-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بكاء‭ ‬وعربدة‭ ..‬لا‭ ‬أكثر

بكاء‭ ‬وعربدة‭ ..‬لا‭ ‬أكثر

بعد غياب دام خمس سنوات أعلنت الأحزاب الطوارئ في هياكلها وتزايدت الأنشطة الحزبية والتجمعات والندوات، لدرجة أصبحت نشرة الثامنة على اليتيمة تضيق بتلك الخطب الرنانة لقادة الأحزاب وهم يتباكون على وضع المواطن وينتقدون ويعربدون ويقدمون أنفسهم البديل المناسب لحل كل‭ ‬الأزمات‭ ‬وتجاوز‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭.‬

هذا المشهد السياسي يبدو مشجعا للّذي لا يعرف طبيعة الممارسة السياسية في بلادنا، غير أن الواقع شيء آخر، لأن الأمر يتعلق بموسم انتخابي تفتح فيه الأبواب لمن يريد أن يصل إلى قبة البرلمان طلبا للامتيازات والحصانة، بينما لا يعرف شيئا عن معنى العهدة البرلمانية ومعنى‭ ‬كونه‭ ‬ممثلا‭ ‬للشعب‭.‬
لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬فشلها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬وانقسمت‭ ‬بين‭ ‬موالاة تحوّل وزراؤها إلى موظفين لتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، ومعارضة شكلية تكتفي بقول كلمتها في البرلمان وهي تعلم أن كلمتها لا تقدم شيئا ولا تؤخره، بدليل مرور قوانين الإصلاح كما أرادت لها السلطة أن تمر.
وهؤلاء الذين صنعوا الفشل على مدار السنوات الماضية لا يمكن أن يكونوا بديلا ناجحا للحالة الراهنة، ولا يمكن أن نتوقع مستقبلا سياسيا مغايرا للذي ألفناه مع هذه الأشكال التي نراها يوميا تلقي خطابا سياسيا أسوأ من الخطاب الذي تعتمده السلطة.
عندما يكون للبرلمان كلمته المسموعة، وعندما يكون النائب ممثلا حقيقيا للشعب يحاسب ويراقب ويحترم الأمانة، عندها يمكن الحديث عن انتخابات جادة وعمل سياسي حقيقي، أما إذا استمر الوضع على هذه الحالة فإن الانتخابات ستكون محطة أخرى أمام المواطن البسيط لحضور زردات انتخابية‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬ولا‭ ‬أقل‭.‬
لقد‭ ‬ألفنا‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬قادة‭ ‬الأحزاب‭ ‬أسودا‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وكيف‭ ‬يتحولون‭ ‬إلى‭ ‬خرفان‭ ‬وديعة‭ ‬بعدها، لذلك لا يمكننا تصديق تلك العربدة وتلك الشجاعة الخطابية المؤقتة، وتلك الغيرة الاستثنائية على مصالح المواطن واحتياجاته، لأن كل ذلك ينتهي عندما يستلم كل حزب نصيبه من الكعكة، وتحط الحرب بعدها أوزارها، ويتحول خصوم اللعبة السياسية إلى زملاء في المجالس المنتخبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!