-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التقى بوشارب بمقرّ الحزب بعد 5 سنوات من مغادرته

بلخادم: الأفلان ليس للبيع وعفا الله عمّا سلف!

بعد قرابة خمس سنوات من هجْر مقرّ الحزب العتيد بحيدرة، إثر الإطاحة به من على رأس الأمانة العامّة لجبهة التحرير الوطني شتاء 2013، عاد عبد العزيز بلخادم مزهوّا إلى مكتبه الأثير والأحلام الجميلة تراوده في الجلوس عليه مرّة أخرى، لكن كأمين عام معزّز الجانب، وليس بصفته ضيفًا عابرا على منسق القيادة الجماعيّة الشاب معاذ بوشارب الذي وُلد ذات عام من مطلع سبعينات القرن الفائت، وقتها كان بلخادم موظفا ساميًا برئاسة الجمهوريّة ضمن فريق الرئيس هواري بومدين، كما أنّ بوشارب يرأس اليوم المجلس الشعبي الوطني الذي تربّع على عرشه ابن الأغواط قبل 30 عامًا، وتلك هي الأقدار في دورة الزمن والسياسة!

وقد وصل رئيس الحكومة الأسبق مساء الثلاثاء، في حدود الساعة الرابعة والنصف إلى عتبات المقرّ الذي اشتدّ به الشوق إلى أركانه الدافئة، على متن سيارة فارهة من نوع “مرسيدس” سوداء اللون، مرفوقًا بمركبتين من الأمن الرئاسي، ليجد في استقباله المكلّف بالقيادة الجماعيّة للأفلان، وسط أجواء طبعتها الحركة والجلبة في كل الاتجاهات، بعدما سبق الرجل أكثر من 300 ظهير من أنصاره الذين دأبوا على مرافقته حيثما حلّ وارتحل خلال تولّيه الأمانة العامّة طيلة سنوات، فقد وفِدوا بحماس و جمهروا في وقت مبكّر بعين المكان، ليشهدوا عودة زعيمهم المُبعد إلى عرينه الأوّل.

دخول بلخادم وجلوسه إلى طاولة الحوار مع بوشارب صنع الحدث السياسي والإعلامي في الساحة الوطنية، وسيفتح المجال لكثير من التحليلات والاستفهامات حول الخلفيات والأهداف وعلاقة ظهوره بترتيبات المرحلة المقبلة، مثلما رسم البهجة والأمل على محيّا قطاع واسع من الأفلانييّن التوّاقين إلى عهد مضى، يروْنه الأفضل للحزب وللجزائر، وإن كان مثار حنقٍ لدى مناضلين آخرين.

وخلال دقائق معدودة من مواجهة الصحافة، بدا عبد العزيز بلخادم ربّما غير متأكد على وجه التحديد مما يُرتّب له من أدوار أو ما يُقضى به من حوائج السياسة في لعبة الصراع حول السلطة، فاكتفى بتوزيع الابتسامات وتلاوة الحكم الشعبيّة، تفاديًا للسقوط في ورطة التفصيل والبوْح عمّا في الرأس من تخمينات، وما يغمر النفس من أشواق وطموحات، إذ لم تتعدّ إجاباته عن تطلعات الصحفيين الردّ على ثلاثة أسئلة، مُمتنعًا عن إظهار ما في قلبه من جرح غائر حول “الطريقة العنيفة” التي تم ترحيله بها من الرئاسة والحزب صيف 2014، بعدما عاد مستشارًا بقصر المراديّة برتبة وزير دولة، لكنه سرعان ما غادر الموقع صاغرًا، دون الإفصاح عن جريرة الطرد المهين.

ومن البداية، ظهر بلخادم متحفّظا على التفاعل مع فضوليّة الأسرة الإعلاميّة، فخاطبها بالقول: “لا تسألوني أين كنت.. بل اسألوني ماذا قدمت للأفلان”؟، مشدّدا على أنّه “واضح جدا.. فهو مناضل ينزل إلى القاعدة.. ولا بد أن نترك القاعدة هي من تقرر”.

أمّا حين سُئل بلخادم عن خليفته عمار سعداني، فقد آثر بخبرة أعيان الهضاب العليا الغموض الذي يحتمل التأويل، فردّ بعبارة “زينْ الفعلْ التغافلُ”، في إشارة إلى خُلق “عفا الله عمّا سلف”، كما قد يُفهم منها منطق الحكمة العربيّة “السكوت عن السّفيه جوابه”! ثم أضاف عليها “إنه إنسان نعرفه، ولا علم لي بما جرى له”.

https://www.facebook.com/EchorouknewsTV/videos/732094840504693/?__xts__%5B0%5D=68.ARAMRp0etJnZAmA6NYmORzdh4sgctQepXXpIpWAFK_0UNd5OzSih2Ui-ec1glaiUvSP_CmuujiAbfEnGdb_48DnMrYF8TWoK0YRszFUy-2POQLcx1Lo9mMAo-T1j7nCMlUlCwyvDZ6aBv2dMO1s0U-FtniKMERZFliXhhXwGGABZk42dH-Y9zOwgyszevSnrvtlRiJqbvJd5yD9SGYp24pcA9zF5GsMaqkbNeIupLSMoiQ9CYnBVZly6e4i9P1dEKnAnhAqIUphHUaPgyAZQuWlk4jGdEZW1sHydWGQqBJAUfegEJ0alE5z7zVldG_3zxdFBR8UjtnK8Nm4VUXRmz4B5mFIPleat&__tn__=-R

ومع إقلاله في الإجابة عن تساؤلات الإعلاميّين، فإنّ عبد العزيز بلخادم لم يفوّت الفرصة لمغازلة الرئيس، حيث ثمّن قراره “برفع الغبن عن جبهة التحرير الوطني، بما يمكّن من إعادة بناء هياكل الحزب من جديد”.
وبالمناسبة، أكّد “ضيف” بوشارب أن أول شيء يجب العمل عليه هو إخلاء الحزب من الدخلاء، مضيفًا أنّ ثانيتها هي مكافحة الفساد من شراء الذمم في بيت الأفلان، لأنّ الأخير ليس شركة أسهم وليس للإيجار ولا للبيع، على حدّ تعبيره.

وللإشارة، فإنّ عبد العزيز بلخادم كان قد زاول نشاطه الحزبي الأسبوع، الماضي بتكليف رسمي على أعلى مستوى، حسب مصادر موثوقة ومطلعة، من خلال النزول إلى بعض الولايات، في حملة دشّنها من مدينة سيدي بلعباس، لدعم مرشحي الأفلان لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة المرتقب نهاية الشهر الجاري، مع أنه لم ينقطع سابقا عن “الظهور الاجتماعي” على وجه الخصوص، عبر مشاركة الولائم ومجالس العزاء في معاقل “لجنة الوفاء” ولدى أصدقائه القدامى.

لكن عودة رجل الثقة سابقا لدى بوتفليقة في هذا التوقيت تطرح العديد من الفرضيّات حول دوره المستقبلي، سواء في الحزب أم ضمن المشهد العامّ، فهل ستكون بداية عهد جديد للرجل؟ أم هي مجرّد إطلالة خفيفة سرعان ما يمحوها تعاقُب الأحداث؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
21
  • dzair

    الأفلان ليس للبيع لإنه تباع ديجا

  • سليم الأول

    وكأن الجزائر في مرحلة الــ..... دأبت تناول حبوب منع الحمل واستعانت بالمخزون رغم .......................

  • mourad

    الشيوخ لم يمدوا خبراتهم إلى الشباب و الشباب ناقص الخبرة يتعالى على الخبرة التي لن يمدها له الكبار مجانا و هكذا سقطت الدولة بين الإتحفاظ ب "طاب جنانهم " و بين طالبي المشعل الذين لا يدركون الطريق الملغم.

  • Ezzine

    جبهة التحرير التاريخية توفيت ودفنت معها وديعة شهدائها الأبرار؛ إلى جانب التقدير والاحترام ألأساسي إلى من تبقي من رفقائهم. حضر جنازتهم وشهد عليهم كلا من القاصي والداني. لم يبقى من هذه الجبهة إلا هيكلها العظمي (أفلان) الذي أصبح فريسة يتصارع من أجل ثمنها المادي ممن يزعمون الانتساب للحزب. "الهيكل الجديد القديم /المعلب للأفلان" في طور الصناعة هل تم بالفعل معالجاته؟ طوبى إذا لمن كسب أو استرد "مغنم" شهداء هذا الحزب العتيد. أما أمانة شهدائه يكفي أنها ضاعت وتجري مجرى ما لا تشتهيه قوافل شهداء حرب التحرير.

  • النوري بن يطو

    كنت دائما اقول في تعليقاتي السابقة وقبل اقالته بانه رجل الجزائر العميقة تذكروا عندما كان وزير الخارجية في اجتماع الجامعة العبرية عفوا حاشى الدول الحرة و تعرفون من اقصد صرح بان جزائر الشهداء لن تكون محطة للتطبيع مع الصهاينة ولاول مرة انوه على خطوة الرئاسة في الطريق الصحيح لتصحيح تاريخ الحزب و تطهيره من عملاء الاستعمار والانتهازيين بعدما كانوا يحيدون الوطنيين واتهامهم بالعمالة للخارج خطوة مباركة لارجاع جزائر الى السكة الصحيحة اتمنى

  • DJAMEL

    كان الافضل ان لا ترجع الى حزب تعلم انت قبل غيرك انه سبب ماسي البلد ' الرجال الصناديد الذين كانوا في جبهة التحرير الوطني مضوا ' و توقف عطاءهم يوم استقلت الجزائر ' و من بعد خلف مكانهم اناس همه الاخد و ليس العطاء ' هذا الحزب لا علاقة له بالجبهة و هو سبب "" الخلا انتاع البلاد "" و عبء ثقيل على الخزينة العامة لاكثر من نصف قرن ' و انت تدرك جيدا هذا

  • عبد الله المهاجر

    بسم الله
    - اذا كانت أعيننا على مايدور في العالم وأخبار المسلمين عامة فاءننا لم ننسى بلادنا يوما لذلك أكثر من 12 سنة وانا أراقب تحركات هؤلاء المسؤولين في البلاد ,, فخبرنا حالهم وعقلياتهم ,,
    واني أرجوا الله تعالى أن لا يعود - بلخادم - للسلطة مرة أخرى فلطالما ألحق بالجزائر أضرارا بسبب تصريحاته
    خاصة في العلاقات الخارجية للبلاد ,,كونه يميل للفرس كثيرا ,,
    الحمد لله اليوم هناك مسؤولون ( شاربين من عقولهم ) يقودون الدولة مثل : أحمد أويحي

  • بساط الريح

    la seule personne capable de diriger le FLN c'est bien Mr AMAR EL GHOUL..... UN CONTRAT GAGNANT GAGNANT POUR LE MERKATO hivernal صفقة القرن

  • Basta

    Attention, un train peut en cacher un autre.
    Ces dinosaures ne disparaissent jamais.
    L'Algérie devient par la force des choses propriété privée.
    Publier

  • el hadi

    Le FLN est mort en Allah yarahmou1962.M.Boudiaf

  • ابن البلد

    لن ينسى لك التاريخ انك اول من حطم الافلان و قسمه لقسمين قسم النصحيحيين الذي قدته انت ثم طردوك منه و القسم الثاني التقويمية الذي يضم خيرة المناضلين الغير منبطحين ..اه اه كم راوغتم الشعب بدون فائدة

  • ali ben bakir

    لي راح و ولى واش من بنة خلا

  • sss

    ماشي جاية يزعكوك نورمال و ترجع نورمال.

  • louise besse

    ماقاله عنك سعيداني وذيله في ميلة بعد ابعادك هل نسيت وهل هذه فيها عفا الله عما سلف ام من اجل الكرسي كل شيئ يهون

  • ملاحظ

    الرجل الوحيد الذي يستهل أمينا. عاما. لجبهة التحرير الوطني هو عبد العزيز بالخادم لانه إنسان. متواضع و مثقف و لا يكذب و إنشاءالله. يكون رءيسا للجمهورية مستقبلا .

  • mounir

    meme visage il part il revient jusqu'a l 'épuisement du pétrole

  • وناس فرنسا

    نفس الوجوه تغير في المناصب منذ 30 سنة لا جديد ولا تشبيب كما يزعمون ولا شئ
    مثلما تداول من قبل على رئاسة الحكومة مع احمد أويحي أظن أربعة مرات او اكثر
    اين مكانة الشباب في تسيير شؤون الدولة رئيس فرنسا عمرة 40 سنة وزيرة التعليم العالي
    في بريطانيا 27 سنة عندما تولت المنصب وفي الجزائر بوتفليقة 81 سنة عين لهبيري 79
    سنة على رأس الشرطة في سنة 2018

  • خشانة مراد

    سبحان الله على طبايع الناس، بالامس القريب سافر بلخادم الى مصر لياكد فكرة حول اشراك رجال المال في السياسة، ومد داك استولى المال الفاسد على الافالان، ثم ياتي هو ويتحدث عن اخراج المال الفاسد من الافلانن ما هدا؟ من المستحيل على الصالح ان يتعمد الفساد، من المستحيل على الفاسد ان ياتي منه اصلاح.

  • مقيرد

    يعجز اللسان عن التعليق دهاب ثم اياب ثم دهاب ثم اياب و دواليك شعاركم طز في التعددية طز في الديمقراطية طز في التداول طز في التشبيب طز في تسليم المشعل بلخادم و غدا سعداني و بعدهم رجوع عباس ودواليك لم الشتات تفريق الشتات ولم الشتات وو...

  • mmm

    , , une marionnette, on l ' a jeté et après on l'appelle , il va sortir de la petite porte comme les autres , aucune dignité

  • Auressien

    هو حر ليعود لحزب الأفلان لكن كمسؤول حكومي لا . ترأس الحكومة عندما وصل سعر البترول لـ 170 دولار و لم يهتم بأحوال الشباب الذين أنهكتهم البطالة و المخدرات و الأمراض الإجتماعية . كان الشاب يتنحر لأجل 3000 دج و هو يقول "العمل موجود لكن الكل يريدون العمل في الوضيف العمومي" و ادعى نسبة البطالة 9% في حين كانت تقدره أنذاك الهيئات الدولية المختصة بـ 40%