-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خلال ملتقى وطني أقيم بكلية الأدب بجامعة الشلف

باحثون يدعون إلى الاهتمام بالأبعاد الفنية والدراميّة لفضاء المدينة

صالح سعودي
  • 171
  • 0
باحثون يدعون إلى الاهتمام بالأبعاد الفنية والدراميّة لفضاء المدينة

دعا باحثون، خلال الملتقى الوطني الموسوم بـ “الأبعاد الفنية والدراميّة لفضاء المدينة في الخطاب الروائي المعاصر”، من تنظيم مخبر تعليميّة اللغات وتحليل الخطاب بالتنسيق مع قسم اللغة والأدب العربي بجامعة حسيبة بن بوعلي، إلى ضرورة الاهتمام بمختلف الجوانب والأبعاد التي تخص فضاء المدينة في السرد الإبداعي، خاصة أن الرواية تعد أكثر الفنون اهتماما بهذا الفضاء، إذ تحول إلى بؤرة السرد في أعمال روائية كثيرة وشهيرة.
حاول المشاركون في الملتقى الوطني حول الأبعاد الفنية والدرامية لفضاء المدينة في الخطاب الروائي المعاصر، الذي أقيم بجامعة الشلف، إلى مناقشة إشكالية محورية تتمثل في المقصود بفضاء المدينة وإلى أي مدى تمظهرت المدينة كتيمة للإبداع الروائي، وكيف تمثلت الأبعاد الفنية والدرامية لفضاء المدينة في الرواية العربية المعاصرة؟
وأكدت رئيسة الملتقى، الدكتورة سامية غشير، أن فضاء المدينة بمكانة بالغة الأهمية في الخطاب الأدبي الروائي، مضيفة أن الرواية كانت أكثر الفنون اهتماما بهذا الفضاء، إذ تحول إلى بؤرة السرد في أعمال روائية كثيرة وشهيرة، بدليل أن الكتاب تفاعلوا معه وصوروا مظاهره وتحولاته وتجلياته، كما تباينت الرؤى واختلفت من مقدس مبجل لهذا الفضاء إلى مدين ورافض له، كما أن الملاحظ في أغلب الروايات، النظرة المشتركة إلى المدينة التي مثلت للكاتب مصدر بؤس ومأساة وعنف وتفسخ وانحراف، بل ذهب بعض الروائيين إلى رفض هذا الفضاء رفضا مطلقا.
وعلى هذا الأساس، فقد تم التطرق إلى عدة محاور في هذا الملتقى، بغية التعرف على مفهوم المدينة وأهميتها كتيمة أساسية في الإبداع الروائي ومعرفة الأبعاد الفنية والجمالية لفضاء المدينة وفهم كيفية تعاطي الكتاب والنقاد العرب مع فضاء المدينة، من ذلك حضور فضاء المدينة في الدراسات الأدبية والنقدية المعاصرة ومحور تيمة المدينة في الإبداع الروائي العربي المعاصر، إضافة إلى التمثلات الثقافية لفضاء المدينة في الإبداع الروائي المعاصر والبعد المأساوي والسينمائي لفضاء المدينة في الإبداع الروائي المعاصر.
وقد خرج ملتقى “الأبعاد الفنية والدراميّة لفضاء المدينة في الخطاب الروائي المعاصر”، إلى جملة من التوصيات تلتها رئيسة الملتقى الدكتورة سامية غشير، منها نشر أعمال الملتقى في مجلة موازين التّابعة لكليّة الآداب والفنون، وطبع أهمّ المداخلات في كتاب جماعي، كي يظلّ مرجعيّة مهمّة للباحثين في السّرد، خاصّة السّرد المديني، ووضعه على رابط خاص ليطّلع عليه الطّلبة، إضافة إلى فتح مشاريع دكتوراه وماستر حول الموضوع، والاهتمام بأدب المدينة عبر إنجاز بحوث أكاديميّة كثيرة، ومؤلّفات عديدة، وانفتاح الملتقى على الفنون البصريّة الأخرى (السّينما والمسرح والفنون التّشكيليّة) في الدّورات المقبلة، وكذلك وضع معجم حول المدينة، مع دراسة المدينة كفضاء للعوالم والمتغيّرات الثّقافيّة، وأثر الغرب والمرجعيات الغربيّة حول المدينة والسّرد. وتحويل المؤتمر لموضوع سنويّ يعالج أهمّ التيمات الفنيّة والجماليّة التي تعكس العمران، والتّاريخ المدني في الرّواية. إضافة إلى الدعوة للعناية بالمدينة الجزائريّة، وبُعدها الثّقافي والحضاريّ في الرّواية الجزائريّة المعاصرة، والعمل على إنجاز مخابر ووحدات بحث تهتمّ بتعميق البحث في علاقة المدينة بالبحث، وتخصيص المزيد من الملتقيات حول السّرد المديني، مع انتقال موضوع الملتقى على جنس الشّعر، خاصّة الشّعر الجزائريّ.
ومعلوم أن الملتقى قد عرف تكريم عدة وجوه أكاديمية وإبداعية، وفي مقدمتهم ضيف شرف الملتقى البروفيسور والأديب الجزائري عبد القادر عميش، وكذلك ضيف شرف آخر يتمثل في الأديب العراقي القدير “علي حسين زينل” الذي كانت له مداخلة عن بعد، ويأتي ذلك في إطار تكريس ثقافة التكريم ونشر جو من المحبة والاعتراف لكل من قدم الكثير معرفيا وإبداعيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!