الرأي
أمرٌ مذهل: الرئيس جو بايدن يتعهد بمكافحة الجوع في أمريكا!

انهيار الحلم الأمريكي

ح.م

تحققت نبوءة المفكر الأمريكي أدوارد ليتواك في كتابه “الحلم الأمريكي” من انحدار أمريكا إلى مصاف دول العالم الثالث، وعاصفة الجوع تطارد 60 مليون مواطن أمريكي، انقطعت وسائل التواصل معهم، وأزمة بطالة تطارد ملايين آخرين، في مجتمع تكاد الانقسامات تمزِّقه.

تتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تغرق فيها الولايات المتحدة الأمريكية الآن وتنبِّئ بانهيار إمبراطورية امتلكت عوامل انهيارها بمجرد ظهور مشاهد ازدهارها.. نتيجة لسياسات العولمة والاحتكام المفرط إلى حرية السوق وتراجع القيم التربوية والثقافية والتردِّي النوعي في التقنية الإنتاجية التي تشهد التطور السلبي المتراجع إلى أدنى المواقع.

شكلٌ مبهر لمحتوى فارغ، رأسمالية دون رأسمال، هكذا هي الإمبراطورية الأمريكية التي اتسعت فيها الهوة بين الفقراء وأصحاب الثراء الفاحش الذين يشكلون الطبقة الرأسمالية التي لا تمتلك غير موقعها في بورصتي “نيويورك” و”وول ستريت” دون رأسمال.

ألا يجعل هذا الولايات المتحدة بلدا يشبه كثيرا أي بلد من بلدان العالم الثالث؟

لقد أثار الكاتب الأمريكي “ادوارد ليتواك” في كتابه الموسوم “الحلم الأمريكي” سؤاله الشهير: متى تغدو أمريكا بلدا من بلدان العالم الثالث؟

“إدوارد ليتواك” يرى أن الأمر يتعلق بالطريق التي يصف فيها هذه الشروط “التعيسة..”.

التقديرات التي اعتمدها ليتواك كانت تشير إلى أن أمريكا ستصبح بلدا من بلدان العالم الثالث في عام 2020. وهذا أضحى أمرا واقعا إذا ما كشف عن التباطؤ الذي تتم به وتيرة الإصلاحات.

سقطت توقعات بعض المتفائلين بأن ذلك الموعد قد يكون في 2030 أو 2035، ولكن في حال استمرار الاتجاهات الحالية للاقتصاد فإن جميع الأمريكيين، باستثناء قلة قليلة، سوف يجدون أنفسهم على حافة الفقر ولا يجدون ما يفعلونه أكثر من التحسُّر من غير أمل بعد عصر ذهبي من الرخاء الأمريكي.

بالأرقام والإحصاء الذي لا يقبل الخطأ ستتحقق النبوءة، ففي عام 1970 كانت الولايات المتحدة ما تزال البلد الأعلى إنتاجية في العالم مع دخل قومي إجمالي يعادل تريليون دولار.. أي ما يجعل الدخل القومي للفرد الواحد 4950 دولارا لتعداد سكاني يقارب الـ250 مليون نسمة..

ويقول “إدوارد ليتواك” إذا ما أردنا قراءة هذه الأرقام الجارحة نخرج بنتيجة أن إنتاجية الأمريكيين أعلى مرتين من إنتاجية الأوروبيين مجتمعين وتقدّمهم على اليابان تقدما هائلا، ولكن بعد عشر سنوات غدت بدايات التراجع مرئية في الأرقام الإحصائية عام 1980 إذ بلغ الدخل القومي للفرد في  دول أوروبا 9760  دولار و9870 دولار في اليابان.

تقلص تقدّم أمريكا على الأرض بمقدار النصف وفق انحدار إحصائي,

وجريا على نمط هذا التحليل الإحصائي، فإنه عندما أصبح في عام 2020 الأطفال الأمريكيون متوسطو الأعمار في سن النضج، فإن الدول الأوروبية الرئيسية يصبح لها منتجون أكثر بضعفين من أمريكا وستتعمق الهوة بين اليابانيين والأمريكيين بنسبة 1.5 بالمائة، كما يرى الكاتب الأمريكي “إدوارد ليتواك”، أي ستصبح مشابهة للفاصل بين الأمريكيين والبرازيليين عام 1980.

هذه أولى المؤشرات على انضمام الولايات المتحدة الأمريكية إلى منتدى العالم الثالث، مؤشرات تضع الرئيس جو بايدن أمام تحديات أخطر، فهل يقوى على مجابهتها باقتدار عقل أمريكي قادر على تخطي الكوارث؟

مقالات ذات صلة