-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لم يتطرق إلى أخطائه وركّز على انتقاد عدة أطراف

بلماضي بين التصريحات النارية والوفاء لنظرية المؤامرة

صالح سعودي
  • 3097
  • 0
بلماضي بين التصريحات النارية والوفاء لنظرية المؤامرة

لم تحمل المقابلة الصحفية التي خصها الناخب الوطني جمال بلماضي لقناة “الفاف” على اليوتوب مستجدات ملموسة باستثناء الإعلان عن ترسيم بقائه لعهدة جديدة على رأس “الخضر”، وإنهاء الجدل القائم في هذا الجانب منذ تفضيله خيار الصمت نهاية شهر مارس المنصرم بعد الإقصاء المر من مونديال قطر، في الوقت الذي طغى على أغلب كلامه منطق التصريحات النارية التي تعودها الكثير منذ توليه زمام “الخضر”.

بقي الناخب الوطني جمال بلماضي وفيا لعاداته المبنية على حدة اللهجة والقصف الناري في مختلف تصريحاته لوسائل الإعلام، وهو الأمر الذي تكرر مجددا خلال المقابلة الصحفية التي خص بها قناة “الفاف” على اليوتوب، ما جعله في نظر البعض وفيا لنظرية المؤامرة، من خلال اتهام وانتقاد الجميع مقابل تفادي الحديث عن أخطائه وعثراته الفنية، وهو الأمر الذي خلف آراء متباينة، بدليل أن الكثير من الجماهير الجزائرية استحسنت خطاب المدرب بلماضي الذي بحسبهم جاء ليفضح الممارسات الحاصلة في المحيط المقرب من المنتخب الوطني أو المؤامرات التي تحاك ضد “الخضر” من عدة أطراف في الداخل والخارج، وفي مقدمة ذلك مشكل التحكيم الإفريقي الذي وصفه بأنه ينتمي إلى عصر ما قبل التاريخ، مركزا على الحكم غاساما الذي حمله مسؤولية الهزيمة في ملعب تشاكر بالبليدة، ما تسبب في عدم التأهل إلى مونديال قطر 2022، كما فتح بلماضي النار على أطراف محسوبة على الفاف وجهات أخرى يرى بأنها تفكر في نفسها دون الدفاع عن مصالح المنتخب الوطني، وهي التصريحات التي يبدو أنها ليست جديدة عند الوسط الكروي الجزائري الذي يعرف الواقع المرير في الشقين الإداري والفني، في الوقت الذي قلل من حدة انتقاده لرئيس “الفاف” محاولا إعطاء صورة بأن العلاقة بينهما طيبة.

ومن الجوانب التي لفتت الانتباه في المقابلة الصحفية لبلماضي مع قناة “الفاف” على اليوتوب هو انتقاد الجميع وفق ممارسة منطق الفضح بالتلميح دون ذكر الأسماء بعينها، في الوقت الذي تفادى الحديث عن أخطائه الفنية التي ارتكبها، سواء في نهائيات “الكان” أم في إياب فاصلة المونديال، خاصة وأن البعض يذهب إلى القول بأن المهزلة التحكيمية بقيادة غاساما لا يجب أن تكون العامل الرئيسي للإقصاء، خاصة وأن معادلة النتيجة في آخر دقائق الشوط الإضافي الثاني أسقطت بحسب بعض المتتبعين كل الأعذار، فكان لزاما التحلي بالحنكة في تسيير اللحظات الأخيرة برزانة وتركيز حفاظا على المكسب، وهو ما يؤكد في نظرهم أن الإقصاء كان فنيا قبل أي عامل آخر، والواضح في نظرهم أن بلماضي لا يعترف بأخطائه وفقا لمبدإ النقد الذاتي بقدر ما يسعى إلى فتح النار على الغير وفقا لنظرية المؤامرة.

وبعيدا عن التصريحات النارية التي أصبح بلماضي معروفا بها، وتلقى عادة الكثير من الاستحسان وسط الجماهير الجزائرية، إلا أن الكثير ينظر إلى مستقبل التشكيلة الوطنية ومدى قدرتها في العودة مجدا إلى الواجهة، وهو التحدي الذي يجعل الكرة في مرمى بلماضي الذي يتساءل الكثير حول مدى قدرته على إحداث ثورة حقيقية لضخ دماء جديدة قبل أسابيع قليلة عن انطلاق التصفيات المؤهلة لـ”كان 2023″، وهي الفرصة التي تبدو مواتية للوقوف على مدى إمكانية إعادة المنتخب الوطني إلى السكة إذا توحدت الجهود وصبت النوايا في مشروع جاد يسمح بمحو نكستي الكان والمونديال التي دشن بها بلماضي مطلع هذا العام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!