-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بايدن اعترف.. وهم صامتون

بايدن اعترف.. وهم صامتون

في السابع من أكتوبر السعيد، مباشرة بعد نجاح بركان الأقصى في رمي كبرياء الصهاينة وتمثال جيشهم الذي لا يُقهر، في مزبلة التاريخ، كانت أولى رسائل التعازي والمواساة التي وصلت تل أبيب، من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وملك المغرب، أعربا فيها عن مشاعر الألم مع عبارات التنديد بما سمّوه “العملية الإرهابية الجبانة” على حدّ تعبيرهما.

لم تلتفت قيادة الكيان إلى رسائل الحب التي وصلتها من أمير دولة هي في الحقيقة عربية ومتحدة، ولا من ملك مازال إلى حد الآن رئيسا للجنة القدس الشريف، وجمعوا قواهم بدعم من وليّة نعمتهم إنجلترا، ومربيتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وباشروا أقوى عملية إبادة لأبناء العرب وحماة القدس في التاريخ الإنساني، حتى أن الصهاينة صاروا يقتلون الماء والهواء والحجر، وما عهدنا في حروب الدنيا أن يُقتل غير الأحياء.

ومع مرور الأيام النارية والليالي الحالكات، بدأ العالم في مختلف القارات يعاود مشاهدة ما يحدث، فقطعت بوليفيا، التي لا تجمعها بفلسطين أي علاقة دين أو مصير أو لغة أو عرق أو جغرافيا وتاريخ، علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ووقفت دول أوروبية صفا إلى جانب الحق في إيرلندا والنرويج وإسبانيا وبلجيكا ومالطا، وبدأنا نسمع لوما شديدا من كندا وأستراليا وزيلندا الجديدة، وهم أكبر حلفاء إسرائيل، وظهرت تحقيقاتٌ في فرنسا وروبورتاجات في إنجلترا، كلها تزجر أعمال إسرائيل، إلى أن فجَّرها بايدن المعتنق الأول للصهيونية، عندما شخّص الوضع بفقدان الصهاينة لدعم بلدان العالم، وشخّص الأسباب أكثر، عندما حصرها في القصف العشوائي الذي قتل الأبرياء من أبناء فلسطين.

كل البلدان العربية بما فيها التي ورّطت نفسها في التطبيع تحدثت بين صوت عال وخافت، بين تنديد شديد اللهجة ولوم عاصف، ولكن الإمارات التي هي في الأصل عربية، والمملكة المغربية التي “تتشرف” برئاسة لجنة القدس، ظلتا صامتتين غير قادرتين حتى على استنساخ ما قالته أستراليا أو الولايات المتحدة الأمريكية، وتكراره حرفيا ولو من خلف ستار.

لو قُدّر لبن غوريون أو غولدا مايير، أن يعيشا زمننا، ما صدَّقا بأن الوهم الذي تقيآه ذات زمن نكبةٍ ونكسة، سيسير في فلكه أمراء وملوك، ولو قُدّر لصلاح الدين الأيوبي أن يعيش، لأتْبع مقولته الشهيرة بالفعل الحاسم، عندما قال: “والله إني لأستحي من الله أن أبتسم وإخواني هناك يُعذَّبون ويُقتلون”.

نشعر بالأسى ونحن نعلم بأنّ قائدين عربيين في بلاد عربية، يلتقيان فيتبادلان البسمات ويتحدثان عن الفتن وعن إيذاء الآخرين، بل ويتحدّثان عن كل شيء، إلا عن مواجع فلسطين.

لم يبق في العالم من لم يُدن إرهاب نتنياهو غير نتنياهو نفسه، ونكاد نجزم، لو ثار نتنياهو على نفسه، وثار عليه الشيطانُ أيضا، ما تحرَّكت شعرة من رئيس دولة في رتبة شيخ وأمير، يفكر في جسر يربطه بتل أبيب، وملك منح شؤون إدارة عرشه للصهاينة منذ زمن طويل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!