-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ايديولوجيا الاحتيال

الشروق أونلاين
  • 1360
  • 0
ايديولوجيا الاحتيال

صلاح الدين.ع:boussiafa@ech-chorouk.com

ليست فضيحة الخليفة الاحتيال الوحيد في الجزائر، فالاحتيال تحول مع الوقت إلى ايديولوجيا تعتنقها العديد من الأطراف، بما فيها الأحزاب السياسية خصوصا المجهرية منها التي انتعشت خلال المرحلة المقبلة ودخلت في حركية غير معتادة من أجل الحصول على جزء من الريع الذي يوفره المجلس الشعبي الوطني ومعه الحصانة البرلمانية.الاحتيال والغش موجود على كل المستويات، وهو مستمر بدليل ما تكشفه المحاكمات يوميا، بل إن قيما خاطئة انتشرت في المجتمع مؤداها الإعجاب بمن يحقق مكاسب ويصل إلى مراكز متقدمة في المال والأعمال ولا يهم إن كان ذلك بالعمل النظيف أو بالطرق الملتوية المعروفة.

لقد حوكم المتهمون في قضية الخليفة وصدرت بشأنهم الأحكام القضائية، لكن الخطأ الذي ينبغي لا نقع فيه هو الاعتقاد بأن الاحتيال الذي وقع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي هو من صنع المتهمين الـ 104 وحدهم رغم أن متورطون حتى النخاع فيما حدث.

لقد شارك في الاحتيال الذي كلف الجزائر ملايير الدولارات الجميع ولو بالصمت والتواطؤ بشأن الخروقات التي حدثت، ولا يمكن اعتبار الفضيحة منتهية بمجرد النطق بالأحكام في حق المتهمين، بل ستبقى الفضيحة وصمة عار في جبين كل مسؤول له علاقة مباشر ة أو غير مباشرة بمجمع الخليفة المنهار.

إن المجريات المثيرة لمحاكمة المتهمين في الصندوق الرئيسي لبنك الخليفة ساهمت بشكل كبير في إعطاء انطباع بوجود دولة قانون بعد أن أزالت الفضيحة هذا الانطباع وحولت الجزائر لدى الرأي العام العالمي إلى مرتع للفساد وتبييض الأموال، ولا زال الكثير من العمل أمام العدالة وكل أجهزة الدولة وحتى الصحافة الوطنية لإزالة هذا الانطباع السلبي.

ولعل قرار السلطات البريطانية بتمديد الإفراج المشروط لعبد المؤمن خليفة إلى غاية ماي المقبل إشارة واضحة إلى أن الانطباع السلبي نحو الجزائر ما زال مسيطرا ، ولا لماذا هذا التراخي في تسليم الخليفة رغم كل التهم الموجهة له في الجزائر وكل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بشأن تبادل المطلوبين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!