-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تغلبت على المعاطف العصرية في ظل موجة البرد الأخيرة

انتعاش في بيع “القشابية” والنساء يدخلن على خط الطلبات

وهيبة. س
  • 2268
  • 1
انتعاش في بيع “القشابية” والنساء يدخلن على خط الطلبات
أرشيف

كانت “القشابية” ولا زالت اللباس المفضل عند الرجل الجزائري، فرغم المعاطف العصرية التي تواكب الموضة، إلاّ أنها بقيت حاضرة برمزيتها التاريخية كسند للمجاهدين في مواجهة الاستعمار والبرد معا، وكلباس تقليدي يحمل دلالات الهمة والشموخ، فالمنافسة اليوم أصبحت قوية بين “القشابية” والصيحات الجديدة لموضة الملابس الشتوية المستوردة، إلى درجة أنها اخترقت أماكن العمل وباتت لباس المسؤولين..
وتشهد محلات الألبسة التقليدية، خلال موجة البرد وتهاطل الثلوج، إقبالا منقطع النظير على” القشابية”، التي دخلت على خط المنافسة مع معاطف”الموضة”، وآخر صيحات” الجاكيت” الأوروبي الشتوي، ولم يعد فقط أصحاب الولايات الداخلية من يرتدونها في هذه الأيام، فقد برزت “القشابية” في شوارع المدن الكبرى الساحلية، وحضرت في المؤسسات والشركات أين يلبسها موظفون ومسؤولون سامون…
هذا اللباس التقليدي الذي لطالما ارتبط في ذاكرتنا الجماعية بالرجل البدوي والصحراوي، وسكان المناطق الجبلية، عاد بقوة إلى واجهات محلات بيع الألبسة، وفرض وجوده بين آخر صيحات الملابس الشتوية، حتى باتت النساء هن أيضا يبحثن عن “القشابية” مع لمسة طفيفة تميزها عن تلك التي يرتديها الرجال، وهذا حسب شهادة بعض تجار الألبسة التقليدية الذين يملكون تجربة عميقة في بيعها.

“القشابية” تنعش التجارة الإلكترونية وطلبات توصيل لجميع المناطق
وازدهرت في ظل موجة الثلج والبرد القارس، التجارة الإلكترونية في بيع الألبسة الشتوية، وخاصة “القشابية”، حيث تنوعت العروض عبر مواقع الحرفيين وصانعي الألبسة التقليدية، وخاصة “البرنوس” و”القشابية”، وأكد هؤلاء أن خدمات التوصيل متوفرة نحو الكثير من الولايات.
وحدّدت أسعار “القشابية” المصنوعة من الوبر، وحسب الجودة، والأنواع والمقاسات، مع الترويج للتخفيضات قصد جلب الزبائن، حيث كان منتوج مسعد بالجلفة، الأصيل والتقليدي في مقدمة، هذا الترويج الالكتروني.
ويتراوح سعر “القشابية” من الوبر بين 38 ألف دج و130 ألف دج وقد تزيد عن ذلك، بينما المصنوعة من الصوف فتتراوح بين 16 ألف دج و24 ألف دج، في حين تصل أسعار بعض “القشابيات” التي تصنع من وبر الجمل الصغير”المخلول”، إلى 20 مليون سنتيم، وبلمسة عصرية وبجودة عالية، فإن البعض اكتفوا بشراء “قشابية” من صوف صيني لا تزيد عن 3 آلاف دج.
وفي سياق الموضوع، أكد صادق بن سعيد، صاحب محل بيع “القشابية” و”البرنوس” مسعد الأصيل بالبليدة، لـ”الشروق”، أنّ التجارة الالكترونية في بيع هذه الألبسة التقليدية الشتوية، انتعشت في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، حيث تتهاطل الطلبات على “القشابية” بتهاطل الثلوج.
وقال بن سعيد، إنّ الاتصالات بالمحل وعبر صفحة “الفايسبوك” والهاتف، تأتي من كل مناطق الوطن، بما فيها المدن الساحلية، حيث لجأ إلى بعض التخفيضات لاستقطاب أكثر للزبائن.

“قشابية المخلول”.. مسؤولون وإطارات يتنافسون عليها
وعبّر صادق بن سعيد، عن سعادته لما يقف عليه يوميا، من خلال تجارته في الألبسة التقليدية، وخاصة بعد الاهتمام البالغ ومن كل الفئات العمرية والمستويات الاجتماعية بـ”القشابية”، فرغم كل المستجدات والصيحات الجديدة التي تروج لها مواقع التواصل الاجتماعي، لألبسة عصرية تصنعها أكبر الشركات العالمية المعروفة بعلامتها التجارية، إلاّ أنّ “القشابية”، حسبه، تتحدى كل هذا في الجزائر وتعود بقوة ليتنافس عليها حتى الشباب المهووسون بـ”الموضة”.
وأكد المتحدث أن الزبائن الذين يقصدونه، أو يتصلون به، هذه الأيام، هم أيضا من الأثرياء وأصحاب المناصب والموظفين في شركات خاصة، حيث يطلبون “قشابية” صوف الجمل الصغير”المخلول” التي يبيعها بـ 11 مليون سنتيم.
وأوضح في هذا السياق، أحد المسؤولين بمؤسسة خاصة في تصريح لـ”الشروق”، أنّ الترويج للألبسة التقليدية خاصة في ظل الهجمة الأخيرة من بعض الأطراف الأجنبية، أعاد إليه الافتخار بـ”القشابية” رغم أنه من متتبعي الصيحات الجديدة للألبسة المستوردة، حيث يعتبر هذا اللّباس رمزا تاريخيا، وتراثيا، يشعر الرجل بالشموخ والفخر.
ويرى أنّ موجة البرد المصحوبة بالثلوج التي تشهدها الجزائر، أكدت أهمية هذا اللباس، وضرورة اللجوء إليه كأفضل ما يلبس للشعور بالدفء والحماية من التيارات الباردة القوية.

“قشابية” البرودي.. موضة تنتعش
وكشف لنا بعض باعة الألبسة التقليدية المتمثلة في “البرنوس ” و”القشابية”، أن الإقبال المتزايد على هذه الأخيرة، وانتشاره في الأوساط الشبابية، والمناطق الحضرية، أدى إلى زيادة الطلبات حول تصميمات تتماشى حسب الذوق والحاجة، واللمسة الجديدة العصرية، حيث تنافست بعض المواقع للسوق الالكترونية حول ما يعرف بـ “القشابية ” القصيرة ذات الطرز الملون والمتنوع، أو ما تسمى بـ”القشابية البرودي”، وهي مختلفة الألوان تشهد إقبالا حتى من طرف النساء، لكن أكثر زبائنها شباب ورجال عاشقين للأناقة والموضة.
وقال في هذا الصدد، صادق بن سعيد، حرفي وصاحب محل بيع الألبسة التقليدية الصوفية، إن “القشابية” البرودي، مطلوبة وأسعارها تتراوح بين 12 ألف دج و13 ألف دج، ولكن تبقى” القشابية” التقليدية الأصيلة تملك خصوصيتها.
وأكد عبد الرحمان صاحب حرفي في الألبسة التقليدية، عبر “الفايسبوك”، أنّ بعض “البلوزات” الأوربية تصنع من وبر “المخلول” وتباع في أرقى المتاجر بسعر 4 آلاف أرور أي ما يعادل 80 مليون سنتيم، بينما لا يزيد سعر “القشابية” التقليدية في مسعد عن 11 مليون سنتيم.

بداية منافسة نسوية للرجال حول “القشابية”!
وأفاد صادق سعيد، الذي يملك ورشة حياكة “البرنوس” و”القشابية” في ولاية الجلفة، أن الكثير من النساء يتصلن به، يطلبن “قشابية” نسائية، شريطة أن تكون بنفس شكل الرجالية، مع لمسة أنصوية خفيفة تميزها عن الرجالية.
وقال صادق سعيد إن هؤلاء النساء أغلبهن من بعض ولايات داخلية مثل تيارت والجلفة، وتسمسيلت، المدية، ومسيلة، معسكر، حيث تم تلبية رغباتهن، مع التوصيل إلى عناوين تواجدهن.
وفي إحدى المواقع الالكترونية الخاصة بالألبسة التقليدية بينها “القشابية”، علّقت سيدة قائلة” أنا امرأة من ولاية البويرة أخرج كثيرا إلى مزرعة هذه الأيام، ولم أجد غير “القشابية” لتيقني من البرد، لكن أريد واحدة بلمسة جديدة تميزها عن تلك التي يرتديها الرجل”.
وهكذا فإن موجة البرد والثلوج التي تشهدها الجزائر، أعادت الاهتمام بـ”القشابية”، وباتت مطلوبة من الأطفال والرجال والنساء كأفضل لباس تقليدي تفوق بأصالته وخصوصيته على كل ما أبدعت شركات النسيج العالمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عادل

    الشعب يريد قشابية