انتعاش مفاجئ لأسعار النفط عشية التحضير لقانون المالية

تعافت أسعار النفط بشكل واضح ومفاجئ في بداية التعاملات الأسبوعية، وتداركت خسائر الأسابيع الماضية، تزامنا واقتراب موعد اجتماع تحالف “أوبك+” الذي سيكون حضوريا بفيينا النمساوية لأول مرة منذ انتشار جائحة كوفيد-19، وهو الانتعاش الذي يأتي في وقت تحضر فيه الحكومة الجزائرية قانون المالية الجديد.

وبلغت أسعار خام مزيج برنت بحر الشمال (النفط المرجعي للبترول الجزائري صحارى بلند)، 89.02 دولارا للبرميل في حدود الثالثة والنصف زوالا، بارتفاع قدره 4.55 بالمائة (+3.88 دولار)، في حين كان الافتتاح في حدود 86.35 دولارا للبرميل.

صالح سليماني: الأسعار ستبقى قرب 100 دولار حتى مطلع 2023

وسارت على نفس المنوال أسعار مزيح خام غرب تكساس الأمريكي التي ارتفعت بنحو 5.38 بالمائة (+4.23 دولار)، وبلغت 83.49 دولارا للبرميل، بعد أن كانت قد أغلقت الجمعة الماضي عند مستوى 79 دولارا للبرميل.

كما أن هذا الانتعاش يأتي قبيل انعقاد اجتماع تحالف أوبك+ الشهري، والذي سيكون حضوريا لأول مرة منذ انتشار جائحة كورونا في الثلاثي الأول من 2020.

وكان مجلس الوزراء الأخير قد أرجأ مناقشة مشروع قانون المالية وبرمجته في مجلس وزاري خاص الأسبوع المقبل.

في هذا السياق، يرى الإعلامي المتخصص في الشأن الطاقوي، صالح سليماني، أن هذا الارتفاع راجع أساسا إلى ما تسرب بشأن اجتماع تحالف “وبك +”، وسحب مليون برميل يوميا من السوق، متوقعا أن تبقى أسعار النفط قريبة من 100 دولار حتى الثلاثي الأول من السنة المقبلة.

وأوضح صالح سلمياني المتخصص في شؤون النفط والغاز، في اتصال مع الشروق” أنه إذا تأكد تخفيض الإنتاج من طرف تحالف “أوبك+” بواقع مليون يوميا، فإن هذه الكمية معتبرة، وأثرها على السوق قد ظهر قبل الأوان بدليل انتعاش الأسعار اليوم.

وأشار سليماني إلى أن الأسواق متوجسة وتترقب اجتماع الغد، وفي حال تأكد سحب 1 مليون برميل من طرف تحالف “أوبك+” فإن الأسعار النفط تبقى قريبة من مائة دولار للبرميل، وربما ستبقى كذلك حتى الثلاثي الأول من 2023.

وتحدث سليماني عن عامل آخر سيساهم في بقاء أسعار النفط مرتفعة حتى الثلاثي الأول من السنة المقبلة، وهو أن العجلة الاقتصادية بدأت في التعافي في اقتصاديات آسيوية كبرى كالصين والهند، رغم أن الطلب على النفط ما يزال محتشما، لكنه مرشح للارتفاع خلال الأشهر القادمة من طرف هذين البلدين.