-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد موجة البرد والأمطار الغزيرة

انتعاش تجارة الألبسة الثقيلة وعودة الطمأنينة للمستوردين

سمير منصوري
  • 2411
  • 0
انتعاش تجارة الألبسة الثقيلة وعودة الطمأنينة للمستوردين
أرشيف

أخيرا، عادت الأمطار وأيضا البرد، ليصنعا معا أيام سطيف، التي عاشت جفافا وارتفاعا في درجة الحرارة بشكل غير مسبوق طوال أشهر، ما جعل المواطنين بكل فئاتهم إلى غاية الثلاثاء الماضي يحافظون على ألبستهم الخفيفة، وهو ما أدخل الخوف في قلوب تجار الجملة والتجزئة من مستوردين للألبسة الشتوية وبائعيها، في أكبر أسواق سطيف، التي يقصدها الزبائن من كل أنحاء الوطن.
“الشروق”، قامت بجولة وسط هذه الأسواق، حيث لمست الارتياح لدى الباعة الذين أخرجوا ما يكتنزونه من سلع ثقيلة، بعضها يعود إلى الموسم الماضي الذي تميز بالجفاف أيضا وبارتفاع درجات الحرارة باستثناء بضعة أسابيع، ومنهم من عرض سلعا تم استقدامها مؤخرا من تركيا وإيطاليا على وجه الخصوص، ومنها أحذية شتوية جزائرية الصنع.
يقول رامي وهو مساعد بائع في محل تجاري ببارك مول بسطيف، بأن صاحب المحل صار يركز في السنتين الأخيرتين على الألبسة الربيعية الأكثر طلبا من الزبائن، بالرغم من أن سطيف هي الولاية الكبرى الأكثر برودة في الجزائر، حيث من المعروف أن الثلوج تخصها بكميات هامة في شهري ديسمبر وجانفي، وأحيانا في شهور أخرى، كما أن درجة الحرارة في سطيف تنزل إلى ما دون الصفر مئوية، في عدة أيام خلال فصل الشتاء والربيع، وهو ما جعل سطيف عاصمة للمحلات التي تبيع الألبسة الشتائية المصنوعة من القطن الجلدي والفرو وغيرها من المواد، وقد لاحظنا مساء أول أمس المتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، حضور أمهات وآباء لشراء الألبسة الشتوية وأيضا المطاريات، بعد بشرى التهاطل الغزير للأمطار، مع استشرافات من مصالح الأرصاد الجوية بأن يكون شهر ديسمبر باردا وممطرا، وقد لا تزيد فيه درجة الحرارة القصوى عن 15 مئوية، وتنزل الدنيا منها إلى ما دون الصفر.
وفي المساحة التجارية ماليزيا بقلب سطيف، لاحظنا تواجد عدد كبير من الشباب يبيعون المطاريات النسائية والرجالية والخاصة بالأطفال، وكلها صينية الصنع، وبدت أسعارها مبالغ فيها تجاوز الألف دينار، بعد أن كانت مركونة في المحلات من دون طالب، أما عن محلات الألبسة الثقيلة فكانت هي المطلوبة الأكثر، حيث تنفس التجار الصعداء وأنقذوا موسمهم، ومنهم حتى من يفكر في المزيد من البضاعة بين الاستيراد والبيع.
إيجاد مكان لركن السيارة، قرب محلات الألبسة الرجالية والنسائية أو الخاصة بالأطفال الشتوية، بدا صعبا في حي الشطر الثاني، وفي شارع بوعروة، ومنظر المواطنين وهم يحملون أكياسا فيها ما لم يخف وزنه كان طاغيا، بما في ذلك القبعات والقفازات والجوارب الصوفية، أما عن السترات الكبرى ذات النوع الإيطالي والأوربي عموما، فقد صنعت الحدث وقد تجاوز سعر بعضها الأربعة ملايين سنتيم.
رشيد هو صاحب محل ومستورد للألبسة في نفس الوقت، قال بأن التغيرات المناخية وضعتهم في حرج، ففي الموسم الماضي على حدّ تعبيره “أكلنا أصابعنا” بعد أن بقيت سلعتنا من دون زبائن، وفي اللباس الشتوي مثل الصيفي، هناك الموضة التي تجعل من بعض الألبسة منتهية الصلاحية بالنسبة لبعض الزبائن وخاصة الزبونات، وتبدو الأمور بعد الأمطار المتهاطلة منذ يوم الأربعاء الأخير، والهبوط الحاد في درجة الحرارة مبشرة هذا الموسم.
وفي المقابل عرف محل لبيع الألبسة المستعملة، كائن في حي دالاس نشاطا كسر ركوده، بعد عودة الأجواء الشتوية، والغريب أن هذا المحل به أسعار مليونيه، أيضا، بحجة أن ما يباع ملبوس أي مستعمل فعلا، ولكنه أصلي بحسب صاحبه، الذي قال بأن الزبون مخيّر ما بين ألبسة أصلية مستقدمة من بلاد الصقيع في ألمانيا والدول الإسكندنافية أو القادمة من شرق آسيا من بنغلادش وفيتنام والصين وكوريا الجنوبية، وبحسب درجة قدمها، وأصرّ صاحب المحل على أن زبائنه من كل طبقات المجتمع، يبحثون عن الملائم من الألبسة ثمنا وموديلا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!