-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الشاشة السورية فادي الشامي لمجلة الشروق العربي

باب الحارة يبقى جزءاً من ذاكرة الدراما السورية

طارق معوش
  • 1172
  • 0
باب الحارة يبقى جزءاً من ذاكرة الدراما السورية
تصوير: حكمت. د

لطالما حجز لنفسه مكانة مرموقة بين نجوم الدراما السورية، من خلال حسن أدائه ودقة اختياره، وامتلاكه عيناً ثاقبة تجعله يخترق النص المكتوب على الورق ليصل إلى العمق والجوهر، ذاهباً إلى ما وراء الشخصية، فيضيف إلى أي عمل يشارك فيه، ويظل أميناً على ذوق المشاهد متبنّياً قضية وصاحب مشروع وليس ممثلاً يؤدي دوره فقط.

جسّد الكثير من الأعمال وبرع في اللونين الاجتماعي والبيئي، والبداية كانت مع الممثل بسام كوسا بمسلسل الخوالي وعمره لا يتجاوز 8 سنوات، بعدها توالت الأعمال بين البيئة الشامية والعصرية والانطلاقة بليالي الصالحية، بعدها مسلسل صلاح الدين، صقر قريش، طوق الياسمين، بقعة ضوء، أولاد القيمرية، أهل الراية وباب الحارة بأغلب أجزائه… فادي الشامي يفكر ويطمح، يكتب ويجسّد… التقته “الشروق العربي” في حوار صريح، تحدّث فيه عن محطات في مشواره الفني والشخصي وما ينتظره من آمال وطموحات.

الشروق: كنت من أوائل مشجعي المخرج الراحل بسام الملا، هل هو من باب الوفاء، وما تأثير الراحل في مسيرتك؟

– بالنسبة إلي ومن بداية الحلم بهذه المهنة، فإن شخصية المخرج بسام الملا وكلماته كانت حاضرة معي، بدءاً من مسلسل «الخوالي» في عام 2000. فأنا والأستاذ بسام لنا علاقة طويلة امتدت على أكثر من عشرين عاماً، ومن ضمنها تجربة مسلسل «باب الحارة» الذي حفر في ذاكرة المشاهد، إضافة إلى أهمية التجربة الأولى في مسلسل «الخوالي»، التي علقت بذاكرة المشاهدين، وقدمتني بطريقة مختلفة. وبرأيي، كان هذا المسلسل هو المؤسس لسلسلة أعمال الدراما الشامية اللاحقة التي شاركت فيها، وبالتأكيد، بسام الملا رحمه الله حاضرٌ في ذاكرة فادي الشامي ووجدانه.

الشروق: هل تعتقد أن شخصية «سمعو» كانت سبباً في شهرتك عربياً؟

– حالة مسلسل «باب الحارة» التي استمرت لفترة طويلة وإصراري على المشاركة في الأجزاء الكل، وهذا الزمن الطويل والنجاح الكبير الذي حققه في الوطن العربي، وحتى لدى الجاليات العربية في العالم، كل ذلك ساهم في تكريس فادي الشامي وتقديمه بطريقة مختلفة، وبكل تأكيد شخصية «سمعو» تطورت على مدى الأجزاء المختلفة. ويمكنني القول إنه نشأت علاقة بين شخصية سمعو وبين الجمهور، وهذا العمل على الرغم من عديد الإشكاليات التي مر بها، فإنه يبقى جزءاً من ذاكرة الدراما السورية. وبكل تأكيد له دور في تكريس فادي الشامي بوصفه ممثلًا في دراما البيئة الشامية.

الشروق: تعرض «باب الحارة» إلى انتقادات عدیدة، بعضھا حاد، ما رأیك بھا؟

– أنظر إلى الانتقاد بشكل إیجابي. أي عمل فني إن لم یشكل آراء متعددة وإشكالیة، لا أراه عملاً ناجحاً، ونجاح باب الحارة یعود إلى ذلك بنظري، فھو قصة حكایة شعبیة، لا یمكنك تحمیلھا صبغة تاریخیة، لكنه طرح شخصیات مختلفة في الأجزاء الأخیرة.

لم تستطع الدراما العربية المشتركة أن تحصل على جنسية

الشروق: حاليا يصور موسم جديد من مسلسل باب الحارة في رأيك، «باب الحارة» لا ينجح إلا إذا حمل توقيع الراحل بسام الملاّ، فما خصوصية العمل البيئي عنده؟

– باب الحارة اتّسم بطابع بسام الملاّ رحمة الله عليه، وحتى اليوم الجميع يتمنى الوصول إلى عتبته… عتبة النجاح والتأثير في المُشاهد التي امتلكها بحسّه الحقيقي من خلال تجربته الإخراجية وعمله كمساعد مخرج مع العباقرة الكبار في التلفزيون السوري، بدءاً من “أيام شامية” إلى “ليالي الصالحية” و”الخوالي”، وصولاً إلى “باب الحارة”، وقد ترك بصمة حقيقية من الصعب أن تكون لغيره، حتى الجمهور لن يقبلها والتجربة الأخيرة أثبتت ذلك.

الشروق: هل كنت تفضل أن يقف العمل عند جزء معين؟

– باب الحارة هو مسلسل اجتماعي يروي قصصاً وحكايات جميلة ويحمل قيماً أخلاقية نكاد نفتقدها في مجتمعنا، ولذلك فهو لا يمكن أن يقف عند جزء معين.

الشروق: ما رأيك بالمستوى الذي وصلت إليه الدراما اللبنانية بما انها العامل المشترك بالدراما السورية، وكيف تقيّمها؟

– هناك قامات درامية لبنانية لا بد من الاعتراف بها إن كان في المسرح أو التلفزيون وحتى السينما مثل جورج خباز، ولكن أمام هذه الدراما تحديات كبيرة كي تستحق جنسيتها.

أولها أن تكون ملاصقة لواقعها وحياتها وتراثها، لأن لبنان بلد غني جداً بالثقافة والتراث والمعرفة، والتعبير عنه هو مسؤولية الثقافة في لبنان، وما أكثر المثقفين فيه، وما أندر المنتج الثقافي الذي يعبّر عن الحالة اللبنانية إلا في البيان السياسي.

الشروق: المسؤولية تقع على مَنْ برأيك؟

– هي مسؤولية الفنان في الدرجة الأولى، وخاصة أننا شاهدنا تجارب مسرحية رائعة وعبقرية لزياد الرحباني حاكت الواقع بأسلوب جريء.

أما الآن فالممثل اللبناني يكرر نفسه مثله مثل السوري لدينا مضطرا في حكايات مفترضة لقصص حب تتراجع فيها إمكانياته شيئاً فشيئاً، وتبقى محصورة باعتمادها على التناول الخارجي للشخصية. كما أثبتت التجارب أن الجمال يذهب مع الزمن ويبقى الفن، وعلى ذكر الجمال أقول للنجمة الجميلة لا تفرحي كثيراً لأن الجمال وحده لا يكفي.

الشروق: ماذا قدّمت الأعمال العربية المشتركة للدراما السورية التي أبرزت الشكل والديكور والجمال على حساب الأداء؟

– لم تستطع الدراما العربية المشتركة أن تحصل على جنسية. وأجد صعوبة في اكتشاف جنسية الشخصيات لأي حكاية تنتمي إلى هذه الدراما، فلا السوري استطاع أن يكون سورياً، ولا اللبناني بقي لبنانياً، ولا المصري عبّر عن مصريته… هناك الكثير من الحكايات التي يمكن أن نراها في “قصر العدل” في كل من بيروت ودمشق والقاهرة، فيها سوريون ولبنانيون ومصريون، لماذا لا نُظهر هذه الحكايات على الشاشة؟! ما نراه الآن هو فبركة للأحداث واستعراض للشخصيات يكون فيه التعب والجهد للفبركة مع الأسف.

السينما موجودة ولها أصحابها ولكن ليس لنا علاقة بهم

الشروق: هل تجد أن الدراما اللبنانیة استفادت من الوجود الدرامي السوري في لبنان؟

– لا یمكن الحدیث دائماً من جھة الفائدة في الموضوع، أنا أجدھا حالة فنیّة، فكلما كان المستوى مرتفعاً من ناحیة الحالة الدرامیة والفنیة، یكون الأمر أفضل، فكیف إذا جمعت جنسیات عدة وخبرات مختلفة؟ أظن أن الدراما اللبنانیة والسوریة استفادتا من العمل المشترك، وما حصل ھو حالة فنیة طبیعیة، لكن لكل دراما أساسھا وخصوصیتھا، وفي ھذا الإطار أرى أن أسس الدراما اللبنانیة متینة.

الشروق: أين فادي الشامي من السينما السورية؟

– مبتسماً، أين السينما السورية مني؟ السينما موجودة ولها أصحابها ولكن ليس لنا علاقة بهم.

الشروق: الفنان السوري هو الأقل أجراً ويبدو أنه الأكثر حضوراً وفي الصدارة، ما رأيك؟

– هذه معادلة استثنائية تؤكد مظلومية الفنان السوري، فرغم أنه الأقل تكلفة إلا أنه الأكثر رواجاً، وهذا سؤال برسم النقابة ووزارة الثقافة وكل من يرفعون راية رعاية الفن والفنان في سورية.

الشروق: ماذا عن أسرارك الشخصية التي لا يعلمها جمهورك؟ – فادي الشامي من مواليد مدينة دمشق عام 1987، وسط عائلة فنية وتربى عند جده الفنان الراحل يوسف

شويري وجدته الفنانة السورية أنطوانيت نجيب ، متزوج “دانا الخوري” من خارج الوسط الفني عام 2016، وله منها ابن واحد يحمل اسم “أنطوني”.

الشروق: هل أنت شخص هادئ الطباع أم تغلب العصبية عليك؟

– لا أستطيع أن أحدد ذلك، فأحياناً أكون هادئاً، وأحياناً أخرى أصبح عصبياً، وإذا لاحظت شيئاً يضر بمصلحة العمل، تظهر العصبية على ملامح وجهي، لأنني أحرص على الدقة في أعمالي.

جدتي الفنانة السورية أنطوانيت نجيب هي سر نجاحي وكفاحي لا عرفان فيه لأحد.. لأنني حققت النجاح بجهودي الخاصة.

الشروق: ماذا عن شخصيتك في المنزل؟ هل أنت أب حازم؟

– على الإطلاق، لست حازماً ولا قاسياً على ولديّ، لكنني أهتم بأن أكون صديقاً له قبل أن أكون أباً.

الشروق: كيف تتواصل مع معجبيك؟

– أتواصل دائماً مع المعجبين والمعجبات، وأحياناً يطلبون مني مقطعاً صوتياً على مواقع التواصل الاجتماعي وأستجيب لرغباتهم، وهناك الكثير من المعجبين الذين أتواصل معهم وأخصص لهم يوماً ليلتقوا بي فنتحدث معاً ونأخذ الصور التذكارية، حتى وإن كنت لا أعرفهم، لأنني أحب أن أكون متواضعاً في علاقتي مع الآخرين.

الشروق: من تعتبره سر نجاحك؟

– جدتي الفنانة السورية أنطوانيت نجيب بالتأكيد هي سر نجاحي، وكنت أصغر فرد في العائلة، وكانت تهتم بي كثيراً، وتدللني. أما عن كفاحي، فلا عرفان لأحد بحياتي، لأنني حققت النجاح بجهودي الخاصة.

الشروق: ما هي الأسس التي تتبعها في موافقتك أو رفضك للنصوص المقدّمة لك؟

– الانطباع الأول الذي يتركه النص في نفسي هو الذي يتحكم بموافقتي على عمل فني ما أو رفضي له. أسأل ذاتي: هل رأيت نفسي في الدور؟ هل تفاعلت مع الشخصية؟ هل بدأت أرسمها في مخيلتي؟ والعامل الثاني هو المخرج الذي أعتبره الشريك الأول والنحّات الذي ينحت الشخصيات، لا سيما أن هناك شخصيات جميلة على الورق، لكن لا تصل إلى نتيجة بسبب انعدام الكيمياء مع المخرج، لذا فالتجانس مع المخرج أمر ضروري بالنسبة إليّ.

10 معلومات عن فادي الشامي الشهير بشخصية “سمعو” بباب الحارة

1- اكتشف المخرج السوري بسام الملا موهبته بعد أن قدم له فرصة فنية منذ نعومة أظافره.

2- قدم الفنان السوري أدوار عديدة في طفولته وبرع فيها من خلال مسلسل الخوالي عام 2000، وسط اندهاش عائلته من المخرج الذي أسند له ذلك الدور.

بالإضافة إلى مشاركته في المسلسل الكوميدي “ألو جميل ألو هناء” بشخصية سليم الشهيرة.

3- قرر الشامي الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية واجتاز العديد من الامتحانات، لكنه انسحب بعد ذلك دون معرفة الأسباب.

واستكمل بعد ذلك دراسته في جامعة دمشق كلية الصحافة والإعلام، منطلقاً في مسيرته الفنية.

4- حضور الفنان السوري فادي الشامي في أعمال البيئة الشامية كان لافتاً فشارك في ليالي الصالحية. ومن ثم شارك بشخصية سمعو في باب الحارة التي حققت له انتشاراً واسعاً.

5- قدم العديد من الأعمال في عالم الدوبلاج، واستطاع أن يحجز مكانه بين الفنانين البارزين في هذا المجال.

6- دخل الفنان فادي الشامي في الأعمال العربية المشتركة، وكان له حضوراً لافتاً في مسلسل الحرملك الذي اشترك فيه عدد من الفنانين العرب.

7- نفى الفنان السوري دخوله الوسط الفني عن طريقة الواسطة، وقال بأنه خضع لتجارب عدة قبل أن يختاره المخرج بسام الملا لشخصية رضا في مسلسل الخوالي.

8- أثنى الشامي على معاملة الفنان السوري بسام كوسا في العمل وقال بأنه كان يقوم بإطعامه بيده، بالإضافة إلى توجيهه خلال تصوير مشاهده.

9- يعتبر الفنان السوري نفسه مظلوم فنياً وأنه لم يحصل على الدور الذي يخرجه من القالب الطفولي الذي عرفه الجمهور من خلاله.

10- حلمه زيارة الجزائر ومتابع جيد للمنتخب الوطني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!