جواهر

بقايا الرجال والإرهاب النّاعم!

سفيان كعواش
  • 2119
  • 32
ح.م
الرجل هو الضحية هذه المرة..!

الإرهاب الذي نحن بصدد التطرق له ليس بذاك الذي لازال المجتمع الدولي لم يصل ولم يتفق بعد على تعريف ومفهوم موحد له، على الرغم من نتائجه الكارثية على الدول والمجتمعات، فباسم “مكافحة الإرهاب” هتكت الأعراض، ودنّست المقدسات ونهبت الثروات، أما الإرهاب النّاعم الذي أقصده فتختلف أسلحته وأطرافه ولكن الضحية دائما هي نفسها أي “الرجل”، إنه إرهاب “المشمّرات على السابع” على حد تعبير الصحفية سمية سعادة، فنحن معشر الرجال اليوم نواجه حربا ضروسا مع المرأة العصرية الزمان الجاهلية التفكير والسلوك واللباس _إلا من رحم ربي_ وقليل ما هن.
فمذ يتخطى الرجل عتبة بيته وهو يصارع ويجاهد نفسه على ما تقع عليه عيناه من قنابل متحركة عنقودية وفسفورية وكيماوية متمثلة في أجساد عارية لنساء رفعن شعار “هيت لكم” ويحدث ذلك في معركة غير متكافئة البتة مع رجال عزّل، إذ الناظر اليوم لما ترتديه المرأة ليخّيل له أنها تطبّق السياسات التّقشفية التي طالبت بعض الحكومات شعوبها باتباعها نظرا للأزمات الاقتصادية التي تمر بها، وذلك لارتدائها ما قلّ ودل من الثياب القصير منها والضيق والشفاف، بل تعدّاه ووصلت بها درجة الوقاحة والتحدي السافر بخروجها بأقمصة ولباس النوم ولسان حالها يقول للرجل: أيّها الجماد، أيها الصخرة الصمّاء.. ماذا تريد أكثر من هذا؟ أو أمام كل هذا ولا تحرك ساكنا؟ “هاي المرجلة”..؟ فما أشذّها من قساوة وعدوانية من كائن يفترض أنه منبع الرحمة والحنان، كائن يسمى ظلما “الجنس الناعم”..؟
لا يختلف اثنان في أن التحرش الجنسي والاغتصاب جريمة شنعاء، لكن الابتذال في السلوك واللباس الفاضح جريمة أكبر وأشنع، كون ما يصيب الرجل من الأضرار النفسية يفوق ما هو أخطر من أضرار تحرّش الرجال بالنساء كما يقول المختصون، فالجمعيات النسوية ومختلف الفعاليات ما فتئت تخصص أرقاما خضراء وحمراء لاستغاثة المرأة وتقديم شكاويها من ظلم وتحرش الرجل بها، وهنا وجب علينا الوقوف والتساؤل: من يحمي الرجل ويغيثه من التحرش المبرمج والممنهج الذي تمارسه المرأة عليه صباح مساء مع سبق الإصرار والترصد؟ ولمن يشتكي بطش “الإرهاب الناعم” ممن شعارهن “هيت لكم؟، وعندما يقع التحرش والاغتصاب وجرائم الزنا تشتعل الأضواء الخضراء والحمراء ويروم القوم في الدفاع عن المرأة الضعيفة المسكينة في محاولة لإنصافها واستعادة كرامتها مع أنّها في الحقيقة ليس ضحية بالمطلق كونها هي من مهّدت بل من دعت الرجل إلى ذلك بلسان حالها، ففي استطلاع أجرته منظمة العفو الدولية في لندن وشمل 1000 رجل وامرأة توصلت إلى أن السبب الأساسي لجرائم الاغتصاب التي شهدها الشارع البريطاني تعود لعبث المرأة ولباسها الفاضح وهي بذلك تتحمل وحدها مسؤولية تعرضها للاغتصاب والاعتداء.
إن الأسف كل الأسف، والأسى كل الأسى في ما جلبه علينا التقليد الأعمى والمدنية الزائفة في مجتمع يفترض أن كل سكانه مسلمين، إذ لا يوجد قانون أو دين يدعوا للحشمة والستر مثلما يدعوا إليه الإسلام، وحدّد أن أصل ومكان المرأة هو البيت مملكتها التي تمارس فيه أعظم وأنبل مهمة خلقت لها وهي صناعة الرجال، ولكنها تمردت على أسس دينها وقوانين وأعراف مجتمعها وأصبح الخروج من البيت _من غير هدوم طبعا_ للنزهة والتسوق وحتى التسكع من الثوابت لديها عارضة بضاعتها في سوق النخاسة، والمصيبة أنه عرض لا محدود، ومصيبة المصائب أنه بالمجان.
وفي مدى تأثير ذلك على الفرد والمجتمع نورد ما قاله سيد قطب رحمه الله: “…والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج ذاك السعار الحيواني المجنون، أو أن يفلت زمام الأعصاب والإرادة، فإما الإفضاء الفوضوي الذي لا يتقيد بقيد وإما الأمراض العصبية والعقد النفسية الناشئة عن الكبح بعد الإثارة وهي تكاد أن تكون عملية تعذيب”، وبناءا على اعتبار علماء الاجتماع أن المتحرّش شخصية غير سوية ويعاني اضطرابات سلوكية فلنسحب كرسيا ونجلس ونشاهد حال ومآل رجال الغد الذين هم شباب اليوم.
ما يضيرك يا أمة الله لو التزمت قليلا واحتشمت في زيّك وتأدبت في مشيتك مع وقار في هيئتك فتريحين وتستريحين، وتبعدين أنظار الذئاب المتربصة بك، وأطماع مرضى القلوب ولصوص الأعراض، فالغرب لما جنى عليه عري نسائه وقوّض أركان وأسس مجتمعه أصبح يدعوا للحشمة والستر، فهذه الدكتورة الألمانية “زيغريد هونكه” في كتابها “شمس العرب تسطع غلى الغرب” تدعوا المسلمين عامة والمرأة خاصة إلى التمسك بحجابها وحيائها ونبذ الاختلاط المدمر، وهذه فتاة كورية أخرى استيقظت فيها الفطرة السليمة فتقول: “أنا أحب لباسكم، هذه العباءة الكاملة الساترة أحبها جدا، الكثيرون سخروا مني إلا أني لازلت أرتديها وأحيانا أرتديها في المنزل لأني أشعر براحة كبيرة وطمأنينة ورضى حين ألبسها”.
وأخيرا نتوجه إلى أولي الأمر منا الذين يتخبطون خبط عشواء في مواجهة القواسم من جرائم الاغتصاب والاختطاف وجيوش المواليد غير الشرعيين وما يشرعون من قوانين وحلول ترقيعية لا تزيد الوضع إلا تأزما وتفاقما_من مثل جعل منحة بمليون سنتيم للأم العازبة ومليون سنتيم عن كل طفل للمرأة المطلقة_بذل توجيهها للعفيفات الكريمات الماكثات في البيت لتشجيعهن على الوقار في البيت وجعل منحة ثابتة ومجزية للمواليد داخل الأطر الشرعية، وكذا مساعدة وتأسيس بنك خاص لمساعدة الشباب على الزواج وذلك للحد من النتائج الكارثية الناجمة عن ذلك الفلتان الأخلاقي، وتشخيص الأسباب بدقة وسن قوانين رادعة للباس الفاضح والاختلاط الماجن سدا للذرائع وحماية لكل الأطراف.
ومن باب حسن الظن بك أيتها المرأة نوجه لك الدعوة مباشرة _نحن بقايا الرجال_ ونعمل بالمقولة “إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع” ونطالبك بـ “شوية حشمة برك يا مخلوقة” …فهل طالبناك بالمستحيل؟.

مقالات ذات صلة