-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بعد النتائج المدرسية لحفظة كتاب الله.. الكتاتيب القرآنية تكتظ عن آخرها

صالح عزوز
  • 1016
  • 0
بعد النتائج المدرسية لحفظة كتاب الله.. الكتاتيب القرآنية تكتظ عن آخرها

بالأمس القريب، حكم على حفظة القرآن، بأنهم الأضعف في الأقسام الدراسية، بل ووصلت الحال عند الكثير من الناس، إلى السخرية ممن لا يتقنون ماعدا اللغة العربية، ظنا منهم أنهم لن يتفوقوا في الدراسة مهما كان، بل السبب في عدم قدرتهم على مواكبة متطلبات المدرسة الحديثة التي تقوم على النجاح في اللغات الأجنبية، ومنه تأتي النتائج الأخرى بعدها، وبينما هم منشغلون في إطلاق الأحكام، حتى ظهرت النتائج الدراسية في الكثير من المستويات، وتبين العكس تماما، وظهر أن نخبة المدارس هم من هؤلاء الحفظة، بل الأذكياء على الإطلاق، ولا يزال الأمر كذلك منذ سنوات، حيث اعتلى حفظة القرآن المراتب الأولى في المدارس، سواء من الذكور أم الإناث.

لقد كان من نتائج هذا النجاح المبهر، الذي حققه حفظة القرآن في المدارس في كل المستويات، أن أصبحوا مثالا حيا على النجاح والذكاء، سواء لأطفال الدارسين أم الآباء. وهذا، ما نلاحظه اليوم، حيث اختار العديد من أولياء التلاميذ تسجيل أبنائهم خلال العطلة الصيفية، في كتاتيب حفظ القرآن، دعما لمستواهم، ولحرصهم على تعليمهم الطرق السليمة، سواء في النطق أم الحفظ. وهذا، ما نشهده اليوم في الكثير من المساجد، بل اكتمل نصاب هذه المدارس، ولم يجد الكثير من الأولاد المكان من أجل الجلوس في حلقات الحفظ، وكانت بالنسبة إلى الكثير منهم صدمة، حيث أحس الكثير منهم بضياع الفرصة للتواجد ضمن الأوائل في حفظ كلام الله- عز وجل-.

إن هذا الشعور بالانتماء إلى المدرسة القرآنية، الذي حدث فجأة عند الكثير من الآباء وكذا الأبناء، لم يكن صدفة، بل له مبررات عديدة في المجتمع، وأولها، كما أسلفنا الذكر النجاح المبهر الذي حققه حفظة القرآن في المدارس، وكانوا الأوائل في كل المستويات، بالإضافة إلى هذا، سلامة النطق والبلاغة التي يكتسبها حفظة القرآن، وهذا ما ظهر جليا في الكثير من الحوارات التي أجريت معهم، حيث وقف المجتمع الجزائري على نوابغ في اللغة العربية، يتقنونها بمعانيها وأسلوبها وشكلها دون خطأ.. وهذا، ما شجع الكثير من الآباء على أن يروا أولادهم مستقبلا على هذا المستوى الرفيع، والتحكم الجيد في مفاتيح اللغة العربية. أضف إلى هذا، الرزانة وحسن الخلق الذي يكتسبه حفظة القرآن، حيث ألبسهم التواضع مع الله ومع العباد، بالرغم من أنهم الأوائل على المستوى الوطني في دورات شهادة البكالوريا والمستويات التعليمية الأخرى.

ما حققه حفظة القرآن يعتبر صفعة قوية لمن اعتقد أنهم ضعاف المستوى، والحكم عليهم كان قاسيا، لكن الميدان كان الفيصل، وتبين أن حفظة القرآن هم قادة المدارس، إن صح التعبير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!