف زيارة بورن إلى الجزائر

استنفر اليمين الفرنسي المتطرف شتاته لمحاولة تسميم العلاقات الجزائرية الفرنسية قبل نحو أسبوع من زيارة الوزير الأول الفرنسي، إليزابيت بورن، إلى الجزائر، والتي ستشهد انعقاد الدورة الخامسة للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية – الفرنسية رفيعة المستوى، المقررة بالجزائر العاصمة يومي 9 و10 أكتوبر الجاري.

واستغل قياديون في الجبهة الوطنية الفرنسية أخبارا غير دقيقة أوردتها قناة “سي نيوز” الفرنسية المعروفة بتوجهاتها اليمينية، حول المتقاعدين الجزائريين في فرنسا، ليهاجموا هذه الفئة التي أفنت عمرها في خدمة فرنسا، متهمين سلطات بلادهم بالإنفاق بسخاء زائد على الجزائريين، من أموال الفرنسيين.

ومما جاء في الأخبار التي أوردتها القناة، أن “أجرك أركو”، وهي هيئة فرنسية معنية بملف التقاعد، أجرت تحقيقا شمل 600 ألف متقاعد يعيشون في الجزائر. وتبين من خلال هذا التحقيق أن من بين 1000 متقاعد من العينة الجزائرية، يوجد 179 يستلم حقوقه بشكل قانوني، (أي لا يزالون على قيد الحياة)، فيما لم يتم العثور على 691، وتوفي 130 متقاعد.

هذه الأرقام تم تداولها على الفور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتبين من خلال الوجوه التي تلقفت هذه الأرقام المشكوك فيها، أنها تنتمي إلى اليمين المتطرف، من أنصار الجبهة الوطنية الفرنسية، بزعامة مارين لوبان.

من بين الأسماء التي علقت، يوجد جيلبر كولارد، الذي أعاد نشر تلك الأرقام في “تغريدة” ثم ختمها بعبارة تخفي الكثير من الألغاز “ابتسم، أنت من يدفع”، في إشارة على أن الفرنسيين هم من يدفع تلك الأموال للجزائريين بغير حق.

بدورها، ماريون ماريشال لوبان، وهي قريبة لزعيمة الجبهة الوطنية، مارين لوبان، نقلت مقتطفًا من مما أوردته القناة اليمينية، ونشرتها في تغريدة لها، ثم أعقبتها بعبارة أخرى مسمومة جاء فيها: “السخاء الفرنسي يتجاوز حدود الجغرافيا.. والبيولوجيا”.

ولقيت هذه الحملة استهجانا حتى من جزء من الإعلام الفرنسي، ومنهم صحيفة “ليبراسيون” اليسارية، التي لم يرق لها تعاطي اليمين المتطرف مع هذه القضية، بتلك العنصرية ونكران الجميل الذي قدمه ملايين الجزائريين، الذين أوقفوا الصناعة الفرنسية على رجليها، بعد الحربين العالميتين، الأولى والثانية، وساهموا في بناء نهضة الفرنسيين الحديثة.

وعلقت الصحيفة في مقال لها: “دعونا نلاحظ أولاً وقبل كل شيء، أن حقيقة الاستفادة من المعاش التقاعدي بعد المساهمة، لا علاقة لها في حد ذاتها بـ”الكرم”، كما تقترح ماريون ماريشال لوبان. وذلك بغض النظر عن جنسية المستفيد أو المكان الذي قرر الإقامة فيه”.

وجاء الكشف عن هذه الأرقام في الوقت الذي يوجد فيه الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني، في فرنسا من أجل ترؤس الدورة الثامنة للمشاورات السياسية الجزائرية-الفرنسية على مستوى الأمينين العامين لوزارتي الشؤون الخارجية، ونظيرته الفرنسية، آن ماري ديكوت.

واستهدف هذا الاجتماع، حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية على موقعها على “فيسبوك”، تفعيل إعلان الجزائر حول الشراكة المجددة بين الجزائر وفرنسا والموقع عليها يوم 27 أوت 2022 بالجزائر، خلال زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وكذا “تحديد سبل التعاون الملموسة وذلك تحسبا للمصادقة عليها بمناسبة الدورة الخامسة للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية- الفرنسية رفيعة المستوى، المقررة بالجزائر العاصمة يومي 9 و10 أكتوبر 2022”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!