الجزائر
سعيد سعدي يؤكد أن المدرسة سبب مشاكل البلاد:

بوضياف وبن بلّة فرحا لإغتيال عبان!

الشروق
  • 17182
  • 76
ح.م

نشط الدكتور سعيد سعدي، الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، مساء الجمعة، محاضرة حول مؤتمر الصومام وقراراته، بقاعة السينما بأوقاس شرق بجاية، بدعوة من قبل المقهى الأدبي لأوقاس، حيث أشار سعدي إلى أن مؤتمر الصومام قد أعطى وجها للجبهة وأن مهندسي ميثاق الصومام كانوا واقعيين باقتراحاتهم، مضيفا أن نجاح الثورة جاء نتيجة تكتل واتحاد كل التيارات باختلاف آرائها وتوجهاتها حول لائحة مؤتمر الصومام، في الوقت الذي كانت فيه فرنسا تنتظر فرصة الاستثمار في اختلاف الرؤى ما بين التيارات من أجل ضرب بعضهم البعض.
ويرى سعدي أن أول انقلاب في تاريخ الجزائر المعاصرة قد دبر بالقاهرة في أوت 1957، وذلك قبل انقلابي 62 و65 أي بعد سنة واحدة من انعقاد مؤتمر الصومام، موضحا في هذا الشأن أنه حين وصول أول المناضلين إلى القاهرة بداية سنوات الخمسينيات كلف جمال عبد الناصر، الرئيس المصري آنذاك، فتحي ديب، بالتنسيق مع الوفد الجزائري، مضيفا أنه عند خروج عبان رمضان من السجن في مارس 55 قام بإرسال لمين دباغين إلى مصر حتى يكون رئيسا للبعثة الجزائرية، مع الإصرار على أن المصريين شركاء للجزائريين وليسوا أولياء أمر، حيث رفض دباغين في هذا الصدد، يقول سعدي، التعامل مع فتحي ديب، لكونه رجلا سياسيا، وكان من المنطقي أن يتعامل مع رجل سياسي وليس مع شرطيّ، وهو الموقف الذي عجل بعزل عبان، يقول المحاضر، الذي أشار إلى أن مؤتمر الصومام قد حقق تحولات سياسية في تسيير نظام الثورة، بمنح الأولوية للداخل على الخارج والسياسي على العسكري، لكن مؤتمر القاهرة 57 تراجع عن هذه القرارات بحذف الأولويات، وهو ما اعتبره سعدي بمثابة انقلاب.
وأكد سعدي أن بوضياف وديدوش أرادا تقسيم منطقة القبائل إلى قسمين، من خلال ربط بجاية بقسنطينة من جهة ومنطقة تيزي وزو بالعاصمة من جهة أخرى، وهو ما رفضه كريم بلقاسم، يضيف سعدي، وذلك تفاديا للوقوع في فخ الانقسام السياسي، فيما يرى المحاضر أن عدم حضور بن بلة في مؤتمر الصومام سببه قرار فصل الدين عن الكفاح المسلح، وهو ما أثار مشكلة ذات أبعاد سياسية وإيديولوجية في آن واحد، مثلما يقول سعدي، موضحا أن بن مهيدي الذي كان برفقة بن بلة في القاهرة حضر المؤتمر.
من جهة أخرى، فقد زعم سعدي، حسب ما قيل له، أن بوضياف وبن بلة فرحا بخبر اغتيال عبان، لأسباب مختلفة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بوضياف كان لا يتفاهم مع عبان، خاصة حينما أشار عبان إلى أن المهمة الأساسية للمناضلين بالخارج تبقى تزويد الثورة بالأسلحة اللازمة، كما كان بن بلة ضد مشروع الدولة الاجتماعية والديمقراطية التي جاء بها مؤتمر الصومام.
كما تحدث المحاضر عن وضعية المدرسة الجزائرية التي قال عنها إنها سبب جل المشاكل التي تعاني منها البلاد، مشيرا إلى أن أبناء المسؤولين لا يدرسون في المدارس العمومية، وأنه أضحى اليوم من الضروري وضع ملف المدرسة الجزائرية على طاولة النقاش.

مقالات ذات صلة