بلماضي.. من توتر العلاقة مع الصحافة إلى إعلان الحرب ضد الفاف؟

يتجه المدرب جمال بلماضي، الذي ما زال مصيره معلقا لحد الآن، نحو إثارة أزمة داخل المنتخب الوطني، بعد تراجعه عن اتفاقه مع رئيس الفاف وليد صادي، ورفضه ترسيم استقالته التي كان أعلنها للاعبين في غرف حفظ الملابس، مباشرة بعد نهاية مباراة موريتانيا، حيث قرر، الإثنين، مغادرة أرض الوطن والسفر إلى قطر، وترك الأمور مبهمة بخصوص مستقبله.

ويرتقب أن يدخل جمال بلماضي حربا جديدة، هذه المرة ليس مع الصحافة والصحافيين الجزائريين مثلما جرت العادة، وإنما مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم “الفاف”، بعدما شعر أو أوهمته بعض الأطراف بأن رئيس الفاف، وليد صادي، أساء معاملته والتصرف معه عندما أعلن الطلاق بينهما بالتراضي ودفعه إلى مغادرة المنتخب الوطني من الباب “الضيق”.

وكان من المفروض، بحسب اتفاق الطرفين، أن يلتقي بلماضي برئيس الفاف وليد صادي، صبيحة الإثنين بمقر الفاف بدالي إبراهيم لترسيم فسخ عقده وما يصاحبه من إجراءات قانونية، لاسيما بشأن تحديد التعويضات التي سيتحصل عليها، لكن مدرب “الخضر” السابق قرر السفر وترك الأمر معلقا، ما يفتح المجال للتأويلات وإمكانية لجوء الأخير إلى “الفيفا”.

وتباينت آراء عديد المصادر الإعلامية، الوطنية والأجنبية، في الخطوة التي ينوي بلماضي القيام بها، فيما إذا كان يريد أخذ فترة أطول للتفكير قبل الرد على مقترح “الفاف”، أم رفع شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، وأخذ كل أمواله إلى غاية 2026 مثلما ينص عليه العقد الذي يربطه بالفاف.

وبحسب مصادر سبق لها التعامل مع بلماضي، فإن كل المؤشرات تشير إلى أن العلاقة التعاقدية البسيطة، التي كان من المفروض أن يتم حلها وديا على طاولة المفاوضات، ستتحول إلى أزمة حقيقية بالنسبة للمنتخب الوطني والفاف، اعتبارا أن القيمة المالية التي يطالب بها صاحب “العقد المعنوي” كبيرة جدا وستثقل كاهل الهيئة الكروية الوطنية، إلا أن الخطوات التي ينوي بلماضي القيام بها لن تعيد الأمور إلى الوراء، لأن رئيس الفاف وليد صادي، وضع حدا لمسيرة بلماضي مع المنتخب الوطني مهما كلفه ذلك، من مبدإ “اخسر وفارق”، وما يؤكد غلق صفحة بلماضي نهائيا، بالنسبة لرئيس الفاف وليد صادي، هو توجيه كل تركيزه حاليا للتفاوض مع المدرب الجديد للمنتخب الوطني، الذي ينتظر أن يتم الإعلان عنه في الأيام القليلة القادمة.

في نفس السياق، يسعى رئيس الفاف لحسم مسألة المدرب في أسرع وقت ممكن، اعتبارا أن أجندة تنتظر المنتخب الوطني بداية من شهر مارس القادم، والدورة الدولية الودية الرباعية التي ستنظم في الجزائر بمشاركة منتخبات بوليفيا وجنوب إفريقيا وأندورا، وهذا قبل إجراء الجولة الثالثة والرابعة لتصفيات كأس العالم 2026 التي تتضمن مواجهة منتخب غينيا بالجزائر، ثم التنقل إلى أوغندا خلال التوقف الدولي المقرر ما بين 3 و11 جوان 2024.