-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتهى العبسي وبقيت التساؤلات

الشروق أونلاين
  • 1376
  • 0
انتهى العبسي وبقيت التساؤلات

رشيد ولد بوسيافة

انتهت قصة زعيم تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي الذي ذهب وأخذ معه أسرار التنظيم والأطراف التي أوجدته والخلفيات الحقيقة للمعركة الطاحنة التي شهدها مخيم نهر البارد على مدار ثلاثة أشهر كاملة ولا زالت مستمرة إلى الآن، هذه النهاية التي ميزتها احتفالات شبه رسمية بالنصر غابت مظاهرها خلال الانتصار الأسطوري الذي حققه حزب الله في حربه مع إسرائيل العام الفارط !لماذا تحول الثائر شاكر العبسي من ثائر على الاحتلال الإسرائيلي إلى أداة في أيادي غير معروفة لحد الآن، ولماذا اعتنق النهج المتطرف وحمل السلاح في مكان بعيد عن الحدود مع إسرائيل، وما سر الشجاعة الاستثنائية التي أظهرها الجيش اللبناني في التصدي لـ “كمشة ” فتح الإسلام؟ !
المؤكد أن أيادي أجنبية كان لها الدور الرئيسي في صنع معركة البارد التي ذكرت اللبنانيين والفلسطينيين على السواء بحرب المخيمات، وأن هذا الأيادي كانت تشتغل منذ سنوات فحضرت الأرضية وأدخلت السلاح وجندت الشباب وصاغت إيديولوجية التنظيم وربطته بالقاعدة وحددت أهدافا ظاهرة متناقضة وأخرى خفية، الضحية الأكبر فيها هو أمن اللبنانيين والفلسطينيين.
لقد انتهى شاكر العبسي لكن البذرة التي زرعها باقية، بل إن كل المعطيات تشير إلى أن معركة البارد مقدمة لأحداث أخرى داخل لبنان، لأن معضلة سلاح المخيمات لا زالت قائمة ولا زالت المخيمات الفلسطينية خارج سلطة الحكومة اللبنانية، ولا حل في الأفق لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في ظل التخلي التدريجي عن المطالبة بحق العودة.
معضلات متداخلة سببها الرئيسي الكيان الصهيوني الذي تتمثل مصلحته في الدفع نحو التناحر بين الفلسطينيين واللبنانيين، وله سوابق في ذلك فمخيما صبرا وشاتيلا لا زالا شاهدين على الدور الذي لعبه شارون في تأجيج نار الصراع بين الطرفين، ولا يمكن إغفال الظرف الذي جاءت فيه معركة البارد بعد أشهر من الهزيمة التي تلقتها إسرائيل على يد حزب الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!