-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بن‮ ‬غبريط وامتحان العتبة‮..‬

بن‮ ‬غبريط وامتحان العتبة‮..‬

حديث الوزيرة بن‮ ‬غبريط عن مصداقية البكالوريا وضرورة رد الاعتبار لهذا الامتحان المصيري،‮ ‬بإلغاء العتبة‮ ‬يكشف أنّ‮ ‬وزارة التربية هوت بمصداقية البكالوريا إلى الحضيض بتجاوبها مع المطلب الغريب للتلاميذ الذين كانوا‮ ‬يخرجون إلى الشارع،‮ ‬ويطالبون بحذف دروس كثيرة من المقرر الدراسي،‮ ‬وكانت الوزارة في‮ ‬كل مرة ترضخ لضغط التلاميذ باعتماد عتبة الدروس التي‮ ‬لا وجود لمثيلتها في‮ ‬العالم‮.‬

لكن‮ ‬يجب التذكير أنّ‮ ‬الوزير السابق،‮ ‬بابا أحمد،‮ ‬أطلق تصريحات مماثلة حول عزمه إلغاء العتبة،‮ ‬وبعد خروج التلاميذ إلى الشارع تراجع وأقر العتبة ضاربا بذلك مصداقية البكالوريا في‮ ‬الصميم‮. ‬وهو نفس الأمر الذي‮ ‬قام به سلفه أبو بكر بن بوزيد،‮ ‬وهو ما شكل انحرافا كبيرا كانت نتائجه كارثية على المستوى الدّراسي‮ ‬للتلاميذ‮.‬

لذلك،‮ ‬فإن الوزيرة بن‮ ‬غبريط أمام امتحان حقيقي‮ ‬هو استعادة مصداقية البكالوريا بإلغاء العتبة أولا وبإعادة الانضباط في‮ ‬أوساط التلاميذ،‮ ‬لأنه لا‮ ‬يعقل أن‮ ‬يتدخل التلاميذ في‮ ‬المنهاج الدّراسي‮ ‬وطرق التسيير بحكم أنّهم‮ ‬غير مؤهلين للخوض في‮ ‬هذه المسائل‮. ‬وعليه فإن الوزارة مطالبة باعتماد حد أدنى من الصرامة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في‮ ‬السابق على الأقل‮.‬

وليس من العيب أن ترفض الوزارة الاستجابة لأي‮ ‬مظاهرة بهذا الخصوص،‮ ‬وذلك بعد أن توفّر كافة الشروط لإنهاء المقررات الدّراسية في‮ ‬وقتها،‮ ‬حينها‮ ‬يمكن أن تتخد عقوبات ضد التلاميذ الذين‮ ‬يخرجون إلى الشارع بدل الاهتمام بدروسهم وبذل الجهد في‮ ‬التحضير للبكالوريا‮.‬

ظاهرة أخرى لا تقل خطورة عن العتبة،‮ ‬وهي‮ ‬ظاهرة مقاطعة تلاميذ النّهائي‮ ‬للامتحانات الرسمية فور حصولهم على الاستدعاء الخاص بالبكالوريا،‮ ‬بل إن الكثير منهم لا‮ ‬يدخل امتحانات البكالوريا البيضاء التي‮ ‬كانت في‮ ‬ما مضى تمثل خطوة أساسية باتجاه النّجاح في‮ ‬البكالوريا لأنها تتيح للطّالب فرصة اختبار نفسه في‮ ‬التّعامل مع مواضيع البكالوريا وتجاوز العامل النفسي‮ ‬الذي‮ ‬يؤثر سلبا على الممتحنين‮.‬

وعليه،‮ ‬فإنّ‮ ‬التّوجه نحو البطاقة التّركيبية التي‮ ‬تأخذ نتائج الامتحانات الفصلية بعين الاعتبار في‮ ‬التّوجيه بالجامعة خيار سليم،‮ ‬على أن‮ ‬يقتصر الأمر عند ذلك،‮ ‬لأنّ‮ ‬فتح المجال للإنقاذ في‮ ‬البكالوريا‮ ‬يطعن في‮ ‬مصداقيتها بشكل أكبر مما فعلته عتبة الدّروس‮.‬

إن إخراج المدرسة من الوضع الكارثي‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬عليه،‮ ‬يتطلّب تعاونا بين كل الفاعلين في‮ ‬القطاع،‮ ‬لأنّ‮ ‬التّجربة أثبتت أنّ‮ ‬العمل المنفرد والقرارات الارتجالية كارثة،‮ ‬وأن التّعامل مع‮ ‬8‮ ‬ملايين تلميذ كفئران تجارب خطيئة كبرى في‮ ‬حق هؤلاء‮.‬

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • فوزية لحرش

    عتبة او بدون عتبة بكالورياتنا غول في الجزائر و اقل من نملة فى الخارج لاننا فصلناها على مقاصنا:لم نراعى السبب الرئيسى لحالة التدهور :عدم رضاء الله عز و جل على ما يحدث فى مدارسنا من معاصى اولها اختلاط م بين الجنسين في قسم واحد الثانى المصلى ليس له مكان الثالث الغش,التزوير ,المعارف,الرابع الضلم فى التنقيط لان النقطة عشرة هى مجرد نقطة وضعها المسوول التربوي ولا تعكس قدرات التلميذ خلال فترة ما.ارجوكم انقضوا التلاميذ والاساتذة و حتى الاوليءلانهم جميعا دخلوا فى دوامة دوارنية صعب تكهن حالة خروجهم منه

  • أم محمد

    و من ذا يحل مشكلة قاعات الدراسة في الأقسام النهائية المكتظة بتعداد هائل للتلاميذ (56 تلميذ في القسم) ؟ يجف ريق الأستاذ مع المناداة فقط ناهيك عن ضبط القسم و تقديم مادة معرفية و شروح وافية يحتاجها التلاميذ..ضغط لا يستشعره أولائك الذين يجلسون في المكاتب المكيفة وسُمح للمشاغبين و المستهترين العودة إلى المؤسسات التعليمية في كل المستويات الثانوية و ضُربت قرارات المجالس التعليمية عرض الحائط..و ها هم يناوشون من جديد بل و يتحدون الأساتذة أن لا مصداقية لقراراتهم و أنهم هنا من جديد و سيعاودون الكرة نكاية

  • عادل

    البكالوريا الجزائرية اصبحت مهزلة علمية تباع في الشوارع و الاسواق الشعبية...................

  • بدون اسم

    الأخطر من هذا كله هو النقل المحروس الي يتم بتواطؤ الأساتذة وربما حتى رئيس المركز إذا اطمئن أن لا ينكشف أمره.. هذا الأمر المخزي الذي يزداد عاما بعد عام والذي يضرب بمصداقية الشهادات الجامعية عرض الحائط - أتكلم والمرارة تقتلني لأني أرى أشباه"الإطارات" بدأت تنتشر كالوباء في مختلف أوصال الدولة- هو ما يجب محاربته أكثر.
    والأحسن أن تنظم الباكلوريا في دورتين: دورة بعد عطلة الربيع لتقييم فصلين ودورة جوان شاملة ثم تظم نتائجهما لمنح الفرصة لمن لم تلائمه الظروف في أيام معدودات لأنها لا يمكنها تقييم مسار بأ

  • جزائري

    ولو كنت ولا زلت من المعارضين لهذه الوزيرة الجاهلة للغة الوطنية والمعادية للدين الإسلامي فإني أبقى في ‏صف الدفاع عن قراراتها الصالحة للمنظومة التربوية ومنها منعها للعتبة المضللة.أما البكالوريا فإن كانت تعني ‏شهادة نهاية الدروس الثانوية فلا حق للمشاركة في امتحانها إلا لمن واظب على الدراسة حتى نهاية السنة ‏الأخيرة.لكن إذا اعتبرناها مجرد دبلوم فلأي مترشح الحق في اجتياز الامتحان.من واجب المجلس الدستوري ‏توضيح رأيه بالاستناد إلى النصوص الشرعية لأن الكثير من نشاط الوزارة ينافي حقوق الإنسان.الغموض ظالم.