الرأي

 ..بداية التغيير !                           

جمال لعلامي
  • 1010
  • 4
الشروق أونلاين

فاز “ضحية” العصابة و”عدوّ” المفسدين، في انتخابات رئاسية لم تكن كسابقاتها من الاستحقاقات، نظرا للظروف المحيطة بها، في مقدمة حراك شعبي طالب منذ انطلاقه بالتغيير الجذري وبناء “جزائر جديدة” مختلفة عن ما تعوّد عليه الجزائريون، خلال السنوات الماضية، وقد اختارت الأغلبية المصوّتة، المترشح عبد المجيد تبون، لما رأت فيه، أنه “المفتاح” الذي بإمكانه أن يحقّق ما لا يمكن للمترشحين الأربعة تحقيقه!

الأغلبية اختارت الرجل الذي وقفت معه في 2017، بعدما تحاملت عليه آنذاك “العصابة” وخططت لإسقاطه وتآمرت عليه إلى أن أخرجته من قصر الحكومة باكرا، لأنه جهر بمعاداتها وشرع في التصدّي لها بتصريحات وقرارات حرّكت في ذلك الوقت المياه الراكدة، وأذهلت الطبقة السياسية، في الموالاة والمعارضة، وحشدت المواطنين وراء هذه “الثورة” من داخل السلطة نفسها، التي لم تتعوّد مثل هذه الحركات الجريئة!

“حادثة المقبرة” التي لم ينسها الجزائريون، إلى اليوم، كانت دليل مخطط “مجموعة السعيد” التي أنتجت “حلف شيطان” لتسريع مخطط الإطاحة بعدو لم تكن تتوقعه، لكن “فخامة الشعب” قال كلمته، وفصل في أمره، فأسقط حراكه السلمي الذي رافقته مؤسسة الجيش منذ البداية، العصابة، وانتهى الأمر بأغلب رموزها إلى المحاكمة والسجن، في قضايا فساد!

الجزائريون الذين انتخبوا، اختاروا رئيسهم بالأغلبية، وقد يكون وسط الغائبين، من تنفسوا الصعداء لفوز تبون، رغم غيابهم عن صناديق الاقتراع، لأسباب مختلفة، ليس لها علاقة حتمية برفض الانتخابات أو الاقتناع بمقاطعتها، وهذا ما سيفتح الباب مستقبلا، لرئيس الجمهورية من أجل “توسيع رصيده الشعبي”، فهم منذ إعلان السلطة المستقلة للانتخابات، عن نتائج اقتراع 12 ديسمبر، أصبح بقوة الدستور والصندوق رئيسا لكلّ الجزائريين !

كان المترشح تبون، منذ البداية، وحتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية، واضحا بالنسبة لأمهات القضايا والملفات، كان ضد العصابة والفساد، وضد عملاء الاستعمار، وضد تسمين رجال أعمال على المقاس، وضد اقتصاد مبني على “الهفّ” وعقلية “من لحيتو بخرلو”، وبالمقابل، عرض 54 التزاما لتنفيذها بعد الفوز، رافعا شعار “بالتغيير ملتزمون وعليه قادرون”.

الآن، سيشرع الرئيس المنتخب في تنفيذ التزاماته، وهنا يتوقع العارفون، بأن الرجل انطلاقا من مساره السابق، سيتخذ “قرارات ثورية” على عدة مستويات، وهو ما تؤشر لها القرارات الأولى من نوعها، التي اتخذها بمجرّد تعيين وزيرا أول، قبل نحو ثلاث سنوات، وهو ما لم يُعجب العصابة آنذاك، لكنه أعجب أغلب الجزائريين الذين ساندوه في وقتها ظالما أو مظلوما!

الجزائريون ينتظرون من رئيسهم الجديد، أن يستمرّ في ما بدأ فيه في صائفة 2017، وهذا سيحدث دون شكّ، طالما أن ما طالب به الحراك هو نفس المسعى والهدف تقريبا، في شكله ومضمونه، في انتظار “الجديد” الذي سينير طريق الجزائريين خلال قادم الأيام!

مقالات ذات صلة