الرأي

بروباغندا فيروسية وإعلامية !

جمال لعلامي
  • 1100
  • 5
ح.م

لا يُمكن بأيّ حال من الأحوال، إخفاء “معركة إعلامية” حامية الوطيس، على مستوى الدول الكبرى في العالم، منذ اندلاع شرارة “كوفيد 19″، أحيانا بالتهويل، وأحيانا بالتقليل، وأحيانا أخرى بتضخيم الأرقام، وأحيانا بالتعتيم، وتارة بالتضليل وتغليط الرأي العام، وفي الكثير من الحالات، بخرق المواثيق الدولية والأعراف الأممية، واستهداف الإنسانية، والمهم بالنسبة لها، الظهور بمظهر “الجندي الذي لا يُهزم”، حتى وإن فضحها كورونا وعرّى قوتها الخارقة!

سقوط الكثير من الدول “العظمى” -ولا عظيم إلا ربّ العالمين- في مستنقع الوباء، كشف أنها كانت تكذب على شعوبها وعلى كل المعمورة، فهاهي منظومتها الصحية تنهار ولا تقدر على التصدّي والصمود، رغم أنها كانت تدعي لسنوات طويلة، أنها لا تـُقهر، وظلت تستعرض عضلاتها على البلدان النامية والفقيرة والضعيفة، ممّن كانت “تصدّر” لها مرضاها للعلاج والمراقبة الطبية، مقابل الآلاف والملايين من الأورو والدولار!

ولأن تلك الدول “الكبيرة”، انهزمت طبيا، وأنظمتها السياسية تخاف أن تسقط بعد انتهاء أزمة كورونا، فقد قفزت إلى “الخطة ج”، من خلال تجييش ترسانتها الإعلامية، لإظهار ما تريده من أخبار وصور، وإخفاء ما لا تريد ظهوره من حقائق ووقائع صادمة، كشفت أن تلك “العملاقة” بأرجل من طين، وأن منظومتها الحياتية مفبركة ومزيفة ومجرّد خدع سينمائية مثل أفلام هوليود وبوليود واستعراضات الأكشن و”الكاتش”!

إلى أن يثبت العكس، وبحول الله تعالى وقدرته، فإن الدول النامية والضعيفة والفقيرة، ورغم ما تعانيه من ضعف اقتصادي وتجاري وصناعي وطبي، إلاّ أنها مازالت “تقاوم” هذه الجائحة بإمكانيات بسيطة وأسلحة تقليدية، كانت إلى وقت قريب محلّ سخرية وتسلية من طرف ذلك الإعلام الغربي المتغوّل المرتبط أساسا بولاءات ولوبيات وامتدادات مناهضة للشعوب والدول الصغيرة بحجمها ووسائلها المالية والتقنية!

من الطبيعي أن تصطفّ الصحافة “المشبوهة” مع دولها المولعة بحلب الضعفاء والضغط عليهم بمختلف الآليات والتحالفات، ولذلك، ستنكشف في يوم من الأيام الخديعة، ويتبيّن الكثير من نقاط الظل والأمور المخفية والخبايا والأسرار والألغاز المحيطة بوباء كورونا، وقد بدأت المحنة العالمية تعصف بالكثير من وسائل الإعلام الدولية “الثقيلة”، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، خرجة القناة الفرنسية التي طبّلت لطبيبها الذي تحدث بكلّ وقاحة وعنصرية ودناءة عن تجريب لقاح كورونا على الأفارقة!

هذا الحشد والاصطفاف الإعلامي، عبر دول معروفة بنرجسيتها وعدائها لغيرها، يستدعي من الصحافة الجزائرية، في هذا الظرف الحسّاس والاستثنائي، الانتباه والحذر واليقظة والحيطة، فمثلما الحرب “فيروسية” وطبّية ومالية واقتصادية، هي كذلك إعلامية، تحاول فيها الدول “النافذة” المنهزمة صحيّا، الانتصار، أو بالأحرى التظاهر بالنصر إعلاميا عن طريق البروباغندا والإشاعة والدعاية و”الفايك نيوز”، حتى وإن اقتضى الأمر اعتماد أدوات قذرة!

مقالات ذات صلة