بالفيديو.. منع سفير الأردن من دخول الأقصى يثير الغضب عبر الشبكات

أثار فيديو منع سفير الأردن في تل أبيب من الدخول إلى المسجد الأقصى غضب رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وحالة من الجدل.

ويظهر في الفيديو المتداول، اعتراض شرطي إسرائيلي لطريق سفير الأردن إلى المسجد الأقصى، ما أثار دهشة نشطاء.

https://twitter.com/GazaNownews/status/1615629688394907650

يذكر أن هذه الحادثة تعد الأولى من نوعها، إذ جرت العادة على دخول المسؤولين الأردنيين دون الحاجة إلى تصاريح.

وذلك لأن الأقصى يقع تحت إدارة وزارة الأوقاف الأردنية.

في ذات السياق اعتبر الكثيرون، أن هذه محاولة إسرائيلية لزيادة السيطرة على المسجد الأقصى ومحيطه، حسب سي إن إن.

ماذا حدث بعد منع سفير الأردن من دخول الأقصى؟

استدعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية سفير إسرائيل لدى عمان، إيتان سوركيس، إلى مقرها يوم الثلاثاء.

وذلك، إثر قيام فرد من الشرطة الإسرائيلية باعتراض طريق السفير الأردني في تل أبيب، غسان المجالي، لدى دخوله المسجد الأقصى.

وهو ما اعتبرته عمان “محاولة لتغيير الوضع القائم، والمساس بمكانتها كراع للمقدسات في القدس”.

وأصدرت الوزارة بيانا أكدت فيه أنه “تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته”.

وأضاف أن الرسالة “أكدت إدانة الحكومة الأردنية لكافة الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤون الأقصى”.

كما تم التذكير بأن “إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون المسجد الأقصى وتنظيم الدخول إليه”.

بيان شرطة الإحتلال

وتحدثت الشرطة الإسرائيلية عن “معلومات مضلّلة”.

وقالت في بيان لها إن “مدير إدارة أوقاف القدس وصل برفقة السفير الأردني لدى إسرائيل إلى جبل الهيكل دون التنسيق مع الشرطة”.

وأضافت أن “شرطيا رآهما دون معرفته بالزيارة أو بأهمية الشخصيتين ونبّه رئيسه وانتظر التعليمات، مبقيا الشخصين قيد الانتظار”.

وجبل الهيكل هي التسمية الإسرائيلية لمنطقة المسجد الأقصى وفق التسمية العربية.

وأوضحت الشرطة الإسرائيلية أنه “لم يتم منع السفير من إجراء الزيارة، لكنه هو من قرر المغادرة بمبادرة شخصية منه ولو كان انتظر قليلا لكان دخل الموقع”.

وبعد ساعات قليلة على الاعتراض عاد المجالي مجدداً إلى المسجد الأقصى وتجول في ساحاته.

وذلك، في إشارة إلى التمسك بالوصاية الأردنية عليه، ورفض الإجراءات الإسرائيلية.

وتزامنت هذه الحادثة مع قمة فلسطينية أردنية مصرية في القاهرة شددت على “ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس بما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن دائرة أوقاف القدس هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة شؤونه”.

ضجة عبر الشبكات

واشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي احتجاجا على منع السفير الأردني من دخول الأقصى.

ونشر عدد من النشطاء والمراكز الحقوقية مقاطع فيديو لتجول السفير الأردني غسان المجالي بعد استدعاء وزارة الخارجية للسفير الإسرائيلي.

في حين انتقد آخرون ما فعلته السلطات الإسرائيلية، مثل علي العتيبي الذي قال إن “السلطات الإسرائيلية تخرق بنود اتفاقات السلام”.

كما شدد مغردون على أن “القدس عاصمة فلسطين وأن الأردن هو الوصي الدستوري على المسجد الأقصى”.

ونظر مغردون آخرون للأمر من منظور الكرامة الوطنية. فقال عصام سكرية إن “كرامة السفير من كرامة كل أردني”.

انتقادات للسلطات الأردنية

وفي المقابل، اتهم نشطاء السلطات الأردنية بالتقاعس عن أداء مهامها، ورأى بعض المغردين أن “الوصاية الهاشمية بمثابة وصاية شكلية على الأقصى”.

ورأى بعضهم أن “الأردن هو أكبر المستفيدين من وجود القوات الإسرائيلية في القدس”.

كما رأى بعض المدافعين عن القضية الفلسطينية أن استدعاء الأردن للسفير الإسرائيلي إجراء غير كاف “ولا يقارن بمقاومة الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي”.

الوصاية الأردنية على الأقصى

يتولى الأردن منذ عشرينيات القرن الماضي إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى عبر وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.

ترسم وزارة الأوقاف السياسة العامة للشؤون الإسلامية في المملكة.

كما تختص بالعناية بالأوقاف الإسلامية في المملكة والقدس ورعاية المسجد الأقصى والإشراف على المساجد ومنح التراخيص اللازمة للجمعيات والمؤسسات الإسلامية.

وتعترف إسرائيل، التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدّسات الإسلامية في المدينة، وتديرها عن طريق دائرة الأوقاف الإسلامية.