بائعة شاي سودانية تحصل على جائزة الخارجية الأمريكية
-
-
5536
-
4
الكادحات من أجل القوت؛ صمود يعارك قسوة الحياة، وأمل يتّقد من اِحتراق أعمارهن في ميادين التّعب والشّقاء، يصحّ فيهن قول الشاعر محمود درويش ” هنَّ القويات.. يأس يضيء ولا يحترق ” فمن قصصهن نتعلّم الصبر والكفاح، ونتطلّع إلى غد أفضل.
ةنماذج كثيرة عبر العالم، بينهن من رصدتها أضواء الإعلام، لتنتشلها من عتمة الهامش، وتجعلها عنوانا للصمود والتحدّي. مثل المكافحة السودانية “عوضية محمود كوكو” التي كرّمتها وزارة الخارجية الأميركية بحر الأسبوع المنصرم كواحدة من بين أشجع عشر نساء في العالم.
على أطراف الخرطوم يتواجد منزلها المتواضع المبني من الطين، يحتوي عائلتها المكوّنة من أبنائها وأحفادها من ابنتها الأرملة، ورغم شظف العيش، ظلّ دفء الأسرة يصنع اِبتسامتهم، حيث أمضت الأم عوضية كوكو عقدا مع العمل الشّاق، من أجل توفير لقمة العيش لهم، متعففة عن التسوّل وطلب العطاءات.
وبدأت رحلة كدحها عام 1979 كبائعة متجولة للشاي في أزقّة الخرطوم، حيث كانت تتعرض لملاحقات السلطات المختصة ومصادرة أدوات العمل الخاصة بها، رغم ذلك ظلّت مخلصة لمهنتها، وكانت تنشط مع زميلاتها في مواجهة الظلم الذي يقابل به النساء العاملات بالمهن الهامشية، وتعرضت للسّجن بسبب ذلك لمدة أربع سنوات، لكنها واصلت نضالها حتى نجحت معهن في تأسيس جمعية خاصة ببائعات الأطعمة وهي بمثابة نقابة للدفاع عن حقوقهن، وحماية مصالحهن، وتولّت رئاستها.
وتقرّ عوضية بأن لها دين مع الضّمير، بسبب الخطأ الذي اِرتكبته بحق اِبنتها عندما زوّجتها في سنّ مبكرة. وتشير إلى أنها لم تكن تدرك خطورة الخطوة في ذلك الوقت، مضيفة أن زوج ابنتها توفي، فعادت للمنزل ومعها أطفال صغار، وهو ما جعلها تضاعف العمل من أجل إعالتهم.
ودرجت الخارجية الأميركية على منح هذه الجائزة لتشجيع النساء الناشطات في مجال حقوق المرأة بمختلف أنحاء العالم، واللواتي أظهرن قدرتهن على القيادة، وامتلكن الشجاعة والاستعداد للتضحية من أجل الآخرين.
