-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حصد ثمار العناد والعنتريات والهروب إلى الإمام

بلماضي من بطل قاري إلى 3 مهازل في 3 سنوات

طارق. ب / ح. سمير / صالح سعودي / ب. ع / ع. ع
  • 5248
  • 4
بلماضي من بطل قاري إلى 3 مهازل في 3 سنوات

خرج المنتخب الوطني بقيادة المدرب جمال بلماضي من الباب الضيق خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية بكوت ديفوار، وهذا بعد ما عجز عن تجاوز عقبة الدور الأول في ثاني نسخة قارية على التوالي. ورغم أنه كان في حاجة إلى نقطة واحدة أمام منتخب موريتانيا لترسيم التأهل إلى الدور الثاني، إلا أن تشكيلة المرابطين عرفت كيف تلعب على وتر الإرادة والروح القتالية فحققوا فوزا تاريخيا جعلهم يتأهلون مقابل التعجيل بعودة محاربي الصحراء إلى أرض الوطن.

حصد المدرب جمال بلماضي ثمار العناد والعنتريات وسياسة الهروب إلى الأمام التي عرف بها منذ تتويجه باللقب القاري في الملاعب المصرية صائفة عام 2019، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على أداء المنتخب الوطني مثلما تنعكس أساسا على رؤية بلماضي نفسه الذي بدلا من الاستماع إلى الرأي الآخر والعمل به من باب المراجعة والتدارك وتصحيح ما يمكن تصحيحه، لكنه فضل منطق العنتريات وسياسة الهروب إلى الأمام التي أغرقته في عالم الأوهام مثلما زجت به في عالم المهازل والخيبات، بدليل المهزلة الثانية على التوالي في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي صنفها البعض في خانة تحصيل حاصل انطلاقا من عدة عوامل ومعطيات لعل أبرزها الضغط السلبي الذي يمارسه على اللاعبين وكذلك خياراته الفنية التي افتقدت إلى الموضوعية في ظل منطق المحاباة مع لاعبين معينين مقابل سياسة التهميش التي سلطها على لاعبين آخرين، ما جعل محاربي الصحراء يفتقدون إلى عدة أوراق رابحة وخيارات راجحة من شأنها أن تخدمهم فوق المستطيل الأخضر وفي منافسات تفرض الكثير من الواقعية والتحدي مثلما هو حاصل في نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهذا بعيدا عن الإنجازات الوهمية التي كثيرا ما استثمر فيها بلماضي، مثل سلسلة أكبر عدد من النتائج الإيجابية المتتالية، وكذلك الانتصارات المحققة في الوديات والأدوار التصفوية، وهي نتائج بقدر أهميتها إلا أنها لا تساوي شيئا أمام الاختبارات الرسمية في المنافسات الكبرى، مثل نهائيات كأس أمم إفريقيا أو المقابلات الفاصلة وغيرها من المحطات الحاسمة.

وإذا كان المدرب جمال بلماضي عرف كيف يكسب ود وعواطف الجماهير الجزائرية لعدة سنوات بفضل التتويج القاري المستحق في الملاعب المصرية صائفة عام 2019 بعد مشوار ايجابي منه من التغلب على منتخبات كبيرة بوزن كوت ديفوار ونيجيريا والسنغال والبقية، وكذلك لجوئه إلى فنون الاستعطاف والمصاحبة للتصريحات النارية التي كثيرا ما تروق الجماهير الجزائرية، إلا ان بلماضي نسي دوره الأساسي فوق المستطيل الأخضر، من خلال الحرص على سياسة الاستقرار والاستمرارية بأكثر فعالية، ما جعله يعطي الأولوية لمنطق الأوهام على حساب الواقعية الميدانية، فراح ينتهي بسلسلة النتائج الإيجابية المتتالية في الوديات والأدوار التصفوية، ومقابل ذلك كان يقصف وسائل الإعلام ومحللي البلاتوهات، ما جعله يقع في فخ الغرور الذي حرمه من الوقوف على عيوبه ونقائصه، فكانت النتيجة مهزلة مدوية في نهائيات “كان 2022” بالكاميرون، عقب التعادل أمام سيراليون والخسارة أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، إقصاء بقدر ما كان مفاجئا فإنه كان متوقعا لأسباب فنية وتنظيمية وبسبب مؤشرات سبقت نسخة الكاميرون تزامنا مع التراجع الواضح في الأداء عقب الاختبارين الهامين أمام بوركينا فاسو في المغرب وتشاكر لحساب تصفيات مونديال 2022. وجاءت المأساة الموالية في أقل من شهرين عقب نكسة فاصلة المونديال التي حرمت المنتخب الوطني من التواجد في العرس القطري إثر الخسارة أمام المنتخب الكاميروني.

وفي الوقت الذي وضعت مهزلة الكاميرون 2022 ونكسة فاصلة المونديال المدرب جمال بلماضي عند حجمه الحقيقي، إلا انه لم يأخذ العبرة مما حدث، فواصل منطق العنتريات وسياسة الهروب إلى الأمام، حتى انه لم يستغل الفرصة لضخ دماء جديدة تعيد “الخضر” إلى الواجهة، فكانت النتيجة مواصلة أوهام النتائج الإيجابية في الوديات والمباريات التصفوية، بدليل عدم التعثر في عام 2023، إلا أنه طبق منطق “في وقت الصح ضرب النح”، فكانت نسخة “الكان” بكوت ديفوار مناسبة أخرى للفشل في التحديات الحقيقية، بدليل الاكتفاء بالتعادل أمام أنغولا ثم بوركينا فاسو، وإنهاء المشوار بخسارة مدوية أمام موريتانيا عجلت بالخروج من الدور الأول وتكرار سيناريو نسخة الكاميرون 2022 وبينهما نكسة فاصل المونديال.

وقد وصل الكثير إلى قناعة بأن بلماضي فشل فشلا ذريعا والأكثر من هذا كلف الخزينة أموالا باهظة مثلما فوت على المنتخب الوطني فرصا هامة لمواصلة التألق، بدليل أن حصيلته اقتصرت على لقب قاري تبعته 3 مهازل ونكسات في 3 سنوات متتالية، ما يتطلب من الآن اتخاذ قرارات شجاعة تفرض التغيير واتخاذ ما يجب اتخاذه تحسبا للتحديات المقبلة، وفي مقدمة ذلك بقية تصفيات مونديال 2026 ونهائيات “كان 2025”.

أعلن لهم عن انسحابه من تدريب المنتخب
هكذا ودّع جمال اللاعبين قبل العودة إلى الجزائر

أعلن الناخب الوطني، جمال بلماضي، استقالته للاعبين بغرفة تغيير الملابس، مباشرة بعد الهزيمة الموجعة، سهرة أول أمس الثلاثاء أمام موريتانيا (0-1) بملعب “السلام” ببواكي، برسم الجولة الثالثة، وهي النتيجة التي أقصت المنتخب الوطني من الدور الأول من كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار.

وحسب ما كشفت عنه “وأج ” من مصدر رسمي،  فإن المدرب بلماضي، الذي بقي على رأس المنتخب الوطني منذ أوت 2018، حرص على تحية لاعبيه واحدا تلو الآخر بعد فشله في تأهيل “الخضر” إلى الدور الثاني من هذه المسابقة للمرة الثانية على التوالي بعد نسخة 2021 التي نظمت في الكاميرون.

واستنادا لذات المصدر، فإن بلماضي ومباشرة بعد عودته إلى أرض الوطن، سيرسم استقالته كتابيا مع رئيس الاتحادية الجزائرية “الفاف”، وليد صادي، الذي ينتظر أن يوافق عليها.

وشكّل فشل المنتخب الوطني في مواصلة المغامرة وإقصائه المبكر من كأس إفريقيا بكوت ديفوار صدمة قوية للجماهير الجزائرية، التي عبّرت عن غضبها الشديد، وطالبت بذهاب الجميع بمن فيهم المدرب.

في نفس السياق، كانت صدمة الإقصاء شديدة على الجماهير الجزائرية التي كانت متواجدة في كوت ديفوار، حيث لم تتقبل الوجه الشاحب الذي ظهر به رفقاء القائد محرز في اللقاءات الثلاثة، لاسيما في المباراة الثالثة أمام موريتانيا، وقد عبّرت عن ذلك برشق المدافع عيسى ماندي بالقارورات البلاستيكية عندما أراد هذا الأخير الاعتذار لهم بعد نهاية مواجهة موريتانيا.

إلى ذلك، توجهت ذات الجماهير الغاضبة بعد نهاية المباراة إلى مقر إقامة المنتخب الوطني المتواجد على مقربة من ملعب “السلام” وحاولت الدخول إلى الفندق وملاقاة اللاعبين والمدرب بلماضي، واستدعى الأمر تدخل قوات الأمن لتفريق المناصرين الغاضبين.

وتعد هذه الخيبة الثانية لكرة القدم الجزائرية، بعد خيبة “كان” 2022 بالكاميرون، ثم بعدها خسارة المباراة الفاصلة أمام الكاميرون والفشل في التأهل إلى مونديال 2022 بقطر، لتأتي “كان” كوت ديفوار وتقضي على آمال الشعب الجزائري برمته.

وكان المنتخب الوطني قد استهل البطولة بالتعادل أولا أمام أنغولا (1-1) في خرجته الأولى، ثم أمام بوركينا فاسو (2-2) في الجولة الثانية، قبل أن ينهزم أمام موريتانيا في مباراته الثالثة التي كان يكفيه فيها التعادل للتأهل. وبذلك، يكون الفريق الموريتاني قد حقق أول نجاح له في المرحلة النهائية ليتأهل إلى الدور المقبل.

وفي الترتيب النهائي للمجموعة الرابعة، احتلت الجزائر المركز الرابع والأخير برصيد نقطتين خلف أنغولا في المركز الأول بـ7 نقاط  وبوركينا فاسو في المركز الثاني بـ4 نقاط وموريتانيا ثالثا بـ3 نقاط.

اللاعب أحمد توبة يتحدث عن الإقصاء:
نحن جميعاً نتحمل مسؤولية ما حدث في المسابقة القارية

تحدث النجم الجزائري أحمد توبة المدافع، بعد الخسارة المفاجئة أمام منتخب موريتانيا بهدف نظيف.

وأجاب توبة عن غياب بعض النجوم الجزائريين، الذين كانوا قادرين على صناعة الفارق مع “محاربي الصحراء” في بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في ساحل العاج بقوله: “قام المدرب جمال بلماضي بتوجيه الدعوة للأفضل”.

وحول من يتحمل خسارة منتخب الجزائر أمام منتخب موريتانيا بهدف مقابل لا شيء والخروج من بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم من مرحلة المجموعات، قال أحمد توبة: “نحن جميعاً نتحمل مسؤولية ما حدث في المسابقة القارية”.

وعن شعوره تجاه عدم اللعب في جميع المواجهة الثلاث في مرحلة المجموعات ببطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، أوضح أحمد توبة: “نحن عائلة في منتخب الجزائر، ولا يهم من يلعب المباريات ومن لا يشارك فيها، وكنت أتمنى أن نحقق نتائج إيجابية في المسابقة القارية، لكن هذا ما حدث معنا”.

مدافع الخضر عيسى ماندي
نحن جميعا نتحمل مسؤولية هذا الإخفاق

أبدى مدافع الخضر عيسى ماندي، حزنه بعد فشل فريقه في الفوز أمام منتخب موريتانيا (1-0)، في الجولة الثالثة من دور المجموعات بكأس أمم أفريقيا، ليغادر البطولة من الدور الأول..
وقال ماندي، في تصريحات لوسائل الإعلام بعد نهاية المباراة، “الأمور لم تسر معنا بالشكل المطلوب، كنا نحاول أن نعود في النتيجة، ونحقق على الأقل التعادل لضمان التأهل إلى الدور القادم، ولكن للأسف حدث ما لم نكن نتوقعه”، وأضاف “نحن جميعا نتحمل مسؤولية هذا الإخفاق، صحيح أن النتيجة لم تكن إيجابية، لكن أؤكد أننا قدمنا كل ما لدينا من أجل إسعاد الشعب الجزائري”، واختتم “لا يمكنني أن أشرح ماذا حدث، وما الذي تعرضنا له، كل ما يمكنني تقديمه هو الاعتذار للشعب الجزائري، وكل الجماهير التي سافرت معنا إلى كوت ديفوار لمؤازرتنا”.

وأنهى حديثه قائلا: للأسف خرجنا برصيد نقطتين ولم نتأهل إلى الدور الثاني رغم أننا قدمنا كل ما في وسعنا لتحقيق الفوز في الثلاث مباريات، لكن الأخطاء التحكيمية أثرت على مشوارنا، الحكام لم يتخذوا القرارات الصائبة”.

عهدته تجاوزت صلاحيتها واستقالته تأخرت كثيرا
بلماضي استهلك الوقت وحرق الأعصاب ومحا إنجازاته بنفسه

لم يحدث في تاريخ الكرة الجزائرية، والمدربين الذين تعاقبوا على الخضر، وأن توفر لمدرب منهم، ما توفر لجمال بلماضي، خاصة في النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا، حيث تهيأت له كل الظروف، باعترافه، وتوفر له عدد من اللاعبين، وتوفرت له أيضا أجراس الإنذار من خلال المباريات التطبيقية وخاصة التعادل الأول أمام أونغولا ثم الثاني أمام بوركينا فاسو، في مباراتيه الأوليين.

ومع ذلك لم يتمكن من تحقيق تعادل كان يكفيه أمام منتخب موريتانيا الذي لم يسبق له في تاريخه وأن فاز على الجزائر ولا أن فاز في مباراة ضمن كأس أمم إفريقيا، فكان المنتخب الجزائري في نسخة جمال بلماضي هو البساط الذي حلق به لأجل تحقيق كل أمنياته وأهمها التأهل إلى الدور الثاني، في منافسة صعبة فعلا ولكن جمال بلماضي حوّلها إلى مستحيلة ولولا سوء التنفيذ لدى الموريتانيين وبراعة الحارس موندريا الذي كان أحسن ما في الخضر، في الشوط الثاني للمباراة، لسجلوا رباعية أو أكثر.

النتائج السيئة والأداء المتذبذب لم يكن وحده إشارة استنفاد عهدة جمال بلماضي صلاحيتها، وإنما الكثير من الأمور الخارجية والمحيطة بالمدرب الذي يتفاعل مع الانتقادات بطريقة غريبة، حتى إن البعض يتصوّر أن الرجل لا يغادر التلفاز في مشاهدة البلاطوهات أكثر من الاهتمام بالأمور الفنية، ونقل “مرضه” إلى لاعبيه، وكانت التصريحات الأخيرة لرياض محرز، بخصوص منتقديه صادمة، من نجم كبير أحبه الناس لبساطته ولكونه لا يلتفت لما يقال، سواء مع الأندية التي لعب لها أم مع المنتخب الوطني، وصارت كل ندوة صحفية ينشطها توحي بأن الرجل يستنفذ ما تبقى من صلاحيته كمدرب للخضر، قبل أن تترجم الحكاية بالخروج للمرة الثانية على التوالي، من الدور الأول من أمم إفريقيا، ومن دون أي فوز، وفي المرتبة الأخيرة وأمام منتخبات مجهرية في عالم الكرة، مثل سيراليون وموريتانيا، والغريب أن الرجل تأخر كثيرا عن رمي المنشفة، وهو يشاهد كل ما حققه في صيف 2019 وهو إنجازه الكبير الوحيد، ينهار من مباراة إلى أخرى، قبل أن يسوى بالأرض في مباراة موريتانيا التي أدخلت الجماهير في حزن كبير وغضب أيضا من مدرب، كان بإمكانه أن يعود إلى بيته مباشرة بعد أن أطلق إيكامبي الرصاصة في مسيرته الكروية في عالم التدريب.

ليس من الأدب إطلاق رصاص الانتقاد على سيارة الإسعاف الكروية، التي حملت معها جرحى مسيرتهم الكروية من لاعبين وطاقم فني، ولكن جمال بلماضي قد جعل كل جمالياته من الماضي، حيث أفلس تكتيكيا من زمن بعيد، ولكنه في كل مرة يقوم من تحت الردم ليس من أجل الإبداع وتقديم أفكار كروية جديدة، من أجل المواصلة، فحاولنا التصديق في إخفاق كأس أمم إفريقيا في الكامرون بحكاية أرضية جابوما، وجائحة كورونا ووضعناها في سياق لكل جواد كبوة، ثم مسحنا موسى الإخفاق الثاني في التأهل للمونديال في الحكم الغامبي غاساما، وفي تلك المباراة، الخضر سيطروا بطريقة رهيبة على الكامرون التي نجت من عشرة أهداف على الأقل، وبالرغم من بعض المؤشرات الواضحة والبائنة، إلا أن الرجل أعطى الانطباع بأنه قادر على رفع التحدي، من خلال مطالبه ومنها التحضير في طوغو والإقامة في نزل خاص، والتدرب في الخفاء واللعب أيضا من دون جمهور، حتى ظن الكثيرون أن بلماضي قادر على إعادة الماضي، وجمال سيمنح الجمال باللعب والنتائج لأنصار أصيبوا سهرة الثلاثاء بصدمة كروية عنيفة لا تقلّ عن صدمة ملعب تشاكر.

بلماضي يتحمل المسؤولية والمنتخب يعود إلى نقطة البداية
هذه أسباب إقصاء “الخضر” من “كان كوت ديفوار”

انتهت قصة المنتخب الوطني الجزائري في كأس أمم إفريقيا، وانتهى معها حلم الملايين من الجزائريين، في رؤية قميص الخضر يتزين بنجمة ثالثة، تشفي مرارة الإقصاء من كأس والعالم، وتمحو خيبة “كان” الكاميرون، غير أن النتيجة كانت منتظرة بالنظر لمعطيات عديدة، جعلت الخضر يسقطون من أعلم الهرم بطريقة غريبة، في سيناريو يتحمل مسؤوليته بشكل كبير الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي عجز عن إعادة الأمور إلى نصابها، بل تطورت من السيئ إلى الأسوإ، منذ النسخة الماضية.

بداية الإخفاق، كانت في العديد من النقاط وتراكم الأخطاء، بداية من فترة اللاهزيمة، التي تحولت من نعمة إلى نقمة، بعدما وجد الخضر أنفسهم في رحلة الحفاظ على سلسلة النتائج الإيجابية، عقب التتويج القاري، وهو ما اختزل فكرة تجديد النفس في المنتخب الوطني، والاعتماد على نفس اللاعبين رغم هبوط مستوى البعض، وهو ما فوت على الناخب الوطني فرصة منح الفرصة إلى لاعبين آخرين، بنفس جديد ومشروع جديد، كان سيبقى الخضر في قمة الهرم الإفريقي، ليجد بلماضي نفسه بعد “كان” الكاميرون، تائها في إيجاد تشكيل مثالي للمنتخب الوطني.

النقطة الثانية، التي مازالت تثير استغراب العديد من النقاد والجماهير الرياضية، حيث رغم أن الخضر تعرضوا لنكستين متتاليتين، إلا أن الناخب الوطني بقي يعتمد على نفس الأسماء، ونفس النظام التكتيكي، حتى أصبح كتابا مفتوحا لدى كل المنافسين، رغم ثراء التعداد وتواجد لاعبين بإمكانيات كبيرة في المنتخب، غير أن الخيارات التي يقوم بها في القائمة المستدعاة، تتسم بالتناقض، بين الأحقية والأقدمية، والتعنت في إبعاد أسماء كانت قادرة على منح الإضافة ومنح حلول في وضعيات عديدة، أحد أبرز النقاط التي ضيقت أهداف الخضر.

النقطة الثالثة التي اتفق عليها المنافس قبل المناصر، وهي عدم استغلال جمال بلماضي لإمكانيات لاعبيه طيلة الفترة الماضية، وبقي وفيا لنظرته رغم ثراء التعداد، وعدم استفادته من لاعبين في قمة عطائهم، على غرار أمير سعيود، بولاية وياسين براهيمي، بالإضافة إلى بن رحمة وأدم وناس، وغيرهم من الأسماء التي لم توجه لها الدعوة ولم توظف بالشكل اللازم بسبب النظرة الوحيدة للناخب الوطني في منظومة المنتخب الوطني.

إخفاق “كان” كوت ديفوار كان تحصيل حاصل لعدة أسباب من الاختيارات الفنية، والتكتيكية، بالإضافة إلى طريقة التعامل مع الإعلام والمنظمين في وقت سبق، ورفضه لكل أشكال الانتقاد وغيرها من الأسباب، التي جعلت الخضر يعودون إلى نقطة البداية، وفي نفس الوضعية التي وجدها بلماضي في البداية، بعد إخفاق “كان” 2017، وبرصيد نقطتين، في نفس سيناريو النسخة الحالية، ليجد رئيس الاتحادية وليد صادي نفسه، مطالبا بإعادة النظر في الطاقم الفني، والاختيار الجيد لمدرب، يستطيع قيادة أرمادة من الأسماء في الاستحقاقات القادمة.

نحو اعتزال بعض اللاعبين بعد الإخفاق

يبدو أن إخفاق “كان” كوت ديفوار بالخروج من الدور الأول، والانهزام بطريقة مذلة أمام المنتخب الموريتاني سيعجل بإحداث ثورة في المنتخب الوطني الجزائري، والتغيير أصبح ضروريا بعدما وصل الخضر إلى طريق مسدود، ولم يعد هناك أمل في رؤية منتخب يعود إلى منصة التتويجات بالنظر لواقع أرضية الميدان، التي ضربت الترشيحات عرض الحائط، مؤكدة أن لكل مجتهد نصيبا.

أسماء كثيرة لا يمكن الإنقاص من مستواها، لكنها أصبحت لا تسمن ولا تغني في المنتخب، وفقدت تلك الروح والرغبة في قيادة الخضر لتتويج آخر، مع التفريط في أسماء أخرى كانت قادرة على منح تلك الإضافة المرجوة، وإعطاء حلول بالنظر لتعطشها ورغبتها في كتابة تاريخ جديد مع الخضر، فأداء محرز لم يكن في مستوى اسمه الكبير، ولا خبرة سليماني وبن طالب، ولا حتى ماندي وغيرها من الأسماء قادرة على إعطاء المزيد مع “الأفناك”.

اعتزال بعض العناصر منتظر، وإبعادات في المستقبل القريب، يتصدرها اسم قائد الخضر رياض محرز، الذي قد يعلن عن اعتزاله اللعب الدولي، بالإضافة إلى هداف الخضر أسلام سليماني، ونبيل بن طالب، وعيسى ماندي، الذين قد يضعون حدا لمسيرتهم مع المنتخب الوطني الجزائري، بعد سنوات عديدة تخللها تتويج قاري، ومشاركة في كأس العالم 2014، رغم الخيبات الأخيرة، إلا أن هذا لا يمنع من الاعتراف بما قدموه مع الخضر في العديد من المواعيد.

استقالة بلماضي قد تكون نعمة على الخضر، وستسمح بمنح جرعة نفس في تشكيلة الخضر، خاصة وأن معدل الأعمار ليس كبيرا، ولا خوف على مستقبل الخضر، خاصة مع اختيار الرجل المناسب لقيادة سفينة الخضر في المستقبل، فاللاعبون المتواجدون ليسوا سيئين، بل المعطيات والعديد من العوامل كانت سببا في عدم ظهورهم بالشكل الممتاز مع المنتخب الوطني.

“الخضر” مطالبون بالعودة إلى السكة.. وعلى صادي إيجاد الحلول

شكل خروج المنتخب الوطني الجزائري من منافسة كأس أمم إفريقيا صدمة قوية لعشاق الخضر، والجماهير العريضة التي كانت تمني النفس، برؤية منتخب يتصدر المشهد القاري، غير أن الإقصاء ليس نهاية العالم، والعودة إلى المكانة الطبيعية ضرورية في المستقبل، خاصة وأن خزان الخضر مليء بالمواهب، التي لم تقل كلمتها لحد الآن.

استقالة جمال بلماضي من تدريب الخضر، واعتزال بعض اللاعبين لن يكون كفيلا بتصحيح المسار، بل يتطلب تضافر الجهود وإعادة الاعتبار للجزائر قاريا، وهو ما يجب على رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، العمل عليه في المستقبل القريب، ووضع حد للعبة الكواليس، التي كانت أحد الأسباب في عدم تواجد الخضر في كأس العالم، والدور الثاني من المنافسة القارية المقامة بكوت ديفوار.

الشجرة التي تغطي الغابة، والمنتخب الذي كان يستر عورة الكرة الجزائرية، وجب على القائمين في الكرة الجزائرية، أن يعيدوا ضبط المفاهيم، وإعادة الاعتبار للكرة المحلية التي لم تعد قادرة على إنجاب لاعب واحد في المنتخب الوطني، بالإضافة إلى تطوير سلك التحكيم، ومحاربة الفساد الذي يعد من الأسباب المباشرة في الإخفاقات، فالأولويات كثيرة لصادي من أجل ضبط الأمور، والمثال واضح في التجارب المالية والسنغالية، والتي تسير بخطى ثابتة نحو احتكار القارة كرويا.

المستويات الكبيرة التي ظهرت بها المنتخبات المجهرية قاريا، لم يكن محض صدفة، بل كان نتيجة العمل القاعدي والمتواصل لهذه البلدان، والتي وجدت مكمن الخلل، وضرورة وضع أسس صحيحة للوصول إلى النتائج المرجوة، وهو ما تجلى في النتائج، عكس البلدان التي خلقت لنفسها هالة كروية، وتختبئ وراء التاريخ مما أدى إلى انقلاب موازين الكرة قاريا، وأصبحت لا تعترف بمنطق الكبير والصغير كرويا.

الأكيد أن خسارة اليوم ليست نهاية العالم، والتعلم من الأخطاء سيعيد لا محالة الخضر إلى الواجهة، بالنظر لثراء التعداد، وتواجد المادة الخام والتي تتطلب الاعتناء والتأطير.

هذا ما قاله بلماضي بعد الإقصاء أمام موريتانيا

تحدث المدرب الوطني جمال بلماضي بعد الإقصاء أمام موريتانيا قائلا: “تلقينا هدفا من كرة ثابتة في الشوط الأول الذي سار في اتجاه واحد ولم نشاهد فيه المنافس تماما ورغم ذلك لم نتمكن من التسجيل وهذا هو الواقع. أتحمل مسؤولية هذا الإقصاء كاملة، مرة أخرى لم نكن فاعلين وهو ما يضعنا عرضة لهجمات المنافس. عندما نعود إلى أرض الوطن سأتطرق الى مستقبلي وممكن أننا وصلنا إلى نهاية المطاف”، وأضاف قائلا: “لم أعد مشاهدة اللقطات التي أثارت الاحتجاج في مباراة اليوم، ولا يمكنني الحديث في هذا الأمر، الفار لم يتم تشغيلها اليوم وهذا هو الاستنتاج. خط التماس مسموح للحكام والمدربين، لكن عندما نشاهد رئيس الاتحاد الموريتاني يتحدث مع الحكم هناك فهذا أمر غير مقبول تماما”.

وأشار إلى أن غياب بن سبعيني وبن ناصر أثر على الفريق: “حقا، غياب بن سبعيني وبن ناصر أثر علينا، واعتقدنا أن هناك من يعوضهما خلال هذه المقابلة لكن الأمور لم تسر كما كنا نريد. لا يوجد فريق صغير في إفريقيا، واليوم الأمور سارت عكس ما كنا نبغي، لقد تلقيت سادس خسارة لي مع الفريق الوطني في ظرف ست سنوات”، وأنهى حديثه قائلا: “علي تحملي كامل المسؤولية. أذكر أنني عندما جئت على رأس المنتخب أنه كان يحتل المركز 14 في إفريقيا و60 في ترتيب الفيفا، أنا ثاني مدرب يتوج باللقب القاري وليس أول من يقصى من الدور الأول مرتين متتاليتين”.

مدرب المنتخب الموريتاني أمير عبدو:
“الخضر” أقوى منّا وانتزعنا تأهلا تاريخيا

تحدث مدرب موريتانيا عن الفوز على المنتخب الجزائري قائلا: “نحن نعيش لحظات رائعة وتاريخية. قلت للاعبينا إنه يجب الإيمان بقدراتنا إلى غاية آخر لحظة، انتصرنا على منتخب جزائري أقوى منا، لكننا أظهرنا واقعية ورغبة من أجل انتزاع هذا التأهل التاريخي ضد بلد كبير في كرة القدم. اللاعبون أدوا مباراة بطولية وكتبوا التاريخ مثلما فعله اللاعبون المحليون في بطولة الشان-2022. لقد أظهرت العناصر التزاما كبيرا من الناحية التكتيكية وتفوقوا على المنتخب الجزائري في هذا الجانب. استطعنا فك شفرة الدفاع الجزائري لتسجيل هذا الهدف المهم وأنا فخور بجميع اللاعبين. حاليا علينا الاستمتاع بهذا التأهل قبل الشروع في التحضير لمواجهة الدور ثمن النهائي. نجحنا في إدخال البهجة لقلوب الشعب الموريتاني ولن نتوقف عند هذا الحد. بالمقابل، أنا حزين بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي يضم لاعبين ممتازين. في ما يخص عقدي أنا لا أهتم لهذا الأمر حاليا بل أركز على الجانب الرياضي وفقط، أترك مستقبلي في حكم الله عز وجل. الآن سنخوض معركة أخرى بلعب لقاء الدور ثمن النهائي وهو الأمر الذي لن يكون سهلا. بلوغ هذا الدور سابقة أولى في تاريخ الكرة الموريتانية.”

من جهته، قال حارس موريتانيا باباكار نياس الذي تم اختياره رجل اللقاء: “أنا فخور بتحصلي على هذه الجائزة، التي أهديها لعائلتي وللشعب الموريتاني. حضرنا جيدا لهذه المواجهة، والحمد لله حققنا فوزا رائعا على الجزائر. وأنا فخور أيضا بزملائي الذين أدوا مباراة كبيرة. كنا ندرك جيدا أنها ستكون مواجهة جد صعبة إلا أننا كنا واثقين من تحقيق شيء ما. الحظ خاننا في اللقاءين الأولين، لكن كنا مركزين خلال هذه المباراة واستفدنا من هفواتنا”.

تضامن كبير مع عيسى ماندي

وجد اللاعب الدولي الجزائري المدافع عيسى ماندي، تضامنا من الجزائريين، عقب تعرضه لهجمات بقارورات المياه، من مجموعة من أنصار المنتخب الوطني في ملعب بواكي بعد نهاية المباراة والخسارة أمام موريتانيا.

وكان عيسى ماندي قد توجه إلى الجمهور طلبا الصفح وهو يرفع يديه إلى الأعلى، ولكنهم انهالوا عليه بقارورات المياه المعدنية، وطالبوه بالمغادرة النهائية هو ورفاقه في منظر، لا يستحقه اللاعب الذي أمضى عشر سنوات كاملة في صفوف المنتخب الوطني، وكان ملتزما ويلعب دائما بإرادة وحب، وساهم بشكل فعال في تأهل الخضر لثمن نهائي المونديال في البرازيل 2014 وفي التتويج التاريخي بكأس أمم إفريقيا 2019، كما أنه لا يتحمل أبدا المهزلة التي حدثت الثلاثاء، للخضر، في بواكي في النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • محمد

    لا لذر الرماد في العيون ماندي لا مكان له في المنتخب الوطني مستوى ضعيف جدا

  • متتبع

    هل تؤمن الجزائر بحظ المنتخبات؟ لماذا المشكل دائما في احد؟المدرب الجزائري ماشاء الله.اللاعبين ايضا....ولكن افريقيا لها نفس المقومات. الفريق شحن بالاخقاد و الوعيد ....الكرة مرة تعطيك و مرة تخذلك

  • سعدان باريس

    أنسينا أننا كنا في اعلي مستوي مع هذا المدرب أما عن المنتخبات الأفريقية فهم الان في المستوي اللائق بهم فعلينا تقبل ذلك فما يراه الجميع أن المنتخبات العربية لن تصل إلي نصف المسار بهذا علي الجزائر مصر تونس والمغرب أن يستعدوا لماهو قادم في ميدان كرة القدم.

  • الاسم

    اقسم بالله الذي لا إله إلا هو ان سبب تدهور المنتخب الوطني هو الصحافة الرياضية الهاوية واشباه المحللين والكعب الذين كانوا في الفدرالية وتسييس الدولة في للمنتخب وبلماضي بريء برائة تامة واتمنى ان يبقى في منصبه والذين عليهم ان يرحلوا من المجال هم الكعب في الفدرالية واشباه الصحفيين واشباه المحللين وخفض مستوى تتسييس الدولة للمنتخب عندما يكون منهمك في المنافسة قالك بلماضي ياو المسوى الذهني راه في الحضيض مورينو مدرب وغوارديولا نائبا له ما يفريوهاش مع مستوى كيما هذا عند اشباه الصحفيين واشباه المحللين والكعب