-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بايدن يغلق أبواب لوزان

بايدن يغلق أبواب لوزان
ح.م

باب الحوار الأمريكي – الإيراني بات مفتوحا، بدأ فعلا في حوار هادئ غير معلن، قد يقف على أبواب التفاهم لو توخى المتحاوران مبدأ الواقعية ووضعا أمن الشرق الأوسط واستقرار شعوب دوله وسيادتها أولوية غير قابلة للمساومة تحت أي ظرف كان.

دول الشرق الأوسط معنية بالحوار الأمريكي – الإيراني، وما يسفر عنه من نتائج، طالما تعلق الأمر بأمنها القومي ومستقبل وجودها، وعلى المتحاورين أن يقبلا بهذا المبدأ المتكامل، ويشركانها كطرف يؤثر ويتأثر بمجريات حوارهما في محيطه الجغرافي.

تتجه دولٌ عربية إلى أخذ موقعها في هذا الحوار فهي المستهدَف الأول في الإستراتيجية الإيرانية التي في بعض عواصمها ومدنها قواعد نفوذ كبرى، وتهدد عواصمها ومدنها الأخرى.

الحوار الأمريكي – الإيراني انطلق خلف أبواب مغلقة، وأنباؤه تتوارد في نطاق ضيق، والدول العربية تترقب وصوله إلى مرحلة انعقاده العلني، بحضور أوروبي واسع، وما سيسفر عنه في جولته السرية.

اتفاق لوزان النووي عام 2015، كان نتاج مفاوضات أمريكية – إيرانية سرية، استمرت أكثر من عام، تأثرت الدول العربية بنتائجها سلبا، وبدت وكأنها كانت ورقة مساومة بين الطرفين.

لا شيء يمنع من حضور عربي في أي حوار أمريكي أوروبي روسي صيني مع إيران، بل حضورها يعدُّ شرطا لضمان اتفاق شامل يضمن أمن منطقة الشرق الأوسط على نطاق عام، والأمن القومي العربي على نطاق خاص.

يحمل المفاوض العربي الأوراق الأهم في هذا الحوار الذي يرسم الأبعاد الأمنية والسياسية في الشروق الأوسط  المتوخاة في أمن عالمي أوسع، فهو المتضرر من التدخل الإيراني المباشر في شؤون أربع دول عربية فقدت سيادتها الكاملة عبر بناء وجوده العسكري والسياسي فيها، وتهديده لأمن دول الخليج العربي والسيطرة على منافذه البحرية، فضلا عن ورقة الإخلال بالتوازن العسكري الإقليمي.

إدارة البيت الأبيض أدركت أهمية إشراك الطرف العربي في أي اتفاق جديد مع إيران، وفرنسا بلسان الرئيس مانويل ماكرون، أكدت أن خطأ اتفاقية لوزان لن يتكرر بإبعاد المملكة العربية السعودية.

وطهران التي دعت إلى حوار خليجي – إيراني، لإبرام اتفاق أمني سياسي لم تثق دول الخليج العربي بجديته، ترفض بأي شكل من الأشكال إشراك أي ممثل عربي في أي حوار مرتقب بين طهران ودول العالم المعنية حول برنامجها النووي وصواريخها الباليستية، خشية فرض شروط عربية تفكك بدعم القوى الكبرى أوزار مناطق نفوذها المسلح، ويمنع تدخلها في الشأن العربي.

تدرك إيران أن اتفاق لوزان النووي، الذي طواه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لن يعيد فتحه الرئيس جو بايدن، وموقف دول الاتحاد الأوروبي لا يتعارض مع الموقف الأمريكي الجديد، ولا تقوى الصين وروسيا إلى إعادته كما كان وفق رغبة طهران.

مفاوضاتٌ جديدة، بحضور عربي، فتحت أبوابها أمام إيران، بملفات أوسع كمّا ونوعا، تعلن عن ولادة اتفاق ملزِم جديد، ترفض الخوض فيها بشروط أمريكية غير قابلة للتراجع، تجرِّدها من مقومات قوتها، حتى لو كان الثمن فك طوق الحصار الاقتصادي المضروب حولها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • محمد

    الى صاحب تعليق 5#، الرد على تساؤلاتك بسيط اذا كنت باحث عن الحقيقة:
    1- الف باء السياسة تقول بترابط كل قضايا المنطقة من نووي إيران الى فلسطين مرورا بالعراق سوريا ووو... وانت توافقني الموضوع وخاصة انك تكلمت في آخر تعليقك على مواضيع أخرى :)
    2- يبدو لي من يقوم بعمل عسكري واضح ومعلن في اليمن، ومن سمح للطائرات والقوات الأمريكية لتدمير العراق، ومن ارسل الجهاديين إلى سوريا بشكل معلم هي السعودية وحلفاءها.
    3- الصراخ الموت لامريكا ولاسرائيل هي تغيير للمنكر باللسان وبالتالي فهي سنة مؤكدة. وليتك كتبتها فقط
    4- تحرير الأقصى يمر باليمن والعراق سوريا ولبنان، نعم بل أنا أضيف لك وبالمغرب ووو... والأيام بيننا

  • محمد

    كما يبدو السعار اصاب المؤيدين لحكم ملالي قم الموضوع يتكلم عن ايران و ليس عن فلسطين التي تتخذها ايران عمله تتاجر بها السؤال لهؤلاء منذ اربعين سنه و الشيعه يصرخون ( الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل ) السؤال كم متر حرروا من فلسطين ؟ هم كحال الانظمه العربيه تماما حين علقوا كل اخطاءهم على تحرير فلسطين حتى التطبيع مع اسرائيل هو لتحرير فلسطين و هكذا ايران احتلت اليمن لتحرير فلسطين !! و قبلها دمرت العراق و سوريا و لبنان لتحرير فلسطين هل اصبح العراق مثلا يشكل تهديدا لاسرائيل بعد يسيطره شيعه ايران عليه ؟ ايران مع بايدن مقبله على ايام سوداء تذكروها و الايام بيننا

  • Salim

    اين هي القضية الجوهرية من كل ما قلت

  • redha

    السؤال الصحيح : كيف تثق الشعوب العربية في دول الخليج التي باعت فلسطين؟ كفى استغباءا يا هذا. بل بعض الدول الظالمة كفرنسا تلح على مشاركة دول الخليج في هذه الاتفاقيات لأجل الكيان الصهيوني ولأجل استكمال التطبيع وبيع القضية الفلسطينية بالكامل.

  • reda

    1- وكأن كاتب المقال حضر جلسات الحوار الأمريكي الإيراني. يا هذا قليلا من المصداقية واحترام عقل الجزائري.
    2- أيضا عندما تقول أن إيران إحتلت كثير من الدول العربية !!! ولا تتكلم عن الاحتلال الأمريكي الواضح والصريح لكثير من الدول العربية، وكأنك راض به ؟!
    3- تفرح كثيرا لبعض الأخبار القبيحة حول السعودية، وكأنك تكتب في جريدة سعودية؟؟؟!!!!

  • دونا النقريني البربري

    علي العالم محاسبة دولة الكيان الصهيوني لانها تملك رؤوسا نووية وليس قنبلة نووية فقط -دولة الاحتلال تملك 125 راسا نوويا سنة 1985م حسبب العالم النووي اليهودي مردخاي عنونو مخباة تحت صحراء النقب بفلسطين فكم تملك اليوم يا تري - قبل ان تحاسب ايران
    ايران تحاول تطوير الابحاث في المجال النووي لاستخدامه في الاغراض السلمية كالطب والطاقة الكهربائية وغيرها من مجالات الحياة وليس تطوير سلاحا نوويا كما تدعي دولة بني صهيون المغتصبين لارضنا العربية فلسطين