-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بايدن يفتح أبواب مأرب

بايدن يفتح أبواب مأرب
ح.م

فتح الرئيس جو بايدن شهية ميليشيا الحوثي للتوجه نحو شمال شرقي مدينة صنعاء من ثلاث جبهات، وجعل مدينة مأرب التاريخية قاب قوسين أو أدنى من السقوط في المشروع الإقليمي الطائفي التوسعي، في ظل أزمة تجر أكثر من 16 مليون شخص إلى مستوى أسوأ من الجوع، يتجهون مباشرة نحو أكبر مجاعة سيسجلها التاريخ.

تعد مدينة مأرب أهم مركز حضور عسكري وسياسي واقتصادي للحكومة اليمنية، فقدانها في هجوم عسكري حوثي سيقوض أركانها في المنطقة الشمالية المقابلة للعاصمة صنعاء.

نزوح بأفواج بشرية، هربا من مخاطر الهجوم على مأرب، وصفته المنظمات الدولية بـ”أسوأ نزوح جماعي منذ بداية حرب اليمن مع اشتداد هجوم الحوثيين على المحافظة، مما أدى إلى محاصرة أكثر من مليوني شخص”.

خطط عسكرية ينفذها الحوثيون بدعم إيراني مباشر، انطلاقا من صنعاء، تقابلها دعوات دبلوماسية تجمع الموقف الأمريكي والأوروبي، لإقرار مبدأ السلام حلا لأكبر أزمة في شبه الجزيرة العربية.

دعوات دبلوماسية لم يأخذ بها الحوثيون بنظر الاعتبار، في ظل ما يرونه قوة عسكرية متفوقة يتحكمون بها في مواجهة الحكومة الشرعية، التي تواجه قتالا عنيفا يقترب من مدينة مأرب، يهدد بتفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويجعل دعوات السلام المزمعة بين الأطراف المتحاربة أمر لا معنى له.

إذا ما سقطت مأرب المدينة النفطية التاريخية بيد الحوثيين، بعد سقوط صنعاء المتحكمة بمضيق باب المندب، فإن دولة أخرى تتشكل على غرار الدولة الشرعية المعترف بها دوليا.

مأرب كانت الملاذ الآمن في الحرب التي انطلقت عام 2014، الآن فقدت كل خصائص العيش فيها، ويتجه سكانها إلى النزوح حفاظا على حياتهم، منذ بدء الهجمات المتقطعة من قوات الحوثيين على مدار العام الماضي، قبل أن تتجدد الهجمات العنيفة في أوائل شهر فيفري الماضي.

كارثة إنسانية في الأفق القريب، فمدينة مأرب التي تضم 138 مخيماً للنازحين، لم تعد هذه المخيمات صالحة للإيواء البشري أمام اشتداد المعارك العنيفة، وهي أصلا لم تكن تحظى بالخدمات الإنسانية الضرورية حتى في الحد الأدنى.

معارك مأرب ستغير كل المعطيات على الأرض، فالحوثيون إن استولوا على مأرب فأنهم سيتجهون نحو المدن الأخرى حتى تتشكل دولتهم التي يحلمون بها، كقاعدة إيرانية متقدمة في شبه الجزيرة العربية، تتحكم بمضيق باب المندب المدخل الوحيد للبحر الأحمر.

الجيش اليمني لا يمتلك قوة تضاهي قوة الحوثيين، ولا يقوى على خوض قتال على عدة جبهات، حتى لو لجأ إلى تجنيد القبائل غير المهيأة أصلا لخوض معارك يديرها مستشارون وخبراء في الجبهات المعادية.

اضطر الجيش اليمني إلى إيقاف هجماته في جبهات الساحل وتعز والضالع والبيضاء وصعدة، هذا ما أتاح للحوثيين تكريس قدراتهم في جبهات مفتوحة ثلاث على مدينة مأرب.

معارك عنيفة على الأرض راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح، ودور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في هذه المعارك غير المتكافئة، يقتصر بقوته الجوية على حماية مناطق الشرعية، وإحداث فارق نوعي في المواجهات العسكرية.

نتائج ما كان لها أن تنتزع حضورها فوق الأرض لولا الرسائل الأمريكية التي أطلقها فريق جو بايدن، بمضامين سلام تدرك إنه لن يتحقق أمام قوة حوثية لا قرار لها إلا بالعودة إلى طهران.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!