-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ظل موقف أوروبي ضعيف بسبب التحولات الدولية

بوريل يعود من الجزائر بخفي حنين والخاسر الأكبر إسبانيا

محمد مسلم
  • 18283
  • 0
بوريل يعود من الجزائر بخفي حنين والخاسر الأكبر إسبانيا
ح.م

يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبات كبيرة في إقناع الجزائر بإعادة تطبيع العلاقات مع أحد أعضائه، ممثلا في إسبانيا، بعد مرور نحو سنة من اندلاع الأزمة بين الطرفين، في أعقاب قرار حكومة بيدرو سانشيز القاضي بتغيير موقفها من القضية الصحراوية، بما يخدم أطروحة نظام المخزن المغربي، المتمثلة في الحكم الذاتي.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن طلب المفوض السامي للشؤون السياسية والدفاع بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي تقدم به للسلطات الجزائرية بإعادة تطبيع العلاقات مع مدريد، لم يلق آذانا صاغية، بل جوبه بموقف صارم يرفض أي تقارب مع إسبانيا، التي يحملها الطرف الجزائري كامل المسؤولية فيما وصلت إليه العلاقات الثنائية.
وكان المسؤول الأوروبي قد قام بزيارة رسمية إلى الجزائر يومي الأحد والاثنين الماضيين، واستقبل من طرف مسؤولين كبار في الدولة الجزائرية، وفي مقدمتهم الرئيس عبد المجيد تبون، وكانت الأزمة المعقدة بين الجزائر ومدريد من بين الملفات التي طرحت على طاولة المباحثات.
وراهن الطرف الإسباني على زيارة بوريل إلى الجزائر من أجل رفع العقوبات المفروضة على الشركات الإسبانية، لكن يبدو أن نتائج هذه الزيارة ستكون صادمة لحكومة بيدرو سانشيز، الذي أصبحت مغادرته لقصر “مونكلوا” في مدريد، شرطا لأي تقارب جزائري إسباني.
وفي الكلمة التي ألقاها بوريل في أعقاب لقائه بالرئيس تبون، أثنى المسؤول الأوروبي على الجزائر بوصفها “شريكا موثوقا” في مجالي الطاقة والأمن، غير أنه لم يشر إلى الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومدريد، مكتفيا بالحديث عن أهمية تحسين العلاقات التجارية، في إشارة إلى النزاع الحاصل مع العضو بالاتحاد الأوروبي، إسبانيا، والتي طرقت كل الأبواب من أجل رفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الجزائر، لكن من دون جدوى.
وتبدو الجزائر في موقع قوة وهي تواجه الرغبة الأوروبية الجامحة في إعادة بعث العمل باتفاق الشراكة الموقع مع بروكسل في سنة 2002 ودخل حيز التنفيذ في 2005، المتوقف منذ نحو ثلاث سنوات، بقرار من الجانب الجزائري، الذي بات غير مقتنع بجدوى الاستمرار في هذا الاتفاق، بعدما خسر ما يناهز الثلاثين مليار دولار منذ بدء العمل به، علما أن بنود الاتفاق تخول لأي من الطرفين إعادة النظر فيه، إذا سبب له أضرارا.
ولطالما طالب الطرف الجزائري بمراجعة بعض بنود الاتفاق، غير أن مجلس الشراكة الذي يتكون من ممثلين من الجانبين لم يجتمع للبت في الموضوع، كما تنص بنوده بسبب استغلال الطرف الإسباني لإحدى آليات هذا المجلس، المتمثلة في “الإجماع”، من أجل عرقلة التئامه، كما جاء مؤخرا في بيان صادر عن الخارجية الجزائرية.
ويبدو الموقف الأوروبي ضعيفا في مواجهة الجزائر، لعدة اعتبارات أولها التحولات التي يشهدها العالم بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، التي أعلنت ميلاد عالم جديد يتجاوز الأحادية القطبية التي عمرت لثلاثة عقود، وثانيها تذمر الطرف الجزائري من عدم وفاء الجانب الأوروبي بالوعود الاستثمارية التي التزم بها خلال مفاوضات الانضمام، فضلا عن ميلاد مجموعة “البريكس”، التي تعتبر القطب الذي يناسب الجزائر في ظل التكتلات الإقليمية والدولية الراهنة.
ويخشى الاتحاد الأوروبي أن يؤدي أي ضغط محتمل على الجزائر تضامنا مع إسبانيا، إلى نتائج عكسية قد تعود على بروكسل بضرر كبير، بالنظر إلى الثقل الكبير الذي تحوزه الجزائر في مجال الطاقة ولاسيما الغاز، في وقت تبدو دول القارة العجوز في أمسّ الحاجة إلى هذه المادة الحيوية، في ظل سعيها إلى الإقلاع عن الاعتماد على الغاز الروسي بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!