الشروق العربي
كلفته 150 مليون سنتيم ولم يتحصل على رخصة لتجريبها

بلقاسم طبي صانع طائرة لم يسمح لها بالطيران بعد

آمال إيزة
  • 4813
  • 7
ح.م

ونحن في تغطيتنا الإعلامية الأخيرة بولاية بسكرة وتحديدا ببلدية الدوسن، التي تبعد بـ80 كلم عن مقر الولاية،استقبلنا السيد: بلقاسم طبي، صاحب 53 سنة ببيته العائلي إكراما للضُيوف الذين حلوا من مُختلف الدول العربية وولايات الوطن للمُشاركة في أيام الدُوسن الأدبية العربية للإبداع الشعري في طبعتها الثالثة، وفور علمه من الجهات المنظمة أن الوفد يضم صحفيين ومُراسلين، كشف لنا عن مُعاناته التي طال أمدها، وهو ينتظر ساعة الإفراج عن ابتكاره، حيث قام بلقاسم بصناعة طائرة صغيرة على شكل “هيلوكبتر”تحمل العلم الجزائري، وقد أتمها في مدة 6 أشهر معتمدا على مجهوداته الخاصة، حيث كلفته صناعتها 150 مليون سنتيم، مع العلم أنه اعتمد على مادة الحديد المُعاد تدويره عوض الألمنيوم الخفيف، وهي المادة الأساسية في صناعة الطائرات، حتى تكون لديها قدرة على الطيران، لكن لغياب هذه المادة الأولية بمنطقة بسكرة وما جاورها، في حين تكلفتها باهظة في مناطق أخرى من الوطن، جعله يعتمد على الحديد الخفيف، دون إهمال قاعدة الوزن الأساسية، حيث أن الوزن الذي تستطيع حمله هو 9 قناطير، ففي الوقت الذي كان من المفروض أن يكون وزنها أربعة قناطير ونصف فقط، مع حمولة تصل إلى أربع قناطير ونصف أخرى، تم صنعها بوزن يصل إلى 6 قناطير مع إنقاص الوزن الزائد من الحمولة.

وبالنسبة للمحرك، يضيف محدث “مجلة الشروق العربي”، أنه في صناعة الطائرات هُناك محركا خاصا هو المحرك النفاث، لكن نظرا للميزانية الضئيلة، وعدم تلقيه لأي تشجيعات أو مُساعدات مادية، تم تطوير محرك سيارة آس 6000 فولكسفاغن، وهو الأقرب للمحركات النفاثة، وقد اعتمد عليه لصناعة طائرته.

على صعيد مُماثل، يقول عمي بلقاسم طبي الذي هو أب لخمسة أبناء وجد لستة أحفاد، أنه كان يحلم منذ بداية الثمانينات في إنجاز هذه الطائرة وقد راودته الفكرة أنذاك، بينما كان برفقة والده المريض بفرنسا فلمح طائرة صغيرة تحط على سطح المستشفى وبقيت تلك الصورة عالقة بذهنه، إلى أن جمع الأموال وتابع أبحاثه الخاصة وأنجزها سنة 2016 في ظرف 6 أشهر كاملة.

يتمتع عمي بلقاسم بسمعة طيبة وباحترام وتقدير وسط أهله وجيرانه الذين يفتخرون به، والابتسامة لا تُفارق محياه، لكنه بالمقابل يُعاني الإقصاء والتهميش، في حين لم يحقق حلمه بعد في رؤية الطائرة تُحلق عاليا نظرا لعدم حُصوله بعد على رخصة تمكنه من تجريبها، حيث لايزال يحتفظ بها في مستودع خاص مقابل بيته العائلي إلى حين يتحصل على رخصة من السلطات الأمنية والعسكرية والإدارية ومصلحة الطيران بالمنطقة.

تجدر بنا الإشارة أن عمي بلقاسم مازال في جُعبته الكثير من المشاريع والأبحاث التي يسعى جاهدا لتجسيدها على أرض الواقع، منها مشروع مُحرك يعمل دون طاقة لا بنزين ولا غاز ولا كهرباء، بدأ فعلا الدراسة عنه، ويقول إن نتائجه مضمونة ويبقى المُشكل في المواد الأولية، وغياب الدعم المادي والتشجيعات المُقدمة لمواصلة ذلك، مع العلم أنه يعمل في الخراطة والتنقيب عن المياه الجوفية، وكل مايقوم به من أبحاث مُكلفة يقتطع تكاليفها من ماله الخاص وعلى حساب سعادة أولاده الذين يؤمنون بأفكار أبيهم ويفتخرون به، وعن طريق الصحافة يوجه نداء للمسؤولين المعنيين من أجل التفاتة تشجيعية للمبتكرين الجزائريين في شتى المجالات الذين يُعانون التهميش واللامبالاة. علما أن هناك طاقة كامنة يجب تفجيرها للنهوض بالصناعة خدمة للاقتصاد الوطني والبحث العلمي والعملعلىاسترداد طاقاتنا الجزائرية التي صنعت مجد الدُول المتقدمة.

مقالات ذات صلة