-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بعد الحب الكبير لم أجن إلاّ الندم المرير

نادية شريف
  • 3557
  • 3
بعد الحب الكبير لم أجن إلاّ الندم المرير
ح.م

طالت عليّ لحظات الحزن والكرب وامتد مسلسل معاناتي إلى حلقات وحلقات لا متناهية الأحداث تدور معظمها في حدود غرفتي ولا تكاد تخرج عن إطار البكاء والنحيب على شرف غال بعته بثمن بخس وكرامة مهدورة سمحت أن تداس بنعال الخسة والنذالة باسم الحب…

كانت تجربة قاسية جدا تلك التي عشتها لكنني تعلمت منها الكثير من الأمور لأنها شيبتني وأنا ابنة الرابعة والعشرين فقط وقتلتني قبل أن أفتح عيناي جيدا.. لقد هرمت من المشاكل وشاخت روحي من الهم مع أني كنت شابة يافعة مملوءة بالحياة.. قتل الحبيب أو بالأحرى من كنت أظنه الحبيب بداخلي كل رغبة في الاستمرار وألحق بحديقة عمري الدمار.. حام من حولي كثيرا كي ينال موافقتي على الارتباط به عرفيا كون ظروفه لا تسمح له بالتقدم لأهلي فلم أستطع مقاومة حنيني للعيش معه وقربه وقررت المغامرة دون أن أفكر في ما ستكون النتائج، لأن حبه كان أقوى من كل شيء وأنا معذورة لأن المرأة حين تعشق بجنون تصبح غبية، غبية جدا لدرجة أنها لا تتردد في أن تمنح أي شيء لمن تعتبره كل شيء ولكن؟…

تزوجت به دون علم أهلي وأهله ودون علم أحد.. قرأنا فاتحة الكتاب لأنفسنا وبدأنا حياتنا الزوجية كاللصوص نلتقي يوميا في الحدائق العامة والأماكن المهجورة وأحيانا في شقة صديق له يمنحه مفاتيحها حين لا يحتاجها في قضاء نزواته هو الآخر.. كنا في الأول أقرب ما نكون من بعضنا البعض لكن بمرور أشهر معدودات تغير الوضع بالكامل وبدأت أشم رائحة الخيانة تفوح منه.. أصبح لا يكترث بي حين أريده بقربي ويسأل عني فقط حين يريد هو ذلك وهذا ما حرض غضبي ورحت أضغط عليه كي يتراجع عن أذاه، لكنه فاجأني بسباب آثم لم أسمعه من قبل في حياتي وأهانني بعبارات خادشة للحياء ولم تشفع لي تضحيتي من أجله بل بالعكس راح يردد على مسامعي بأني مجرد ساقطة وبأنه يعرف الكثيرات مثلي وبأن ظروفه عادية جدا وبإمكانه الزواج بعشر نساء إن أراد لكنه لا يتشرف بذلك لأنه لا يثق في أي واحدة وجميعهن بالنسبة له حقيرات وإن كان يتمنى شيئا واحدا في حياته فهو الموت لهن.. لم أصدق ما كنت أسمع.. كنت أنتظر أن يقول لي في أية لحظة بأنه يمزح لكنه رحل وتركني مصدومة من هول ذاك المنظر البشع الذي عراه عن حقيقته الخبيثة وأبان معدنه الصدئ.. أصبت بانهيار حاد ونقلت إلى المستشفى وهناك ازداد ألمي لأني شعرت بالخجل وأنا أرى التفاف أهلي من حولي وقلقهم علي واحتقرت نفسي لأني كذبت عليهم كثيرا كي أغطي على علاقتي به.. ندمت على تفريطي ودخلت عالم الكآبة من بابه الواسع ثم رحت أحاول تصليح ما انكسر، لكن الطرف الآخر رفض الوصول إلى حل سلمي معي وخيّرني بين البقاء معه بالصفة السابقة أو الابتعاد عنه لأن وجودي وعدمه أصبحا سيان ما دام يعرف الكثيرات وما دام وصل إلي وأخذ ما يريد.. أنا الآن يائسة وأفكر في الانتقام لنفسي ولكل الفتيات اللواتي حطّمهن وهنّ في أول عمرهن لكني لا أعرف كيف؟

التائهة ماسيليا

الرد:

أولا دعيني ألفت انتباهك أختي الكريمة بأنك لم تتزوج عرفيا وإنما وقعت في فخ جهلك وارتبطت في السر مع شاب عابث، لاه، مريض نفسيا، حسب ما يظهر من كلامك عنه ووصفك له، ذلك أن الزواج العرفي هو الزواج الشرعي لتوفر جميع الأركان فيه وفي مقدمتها الولي والشهود وأنت أخفيت الأمر عن أهلك وعن جميع الناس وقرأت معه الفاتحة على زواج باطل لا يقره دين أو عرف وعليك أن تتحملي نتيجة تهورك ومغامرتك بشرفك وشرف عائلتك وتنهي هذه العلاقة في أسرع وقت ممكن دون التفكير في الانتقام كي لا تفتحي على نفسك باب مشاكل أنت في غنى عنها.. لقد وقع الفأس على الرأس ولا جدوى من البكاء والنحيب على ما ضاع بل لا بد من التفكير في ما هو آت، والحرص على تجديد العهد مع الله، وتمتين الحبل الموصل إلى رضاه، وبدء صفحة جديدة لا وجود فيها للشبهات.

لا تهيني نفسك أختي الكريمة أكثر مما فعلت، ولا تتوسلي مشاعر رجل معقد من النساء، ولا تعتبري حياتك انتهت لمجرد خطأ وقعت فيه مهما كان الخطأ جسيما وإنما لملمي شتات مشاعرك، وتحلي بالشجاعة لمواجهة قساوة ظروفك، وضعي رضا الله في أولى اهتماماتك وأكيد ستشعرين براحة لن تشعري بها أبدا رفقة رجل من ذاك الصنف وبتلك الأخلاق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Fadila

    كان الله في عونك في الخروج من هذه المحنة ،ولا يلزمك سوى التقرب من الله بالدعاء والصلاة ، وطلب الغفران منه كما أريد ان أقول لك ثقتك المفرطة اتجاهه وحبك الأعمى له ،هما السبب الذي جرفك في مياهه الوسخة،وما فات فات ولا اانبك بل أقول لمن يقرأ قصتك من الفتيات ، ان يأخذن العبرة منها ،لأننا في زمن لا يرحم وان أخطأت المراه مع اي رجل وحدها من تتحمل المسؤولية بشت ً أنواعها ،بدليل حبيبك تخلى عنك ،كان الله في عونك

  • ziamist

    الزمي الدعاء وارجعي الى الله حتى تطمأن نفسك ولا يسقم بدنك, فبدون هذان الامران لن يستقر لك رأي صواب ولا يتحقق لك تفكير راجع ثم حاولي ان تبلغيه بوساطة حتى لا يبتزك ان ثقتك به هي التي اوصلتك لهذا واحرصي ان يكون الوسيط رزين التفكير غير متسرع وحبذا لو يكون كبير العمر نوعا ما ومن اسرتك كعم لك او خال او ابن عم ممن تثقين فيهم عبى الا يكون سبب في نشوء مشاكل داخل الاسرة ولا يكون متسرعا, وبهذا يكون الضغط على الشاب لانك لست وحدك, خاولي اقناعه بحضور هذا الشخص ان ثقتك به هي سبب سقوطك وآخر حل ان تهدديه بالقضاء

  • ziamist

    "لأن حبه كان أقوى من كل شيء وأنا معذورة لأن المرأة حين تعشق بجنون تصبح غبية,,"
    هذه محاولة من نفسك لتبرير اخطائك والقاء المسؤولية من عاتقك وهذا للاسف خطأ
    اول شيء للخروج من هذه الازمة هو الاعتراف بالخطأ حتي لا تقعي به من جديد والا فانت تبررين لنفسك اعادة الخطأ مرة اخرى, فحتى الزواج العرفي له شروط منها الولي والشاهدان دون عقد
    ثانيا اهم شيء هو التوبة وكثرة الاستغفار لقوله تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا", فالرجوع الى الله علاج لكل سقم وتفريج لكل هم, الزمي الدعاء...