-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتفاضة‭ ‬مصر‮ ‬تجاوزت‭ ‬المعارضة‭ ‬والنظام

صالح عوض
  • 4571
  • 0
انتفاضة‭ ‬مصر‮ ‬تجاوزت‭ ‬المعارضة‭ ‬والنظام

حركة الشارع المصري من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب وعلى امتداد النجوع والارياف والمدن وما ترفع من شعارات تبعث برسالة واضحة للجميع ان انتفاضة الشعب تجاوزت الخطاب الرسمي وتعاطيه مع الاحداث كما تجاوزت خطاب القوى المعارضة.

  •  
  • فمنذ الاختناق السياسي جراء الانتخابات البرلمانية بدأت ملامح بروز نار الغضب في الشارع المصري، حيث تمت مصادرة حق الناس في الانتخابات والترشيح.. يترافق هذا مع ازدياد البطالة وانتشار الفقر، حيث وصل اكثر من 50 ٪ من الشعب المصري تحت خط الفقر.. واجه النظام انتفاضة الشارع بمحاولة تماسك اكثر مما بدا في تجربة تونس.. في البداية لم يلق النظام بأية تهمة على المتظاهرين، بالعكس كانت ردود فعل النظام في اليوم الأول لتصطدم بحركة الشارع المتصاعدة، ظنا منها بأن هذا كفيل بأن ينفس الاحتقان ويحتوي الموقف.. الا ان النظام لم يرد على مطالب ملحة لقطاعات واسعة من الشعب المصري واكتفى في احسن الأحوال بالحديث عن حق التجمع والتعبير.. كانت جماهير الناس تنتظر اجابات واضحة قوية بخصوص الملفات التي يرفع راياتها الشباب، الا ان النظام اعتقد ان اي استجابة لمطالب الشارع، يعني ان هناك تنازلا قد يحيله المحتجون على الضعف والارتباك لدى السلطة، فاوغلت بالمكابرة عكس مافعل النظام التونسي.. الا ان هذا عمق الإحساس لدى المنتفضين بضرورة رفع شعارات سياسية بضرورة اسقاط الرئيس مبارك وتعديلات دستورية وعودة الإشراف القضائي على الانتخابات وحل البرلمان.. ورغم محاولات‭ ‬دءوبة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬قيادات‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬بضرورة‭ ‬تدخل‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬للرد‭..‬‮ ‬ووصل‭ ‬الأمر‭ ‬الى‭ ‬المطالبة‭ ‬بسقوط‭ ‬الحكومة‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬مصطفى‭ ‬الفقي‭ ‬القيادي‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭.‬
  • وعلى صعيد خطاب قوى المعارضة، كانت المعارضة دون ادراك ان هناك امكانات تحويل جذري في الأوضاع، لذا كانت مطالب المعارضة تدور حول تعديلات ورفع لحالة الطوارئ وافساح المجال للتعددية السياسية.. الا ان شعارات الانتفاضة تجاوزت ذلك للمطالبة بإسقاط الرئيس وطرد الحزب الحاكم.. وعلى الارض كانت مقرات الحزب الحاكم هدفا للمتظاهرين فأحرقوا بعضها وحاصروا بعضها الآخر.. واستمر تدفق الشارع دونما اي شعار حزبي او اجندة حزبية.. فكل المشهد كان عبارة عن شباب ينطلقون عبر التراب المصري كله وبمجموعات مجموعات تلتقي وتفترق وتلتقي مرة اخرى،‭ ‬والواضح‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬تنسيقا‭ ‬وترتيبا‭ ‬لحركة‭ ‬الشارع‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬المناورة‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬ان‭ ‬توزع‭ ‬قوات‭ ‬الامن‭ ‬الى‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬محور‭ ‬لتنقض‭ ‬مجموعات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬حزب‭ ‬او‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬فتحرقه‭.‬
  • اللافت ان شعارات الانتفاضة وتوسعها حملت الى المشهد نموذجا مختلفا عن نشاط الاحزاب.. وحتى اللحظة تكون الاحتجاجات استطاعت ان ترسم خارطة للاحداث متصاعدة من السويس الى الاسماعيلية الى الاسكندرية الى المعادي وعين شمس والمنصورة.. كل هذا الضغط يعني ان الانتفاضة سارت الى الامام كثيرا، فهل يستطيع النظام التقدم عليها بأطروحات تحتويها او هل تستطيع الاحزاب ان تركب موجتها وتسيسها وتجذرها للاستمرار نحو اسقاط النظام..؟ حتى الآن كل هذه الاسئلة تحتاج إلى مناخ غير منظور امكانية توفره.
  • وماذا‭ ‬لو‭ ‬تجاهل‭ ‬النظام‭ ‬تطور‭ ‬الاحداث‭ ‬وتأخرت‭ ‬قوى‭ ‬المعارضة‭ ‬عن‭ ‬استيعاب‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتدفقة؟‭ ‬حينذاك‭ ‬سنكون‭ ‬امام‭ ‬احدى‭ ‬المشاهد‭ ‬التراجيدية‭ ‬لتسارع‭ ‬الاحداث‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!