-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بسبب سوء الجوار.. جزائريون يبيعون بيوتهم هروبا من الجار

صالح عزوز
  • 3650
  • 0
بسبب سوء الجوار.. جزائريون يبيعون بيوتهم هروبا من الجار
بريشة: فاتح بارة

رغم أن الكثير من النصوص القرآنية، وكذا الأحاديث النبوية، عظمت من شأن احترام الجار لجاره، إلا أننا اليوم وللأسف، نقف عند الكثير من الممارسات بين الجيران يندى لها الجبين، ووصلت الحال بالكثير من الناس، بأن علقوا لافتات لبيع بيوتهم هروبا من الجار المزعج، الذي لا يعرف قيمة الجار، بل وتعدى الأمر، إلى الأذى بالقول والفعل أمام الملإ وفي كل الأوقات. وهذه الحال في كل الأحياء، وليست في حي دون غيره، سواء في المدن الكبرى أم القرى والمداشر.

أصبح يستحيل في كثير من الأحيان التعايش بين الجيران، نتيجة لعديد الممارسات التي تقع من بعضهم، فحينما يقرر الواحد منهم هجر الحي كله هروبا من جاره، فليس الأمر هينا، بل تعدى الحدود الشرعية والأخلاقية. هذا، إن كان الكثير من الناس يعرفون قيمة الجار، لأن من يؤذي جاره ويرغمه على الهروب منه، أكيد لا يعرف ولن يعرف، ولم يقرأ تعظيم الكثير من الآيات للجار، سواء الجار بالقربى أم الصديق أم الغريب، ويتجرأ على إزعاجه بالليل والنهار.

رحم الله زمانا، لما كان الجار قبل الدار كما يقال، وهو دليل على ضرورة اختيار الجار قبل أن تشتري بيتا، وهذا لقيمة الجار، ومن عاش في الزمن الماضي يدرك حقا هذه القيمة، فلم يكن الجار ينام وجاره جوعان، ولم يكن يتسوق وجاره لا يملك دراهم التسوق، أما في المناسبات فالأمر جلل بينهما، فقد كان لجار بالأمس يقتسم رغيف العيش مع جاره، ولا يرتاح له بال، حتى يطمئن على حال جاره، وحين يغيب في الحي تجد الواحد منهم يهرول إلى بيت جاره للسؤال عنه، ومعرفة أحواله، وإن كان محتاجا دعا كل الناس إلى ضرورة الوقوف معه، سواء ماديا أم معنويا.

أما اليوم وللأسف، فكم من جار ينام على الجوع والبرد، وجاره بجنبه يتنعم في كل الخيرات ما لذ وطاب منها، بل وفي الكثير من الأحيان يتغيب الجار لسفر أو بسبب المرض ولا ينتبه إلى غيابه جاره الذي يسكن بجنبه إلى طول غيابه. والغريب في هذا، أن الكثير من الجيران هم إخوة من أب وأم واحدة، لكن هذا لم يشفع لكليهما بالتواصل والسؤال، فكل في شأن، حتى ينادي مناد لقد مات فلان، بعد طول مرض على الفراش أو في المستشفى، ولم يعرف هذا الجار حال جاره إلا بعد وفاته.

لقد قست القلوب التي في الصدور، وأصبح العديد من الجيران يتسببون في أذى جيرانهم عنوة، بل يلحقون بهم الضرر، سواء بسرقة حاجياهم أم تكسير ممتلكاتهم. أما الإزعاج بالموسيقى الصاخبة أو الكلام الفاحش، أو رفع أصوات أبواق السيارات، فقد أصبح أمرا عاديا، ولو يندد أحد الجيران بهذه الممارسات، سوف يتجرأ جاره حتى على ضربه أو “احمل أو ارحل”، فلا تستغرب حينما تجد لافتة مكتوبا عليها: “منزل للبيع بسب سوء الجار”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!