بعد أن ساهم في تأهل الخضر إلى مونديال 82 و86: سعدان.. لا إثنين بدون ثلاثة
بفوزه على منتخب زامبيا في المباراة الأخيرة، يكون المنتخب الوطني قد اثبت مرة أخرى أنه بات من المنتخبات الإفريقية التي يحسب لها ألف حساب. وقد نجح “الخضر” في المرحلة الأخيرة من التصفيات إحراز ثلاثة انتصارات متتالية على مصر وزامبيا في مناسبتين، وهي النتيجة التي لم يحققوها منذ مدة.
-
في هذه التصفيات، أبان لاعبو المنتخب الوطني عن نضج واضح مكنهم من الارتقاء إلى مستوى معين والحفاظ عليه عند انطلاق المرحلة الأخيرة من الإقصائيات. ولا بد من القول أن المنتخب الوطني مر بمرحلة ايجابية للغاية ساعدته على التفوق، فقد نجحت إدارة المنتخب في تعزيز التشكيلة بإقناع لاعبين جدد للإلتحاق بكتيبة المدرب سعدان أمثال جبور، غزال، مغني ويبدة في انتظار البقية، زيادة على أنها وفرت إمكانات جديدة رفعت مستوى التحضير وسمحت للاعبين بإظهار كل إمكانياتهم. ولا شك بأن المدرب سعدان قد استغل إلى أبعد الحدود تجربة اللاعبين المحترفين وفكرهم الكروي الذي ساهم بشكل واضح في رفع مستوى “الخضر” والنتائج وحدها تتحدث عن ذلك.
-
ومن الواضح أن المنتخب الوطني سار في المنحنى التصاعدي مباشرة بعد مباراة رواندا الأولى التي كثر بشأنها الحديث والتأويلات، لكن لا أحد قال بأن المباراة الأولى تكون دائما صعبة، والدليل على ذلك أن مصر تعادلت على أرضها وخسر الكامرون في ملعب محايد على يد الطوغو، وهزم المغرب في داره أمام الغابون. فقد عرف المنتخب الوطني كيف يمر إلى السرعة القصوى بداية من مباراة مصر التي كانت خاصة جدا، بل كانت مفتاح نجاحه في هذه التصفيات، ألم يكن فوزها المدوي شحنة إضافية للفوز في زامبيا؟ وألم يكن الفوز على أرض زامبيا هو إنطلاقة قوية نحو التأهل إلى كأس العالم؟.
-
خصال الكبار
-
في أربع مقابلات لعبها “الخضر” منذ شهر أفريل الماضي، لم يعرفوا فيها الإنهزام، وسجلوا فيها ستة أهداف وتلقوا هدفا وحيدا أمام مصر، وهي الأرقام التي لم يسجلها “الخضر” منذ تأهلهم الأخير إلى كأس العالم بالمكسيك. وقبل نهاية المرحلة الأخيرة بمقابلتين وبعيدا عن كل حسابات، لا بد أن نقول بأن المنتخب الوطني قد حقق الأهم، فقد أكد عودته القوية إلى ساحة الكرة الإفريقية باعتراف كل المتتبعين والأخصائيين، فقد تغلب على الشك والخوف بعد أن كان لا يخيف أحدا.
-
في مباراة زامبيا الأخيرة، كان المنتخب الوطني وفيا لأسلوبه في اللعب واستطاع أن يرفع رأسه بعد شوط أول صعب. وقد بين في المرحلة الثانية من المباراة أنه بحق رئيس المجموعة الثالثة بلا منازع. فقد تأكد الجمهور الجزائري من امتلاكه لمنتخب محترم قادر على رفع التحدي وتجاوز الصعاب بفضل صايفي، مطمور، بوقرة، زياني وغيرهم دون القفز على طاقم فني بقيادة سعدان الذي سيكتب له -إن شاء الله- أن يؤهل الخضر للمرة الثالثة إلى المونديال.
-
ومن دون شك أن المنتخب الوطني سيكون أقوى وأفضل في المقابلتين المتبقيتين، لأنه أصبح يملك مجموعة من اللاعبين المحترفين الذين صنعوا قوته وعودته، فبعد اليوم لن تخيفه الأسماء ولا انجازات المنتخبات الأخرى، لأنه أصبح بكل بساطة من كبار إفريقيا.