-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جهات خفية تحرّض عمال النظافة على الإضراب

برج منايل تغرق في القمامة و”مادي نت” غير مرغوب فيها

علي لعناني
  • 669
  • 0
برج منايل تغرق في القمامة و”مادي نت” غير مرغوب فيها
ح.م

تشهد مدينة برج منايل ببومرداس، هذه الأيام وعلى غير عادتها حالة متقدمة من انتشار القمامة التي أصبحت تشكل الديكور الأساسي في مختلف الأحياء والتجمّعات السكانية لأسباب متعددة أرجعها أعيان المدينة وبعض العارفين بخبايا التسيير في البلدية إلى السلوكات العشوائية لبعض أشباه البشر ممن يفضلون العيش وسط العفن، وبعض المسيرين الذي تجرّدوا من روح المسؤولية وباعوا ضمائرهم بهدف تحقيق المصالح الخاصة على حساب مدينة ذات تاريخ ومجتمع ضارب في جذور الحضارة.
برج منايل ومنذ أسبوع تقريبا تعرف تفاقما كبيرا للأوساخ والمفارغ العشوائية بعدما غرقت أحياؤها في القمامة بسبب عزوف عمال النظافة التابعين للبلدية عن العمل تحت غطاء مؤسسة “مادي نت” التي تم إنشاؤها برعاية الوالي وتعميمها على مختلف البلديات وبالأخص مدنها الكبرى كما هو الحال بالنسبة لبومرداس، بودواو، خميس الخشنة وغيرها من المدن الكبرى.
يأتي هذا التصرّف الغريب من بعض العمال بعد دخول مؤسسة “مادي نت” العمومية حيز الخدمة في مدينة برج منايل، إحدى أكبر بلديات الولاية التي تضم ما يقارب 80 ألف نسمة.
وحسب المعلومات المتوفرة لدى الشروق اليومي، فإن عمال النظافة علقوا عملهم منذ مطلع الأسبوع المنصرم مباشرة بعد التوقيع على اتفاق يقضي بتحويل مهمة جمع النفايات من مسؤولية البلدية إلى مؤسسة “مادي نت”، حيث يقضي هذا الاتفاق أيضا على ضمّ الوسائل والعمال إلى هذه المؤسسة على أن تسهر هي الأخرى وفي المقابل على تحسين ظروف العمل ورفع أجور العمال بـ 10 من المائة بالموازاة مع السهر على نظافة المحيط من خلال انتشال الأوساخ ورفع القمامة في الوقت المناسب.
ورغم الامتيازات التي سيستفيد منها عمال النظافة تحت غطاء “مادي نت”، إلا أنهم رفضوا العمل تحت وصايتها مفضلين تعليق نشاطهم والمطالبة بالبقاء تحت إدارة البلدية خوفا من عدم تجديد عقودهم، وهي الحجة التي اتخذها بعض المسؤولين ذريعة لتحريض العمال والصيد في الماء العكر من خلال نهج سياسة فرّق تسد.
وفي هذا السياق، أسرت مصادر للشروق اليومي أن هناك جهات خفية كانت في وقت غير بعيد “تحلب من بقرة البلدية” وبالتالي ضاعت منها مصالحها بمجيء “مادي نت” ما دفع بها إلى “التخلاط” وتحريض العمال وجرهم الى شنّ الإضراب منذ أسبوع، ما تسبب في إغراق المدينة في قمامة، بالنظر إلى تفاقم النفايات في مختلف الأحياء والتجمّعات السكانية. ذات المصادر أسرت لنا أيضا أن من يحرك العمال المضربين هم متعاملون خواص استفادوا سابقا من صفقات لتسيير قطاع جمع النفايات مقابل مبلغ مالي قدر بـ 20 ألف دينار لليوم الواحد أي ما يعادل 60 مليون سنتيم شهريا، وهي صفقة خيالية بالنظر إلى ما قد يتم صرفه بمجيء “مادي نت” التي أخلطت كل الحسابات والأوراق لهؤلاء المتعاملين الخواص الذين لجؤوا إلى تحريض العمال على الإضراب وشل نشاط هذه المؤسسة بهدف مواصلة التحكم في تسيير هذا القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن “مادي نت” تابعة لمؤسسة الردم التقني، وهي مؤسسة عمومية وليست خاصة ومتواجدة في 9 بلديات، بالإضافة إلى بلدية برج منايل التي تنتج لوحدها ما يقارب 60 طنا من النفايات يوميا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!