الجزائر
مختصون تربويون وفايسبوكيون يرفضون تصنيفها في ذيل الترتيب

“اليونيسكو” تتحامل على المدرسة الجزائرية وتقريرها “مغلوط”

زهيرة مجراب
  • 4503
  • 34
ح.م

وقع خبر تصنيف منظمة اليونيسكو للتعليم الابتدائي الجزائري في مراكز متأخرة، موقع الصدمة على المختصين التربويين والفايسبوكيين الذين لم يهضموا تفوق دول طحنتها الحروب كليبيا واليمن على الجزائر، والتي تثبت في كل المواعيد والمناسبات التعليمية جدارة أبنائها وتفوقهم على منافسيهم في الحفظ والقراءة.
فتح الفايسبوكيون النار على التقرير الأخير للمركز الدولي للتعليم “اليونيفيك” التابع لليونيسكو، الذي تذيلت فيه الجزائر ترتيب التعليم الابتدائي، وراحوا يسترجعون أسماء خريجي المدارس الجزائرية الذين أثبتوا جدارتهم وقوّتهم ومقدرتهم على الحفظ ومواجهة تلاميذ من مختلف دول العالم، في تحديات القراءة والقرآن والرياضيات، معتبرين التصنيف مجحفا ومغايرا للواقع “فلا يعقل تقدم دول متخلفة عليها”.
واستنكر مختصون في الشأن التربوي، صدور مثل هذه التقارير الخارجية، حيث يرى عضو المجلس الوطني للثانويات الجزائرية ” الكلا” زوبير روينة في اتصال مع “الشروق اليومي”، أنه لا يوجد أفضل من التقييم الذاتي، في ظل الغموض الذي يحيط بالتقارير التي تأتي من الخارج، حيث قال “تقييمنا الذاتي لأوضاعنا التربوية تكون له مصداقية أكبر، لأننا أدرى بأمورنا”. ومع ذلك، يتأسف المتحدث، لوجود كثير من الاختلالات في قطاع التربية، وليس في التعليم الابتدائي فقط.
ويؤكد روينة، أن ظواهر مثل هروب التلاميذ من الدراسة مع انتهاء الفصل الثاني، وغموض المناهج المدرسية، وقلة التأطير البيداغوجي والتربوي والإداري، وغياب القانون الأساسي للتربية، وما يتبعه من اختلال وقرارات ارتجالية من مسؤولي القطاع، وغياب تقييم واستشارة واسعة حول التعليم الثانوي وبالخصوص شهادة البكالوريا، جميعها تؤثر على نجاعة قطاع التربية والتعليم في الجزائر.
كما تأسف لظاهرة الدروس الخصوصية التي انتشرت في المجتمع “لدرجة صارت العائلة تنفق على الدروس الخصوصية لأولادها نصف مرتبها الشهري، رغم أنها دروس ليست مبنية على معايير واضحة”، وهذه الإشكالات وغيرها كثير دليل يقول المتحدث “على فشل المدرسة الجزائرية”.
ولم يفوّت عضو “الكلا” المناسبة للتطرق لظاهرة انتشار العنف في المحيط المدرسي، وتعاطي المخدرات، لدرجة صارت المدرسة، حسب تعبيره “تصلح لكل شيء إلا للدراسة”، وهذه الظواهر تنعكس على التلميذ أثناء تنقله إلى الفضاء الجامعي، حيث يتحصل على نتائج كارثية خلال عامه الجامعي الأول، وبالتالي فالتقييم الذاتي لأوضاعنا التربوية، يقول روينة “قد يكون أكثر قسوة من التقارير الخارجية أحيانا”.
من جهته، استنكر رئيس جمعية أولياء التلاميذ أحمد خالد، بشدة هذا التصنيف وأكد عدم تصديقه له واصفا إياه بالكذبة، ودعا المتحدث اليونيسكو للكشف عن المعايير التي اعتمدتها لوضع هذا التصنيف، خصوصا وأن دولا مثل اليمن وليبيا وسوريا تعيش في حروب جعلها تتقدم على الجزائر، وهو أمر غير معقول ولا يمكن تصديقه، وضرب خالد المثال بأبناء المدرسة الجزائرية الذين احتلوا مراكز أولى في تحدي القراءة العربي والمنشدين وحفظة القرآن الجزائريين وتلاميذ المدارس الذين يتفوقون في مسابقات الرياضيات ويحتلون المراتب الأولى منافسين في ذلك اليابان، كوريا الشمالية، الصين، كندا، إنجلترا، وأضاف رئيس جمعية أولياء التلاميذ بأن غالبية المتفوقين في الجامعات الأوروبية الشهيرة والأمريكية من أصول جزائرية، فهذا التقرير على حد قوله مغلوط خصوصا في هذه الفترة من تاريخ المدرسة الجزائرية.

مقالات ذات صلة